حذرت صحيفة ألمانية من أن العمل البحري الأمريكي في البحر الأحمر سيؤدي فقط إلى تقوية الحوثيين في اليمن.
وقالت صحيفة handelsblatt الألمانية، في تقرير لها، إنه بينما يفخر الأوروبيون والأمريكيون بالإبلاغ عن عدد الطائرات الحوثية بدون طيار التي أسقطوها بالفعل، إلا أن مهمة الغرب فشلت لحد الآن في تحقيق هدفها.
وأوضح التقرير، أن الحوثيين يأملون أن تمنحهم هجماتهم ضد السفن بالبحر الأحمر أفضلية في الحرب الأهلية التي يخوضونها داخل اليمن: "حيث تدعم جميع الأطراف في هذه الحرب الأهلية، الفلسطينيين".
وأشار إلى أن الرعب والغضب تجاه إسرائيل بسبب الدمار والمعاناة في غزة هائل جدا في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.
ويتفق التقرير مع ماذكره تحليل لمركز acled الأمريكي حول استبعاد أن تكون العمليات البحرية قادرة على إضعاف الحوثيين بما يكفي لوقف الهجمات على السفن، مضيفاً بأن الهجمات الأمريكية على مواقع الحوثيين ربما تودي إلى تقوية ميليشيا الحوثيين.
ووفقا لدراسة أجراها معهد كيل للاقتصاد العالمي، انخفض عدد سفن الحاويات التي تعبر البحر الأحمر بنسبة 62% تقريبًا في الأشهر الأخيرة. لكن هذا لم يكن له تأثير يذكر على التجارة العالمية، كما يقول جوليان هينز، رئيس قسم السياسة التجارية بالمعهد.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة البارزة بشؤون اليمن، إليزابيث كيندال من جامعة كامبريدج قولها بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن يضعف الحوثيين عسكرياً. "لكنه لا يستطيع إيقافهم."
وأضافت:" لا يجب أن تكون هجمات الحوثيين معقدة ودقيقة. وكما هو الحال في جميع الصراعات غير المتكافئة، فإن المثابرة لها أهميتها".
وأشارت إلى أن حقيقة قيامهم بتعطيل الشحن يعد بالفعل نجاحًا بالنسبة لهم. حيث يحصل الحوثيون حالياً على معظم أسلحتهم من إيران.
ومن وجهة نظر كيندال، من أجل وضع حد للأذى الذي يمارسه الحوثيون، هناك حاجة إلى حل سياسي للصراع في اليمن ــ و"خارطة طريق" لغزة.
لكن تقارير غربية عديدة ترى أن الحل الوحيد لإنهاء هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن التجارية يتمثل في تعاون الولايات المتحدة والدول الغربية مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ودعمها لاستعادة السيطرة على جميع أراضي اليمن، مؤكدة أن الضربات الجوية غير مثمرة.