حوصرت ناقلتان تحملان نفطا ونفايات سامة في البحر الأحمر على خط المواجهة بين قوات بحرية غربية ومسلحي جماعة الحوثي اليمنية رغم محاولات متكررة من الأمم المتحدة لسحب الناقلتين وتفريغهما تفاديا لحدوث تسرب للشحنة.
وتوجد السفينتان، وإحداهما محاصرة منذ سنوات، قرب ميناء رأس عيسى حيث تشن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر وحيث تسقط أيضا الصواريخ الأمريكية في أثناء استهدافها للحوثيين.
وقادت الأمم المتحدة العام الماضي جهودا لتفريغ مليون برميل نفط من ناقلة النفط المتهالكة صافر إلى ناقلة جديدة في عملية تتكلف 121 مليون دولار.
وكانت الأمم المتحدة تأمل في تحريك صافر، التي لا تزال تحتوي على مياه نفايات سامة ورواسب زيتية، للتخلص منها في مكان آخر وبيع النفط على متن السفينة الجديدة.
وقال مصدر حوثي لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن السفينتين لم تتحركا منذ أغسطس آب مع عدم التوصل إلى اتفاق بين الحوثيين وخصومهم في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حول من سيحصل على أموال بيع النفط.
وقال المصدر أيضا إنه لا يوجد اتفاق حول سحب السفينة بعيدا.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يجري مناقشات “مع جميع الأطراف المعنية في اليمن” بشأن تسليم السفينة.
وقال متحدث باسم البرنامج “لم يتلق (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) أي إشارة من الحكام الفعليين في اليمن لتهديدات بإلحاق أضرار متعمدة بالسفينة”، في إشارة إلى الحوثيين.
وقال مصدر في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، تحدث أيضا شريطة عدم كشف هويته، إنه يعتقد أن الحوثيين رفضوا الإفراج عن أي من السفينتين سعيا لتعزيز موقفهم التفاوضي.
جرى تحويل الناقلة صافر، وهي ناقلة عملاقة سابقة تم بناؤها في السبعينيات، إلى منشأة عائمة لتخزين وتفريغ النفط قبل اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014.
ويهدد هيكلها المتآكل بتسريب حمولتها إلى البحر الأحمر.
وتعاقدت الأمم المتحدة العام الماضي مع شركة سميت سالفدج ومقرها هولندا، والتي قامت بإزالة النفط. وقدمت شركة يوروناف البلجيكية السفينة الجديدة.
وقال مصدر ملاحي إن الرواسب السامة ومياه الشطف المستخدمة لتنقية النفط من الناقلة لم تتم إزالتها بعد.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر أن نحو 70 ألف طن من المخلفات لا تزال على متن السفينة صافر.
وقال متحدث باسم بوسكاليس، الشركة الأم لشركة سميت سالفدج، إنه تم التعاقد مع الشركة لإزالة النفط ولكن ليس السفينة صافر.
ولدى شركة يوروناف البلجيكية طاقم على متن السفينة الجديدة منذ أغسطس/ آب بموجب عقدها مع الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “بمجرد اكتمال عملية التسليم، سيغادر الطاقم”.
وذكرت يوروناف أنها تواصل مساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتسليم السفينة الجديدة بأمان. ولم تحدد من قد يتسلم السفينة في نهاية المطاف.