ضمن الخريطة الرمضانية لقناة العربي 2، يحضر أول عمل درامي يمني تبثه قناة عربية، في خطوة هدفها الإضاءة على المشاريع والتجارب الدرامية الاستثنائية والجادة في مختلف أنحاء العالم العربي، وفق ما قال المدير التنفيذي لـ"العربي 2" إلياس خوري في تصريحات لـ"العربي الجديد".
مسلسل "العالية" من تأليف الروائية اليمنية نور ناجي، وإخراج وليد العلفي. ويهدف عبر 30 حلقة (45 دقيقة للحلقة)، إلى تقديم دراما البيئة اليمنية للمشاهد العربي، عبر صراع بين حاكم منطقة يلفق قضية شرف ضد بنت شيخ قبيلة بغرض ابتزازه. يحكي المسلسل، الذي أنتجته قناة "يمن شباب"، قصة حب تتحول إلى محور صراع ومطامع اجتماعية في إنتاج مليء بالأحداث والمشاهد التراجيدية الجريئة، مع عدد من الفنانين اليمنيين، وفق ما يوضح الإعلان الترويجي للمسلسل الذي نشرته قناة "يمن شباب".
المسلسل من بطولة عامر البوصي وقاسم عمر ومنى الأصبحي وأحمد عبد الله حسين. تقول كاتبة المسلسل نور ناجي، لـ"العربي الجديد"، إنها استوحت قصة العمل من إحدى قصص التراث اليمني القديمة، موضحة أنها وجدت وفريق العمل أن القصة مناسبة بشكل غير عادي لأحداث تمس واقع اليمن المعاصر.
بدوره، يقول مخرج المسلسل وليد العلفي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "العالية" هو أول عمل يمني يتم تصويره داخلياً بكاميرا سينمائية بهذا المستوى، لافتاً إلى أن اليمن يعاني من افتقاره للبنية التحتية للدراما، "من ناحية الطواقم ونحتاج للكثير، لا يوجد لدينا محترفون في كثير من المجالات من المكياج والمساعدين والإضاءة، ونادراً ما نمتلك محترفين في هذه الجوانب".
يضيف: "القناة استقدمت مدير تصوير سوري مع مساعد إضاءة، وهذ الأمر كان له دور كبير من ناحية جودة الصورة، وكان هذا العمل بمثابة دورة تدريبية لكثير من العاملين في المسلسل، وقمنا بتدريب الكثير من العناصر في مجال التصوير وتفريغ الكلاكيت والإضاءة".
وحول بيئة التصوير في تعز المحاصرة من قبل جماعة الحوثيين منذ عام 2015، يقول العلفي: "عندما نتحدث عن مكان التصوير في تعز وظروف الحرب، تعتبر بيئة غير صالحة للتصوير، لكننا خضنا هذه المجازفة لتصوير أول عمل في تعز بعد سنوات من الحرب، وكانت تجربة ناجحة. وهناك مسلسل آخر يتم تصويره في تعز حالياً. وأظن أن هذه المحافظة ستصبح قبلة لصناع الدراما وتصوير المسلسلات داخل اليمن".
وعن تجربة عرضه على قناة عربية، يؤكد أن "هذا الأمر يعد إنجازاً للدراما اليمنية، ودليلاً على نجاح هذا المسلسل في كافة الجوانب الفنية. الدراما اليمنية يجب أن يتم تسويقها والاهتمام بها، وسيكون لها قبول عربي، لأنها تمتلك عوامل النجاح من ناحية المنظر والديكور، والبيئة اليمنية عامل يميز هذه المسلسلات وهي جديدة على المشاهد العربي".
في هذا السياق، يؤكد المدير التنفيذي لـ"العربي 2" إلياس خوري أن القناة تهدف إلى تمكين المشاهد من الاطلاع والتعرف إلى أعمال درامية عربية مختلفة تستحق فرصتها بالظهور والانتشار. ويضيف: "الدراما اليمنية، كمثيلتها في دول أخرى، لا تخلو من الأعمال المميزة، ونحن نملك الشجاعة الأدبية الكافية لنعرض ما تتخوف قنوات أخرى من عرضه، سواء لأغراض ربحية، أو لحسابات أخرى".
وحول خطة القناة للانفتاح على بلدان من خارج أقطاب الصناعة الدرامية، يقول خوري إن "العمل الجيد هو المعيار الأساسي في اختيارنا لما نعرضه، ونحن نبحث عن هذا العمل الجيد بغض النظر عن بلد الإنتاج، ففي النهاية نحن قناة تهدف إلى أن تعكس اسمها في توجهها لجميع المشاهدين العرب من دون استثناء".
ويختم تصريحاته بالقول: "مسلسل (العالية) مبني على حبكة إنسانية بالدرجة الأولى، لهذا نتوقع أن تلمس وجدان جميع المشاهدين العرب"، متابعاً: "منذ بث المقطع الترويجي الأول تخطى التفاعل الجماهيري توقعاتنا، ونأمل أن يترجم هذا الاهتمام في نسب مشاهدة عالية تضع الدراما اليمنية مستقبلاً في دائرة الاهتمام النقدي والجماهيري".
تشير الفنانة منى الأصبحي، التي تؤدي دور عزيزة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن عرض هذه المسلسل على قناة عربية هو إنجاز كبير ونقلة نوعية للدراما اليمنية، "لأننا محصورون محلياً في مجال الدراما، ونتمنى الاستمرار في هذا المستوى وتقديم الأعمال المميزة التي تعرض على الشاشات العربية". تضيف: "نتمنى أن تكون هناك أعمال أخرى تعرض وتدخل في سباق العرض عربياً. وأطمح بالعمل في مسلسلات أخرى تنقلنا إلى الخارج وتقدم الدراما اليمنية كما يجب".
وعن دورها في المسلسل، تقول الأصبحي: "أؤدي دور عزيزة، وهي إنسانة قوية ومحبة لوطنها وأرضها وبيتها ومضحية ولديها عزيمة ولا تفقد الأمل بسهولة. وضمن الصراع في المسلسل وتحولاته، تنتقل عزيزة من طفلة صغيرة وجميلة إلى إنسانة ترتمي عليها كل هموم الدنيا ولهذا أعجبت بهذا الدور وهذه الشخصية". وتختم بالإشارة إلى أن "العالية" مسلسل فيه "قصة وعرض مشوق، وأغلب المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا لا تنقل على الشاشة.
يركز هذا العمل على كثير من المشاكل بقوالب مختلفة. وأتمنى أن يكون قد قدم الدراما اليمنية والفنان اليمني كما يجب". يوضح مدير الإنتاج في مسلسل "العالية" أسامة الصالحي، في تصريحات لـ"لعربي الجديد"، أن إنجاز المسلسل من الفكرة وحتى الكتابة وصولاً إلى تصميم الأزياء والديكورات، استغرق أكثر من عام، لافتاً إلى أن "العالية" هو أول عمل درامي لكاتبة يمنية، واستغرق تصويره أكثر من شهرين بمشاركة أكثر من 30 شخصية رئيسية، وكثير من الوجوه الجديدة.
وعن عرض المسلسل عربياً، يقول الصالحي: "كان لدينا في القناة هدف منذ السنوات السابقة لإنجاز عمل فني مكتمل المواصفات للمنافسة عربياً، والتحدي الكبير أن يتم تصوير هذا المسلسل داخل اليمن بهذه المواصفات العالية وعرضه عربياً". يختتم بالقول: "الدراما اليمنية تعيش أزمة نص، وهناك أعمال يتم البدء بها من دون نص مكتمل وواضح، ونستطيع عبر الاهتمام بهذه الصناعة أن نحضر سنوياً عبر الشاشات العربية".