أكدت الأمم المتحدة أن عشر محافظات يمنية ملوثة بالألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية في كل منطقة وصلتها.
وأوضحت المنظمة أن الميليشيات استخدمت أدوات وأشكالاً مدنية في صناعة المتفجرات، وهو ما جعل أعداد الضحايا من المدنيين ترتفع خلال فترة الهدنة بنسبة تجاوزت 57 في المائة.
في هذا السياق، ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن عشر محافظات تأثرت بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة خلال الربع الأخير من العام الماضي، حيث تم الإبلاغ عن معظم الحوادث في محافظة الحديدة التي سجلت 66 حادثة، تليها محافظة مأرب بـ16 حادثة، ومحافظة صعدة بـ6 حوادث، وأكد أن توسيع نطاق أنشطة إزالة الألغام بات شرطاً أساسياً لتقليل المخاطر على المدنيين في المناطق الملوثة.
وقد ذكر التقرير أن حوادث الألغام والذخائر غير المنفجرة لا تزال تشكل تحدياً كبيراً للوصول إلى المناطق، وأثرت بشدة على المدنيين، لا سيما في منطقة «التحيتا» في محافظة الحديدة، إذ تم الإبلاغ عن 142 حادثة، مقارنة بـ77 حادثة في الربع الثالث، تسببت في 80 حالة وفاة، من بينهم 39 طفلاً و174 إصابة، من بينهم 84 طفلاً.
وخلال الفترة المشمولة سجّل التقرير استمرار تدخل السلطات بشكل متكرر في تنفيذ الأنشطة الإنسانية، حيث تم الإبلاغ عن نحو 68 حادثة تدخل في الربع الرابع، مقارنة بـ66 في الربع الثالث، وبيّن أن كثيراً من هذه التدخلات (60 في المائة) مرتبطة بالتأخُر في الموافقة على الاتفاقات الفرعية للمشروع، إضافة إلى تدخلات أخرى، مثل تعليق الأنشطة الإنسانية وتعطيلها، والتدخل في تصميم المشروع وتنفيذه، والطلبات التعسفية لمختلف المعلومات والبيانات والتوثيق والتقارير.
ومع تأكيد الأمم المتحدة أن العنف ضد أصول ومرافق العاملين في المجال الإنساني لا يزال يمثل مصدر قلق كبيراً للشركاء في المجال الإنساني، ذكرت أن الفترة المشمولة بالتقرير شهدت انخفاضاً طفيفاً في تكرار حدوث مثل تلك الحوادث، حيث تم الإبلاغ عن 29 حادثة مقارنة بـ33 حادثة في الربع الذي سبقه، وأعادت سبب الانخفاض بشكل أساسي إلى مشاركة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء مع السلطات والجماعات المسلحة في معالجة تلك القضايا.
ورصد التقرير استمرار الأعمال العدائية في 4 مناطق، في محافظة تعز، حيث وقعت أعلى الوفيات والإصابات بين المدنيين، حيث تم الإبلاغ عن 24 حالة وفاة بينما تم توثيق 62 إصابة، وقال إن الوصول إلى عدة مناطق داخل مدينة تعز لا يزال مغلقاً، في حين تم الإبلاغ عن أعمال قتالية محدودة في قعطبة ومناطق الضالع وعدد أقل في محافظات مأرب والجوف.
وحسب التقرير، أبلغ شركاء العمل الإنساني عن 12 حادثة تنطوي على تهديدات ضد العاملين في المجال الإنساني، ويشمل ذلك احتجاز عمال من قبل مسلحين، وتهديد الموظفين المحليين وترهيبهم، وأكد أن وصول المساعدات الإنسانية لا يزال يمثل تحدياً؛ وأن معظم حوادث الوصول مدفوعة بالعوائق البيروقراطية، خصوصاً التأخير في الحركة، حيث شهدت الأشهر الأربعة الأخيرة من العام المنتهي زيادة طفيفة في الحوادث التي أثرت على سلامة وأمن عمال الإغاثة مقارنة بالربع السابق.
وخلال هذه الفترة، أبلغ الشركاء في المجال الإنساني عن وقوع 727 حادثة وصول في 103 مديريات في 19 محافظة عبر البلاد، ما أثر على 5.4 مليون شخص، وقال التقرير إن ما يقرب من ثلث الحوادث المبلغ عنها (35.5 في المائة) يتعلق بالقيود البيروقراطية، بما في ذلك القيود المفروضة على حركة العاملين في المجال الإنساني والسلع داخل البلاد.
وتشمل هذه العوائق، حسب الأمم المتحدة، التدخل في العمليات الإنسانية، ورفض أو تأخير تصاريح السفر، وإلغاء البعثات وأنشطة السفر الميداني.
وأبلغ الشركاء في المجال الإنساني - وفق التقرير - عن 315 حادثة تتعلق بالقيود المفروضة على الحركة داخل البلاد وإليها، حيث لا تزال القيود المفروضة على حركة الأفراد أو البضائع داخل اليمن هي النوع السائد من قيود الوصول، تليها القيود المفروضة على حركة العاملين في المجال الإنساني أو البضائع إلى اليمن؛ حيث تم تسجيل 197 حادثة، 81 في المائة منها سجلت في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، بينما سجلت 19 في المائة منها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
وأكد التقرير الأممي أن هذه الحوادث تمثل انخفاضاً بنسبة 36 في المائة، مقارنة بالربع الثالث من عام 2022، وأعاد أسباب هذا الانخفاض إلى قيام العديد من الوكالات بالتوقف عن تقديم طلبات التنقل للبعثات التي تضم عاملات إغاثة يمنيات، مع العلم أنه من المحتمل أن يتم رفض طلبهن، حيث أبلغ عن 118 حادثة تتعلق بشكل أساسي بالتأخر في منح تصاريح السفر، والتي تستغرق في المتوسط نحو خمسة أيام.
وأعاد التقرير التذكير بشرط أن تكون المرأة برفقة قريب ذكر، وقد فرضته سلطة الميليشيات الحوثية، وقال إن هذا الشرط لا يزال «يمثل قضية رئيسية، وتحدياً بالغ الأهمية يعوق حركة وكالات الإغاثة وأنشطة البرامج».
كما ذكر التقرير أن سفر الموظفين اليمنيين عبر مطار صنعاء لا يزال يمثل تحدياً؛ بسبب المطالب التي تفرضها سلطات الميليشيات بالنسبة للموظفات المسافرات خارج اليمن.