برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن أنفق مئات الملايين من الدولارات في المساعدات الغذائية المقدمة للشرائح الأكثر فقرا في اليمن. وطبقا لتقرير مراجعة الحسابات الخاص بالوكالة فأن هذه المساعدات لم يتم توزيعها فقط على الأسر الفقيرة بل أيضا شمل فئات غنية وتمتلك ثروة.
وبحسب التقرير فأن معنى هذا أن مئات الآلاف من الناس المعدمين في واحد من أفقر الدول في العالم ربما تم استبعادهم من مساعدات برنامج الغذاء العالمي في الوقت الذي ذهبت الأموال إلى آخرين يعتبرون أحسن حالاً. وهذه هي الحالة التي لم تستطع الوكالة التابعة للأمم المتحدة اصلاحها بنجاح منذ عدة سنوات ، بحسب شبكة فوكس نيوز الأمريكية.
الأسباب وراء هذه المشكلة:
بحسب فوكس نيوز التي أوردت هذا التقرير المدعم بالأدلة من تقرير مراجعة الحسابات الخاص بوكالة الغذاء العالمي، فأن الأسباب في اليمن تعود لأن الأمم المتحدة قد اعتمدت على بيانات محلية تم تجميعها في العام 2008 عند انشاء سجل صندوق التضامن الإجتماعي للمواطنين الأكثر فقرا في البلد ، ومنذ ذلك الحين لم يتم تحديثه.
تقول الفوكس نيوز أن الصندوق الإجتماعي ابتدأ إدارته في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وهو الذي قام بإختلاس ما بين 32 إلى 60 مليار دولار خلال 33 عام من السلطة التي انتهت في العام 2012 ، طبقا لتقرير مجموعة الخبراء في الأمم المتحدة الذي تم نشره الشهر الماضي.
تقرير مراجعة الحسابات الأخير الذي نشرته الوكالة التابعة للأمم المتحدة عن برنامج الغذاء العالمي في اليمن هو في الفترة من يناير 2013 إلى يونيو 2014 ، وقد تم نشره أخيرا في يناير 2015.
خلال الأزمة التي ابتلعت البلاد في الخمس السنوات الماضية يقول التقرير أن وكالة الأمم المتحدة قد استعانت بالبنك الدولي لإكمال النسخة الجديدة من سجل صندوق الضمان الإجتماعي ، لكن حتى الآن لم يحقق نجاح كبير .
وفي تصريح لمسؤول في الأمم المتحدة بحسب فوكس نيوز "نحن مدركون للقصور الحاصل في هذه القائمة لكننا لا نملك أي بديل" كما نفى المسؤول أن يكون هناك أي انحراف في توزيع المساعدات عن أهدافها المقصودة. وأضاف ، نحن لا نصدق أن يكون أشخاص أغنياء في البلد قد استفادوا من هذه المساعدات.
وبحسب فوكس نيوز فأنه على الرغم من نفي الوكالة لوجود مثل هذه المشاكل إلا أنهم ذكروا في تقرير مراجعة الحسابات أنهم سيعملون على اتخاذ خطوات لإصلاحها.
تقول وثيقة التقرير بحسب ، فوكس ، أن مستويات مختلفة من البيروقراطية في الإمم المتحدة سوف تراجع طرقها الحالية وتفترض استخدام تلك القوائم الشائبة التي تحصل على المساعدات "لتقييم المخاطر وتنفيذ المقاييس الضرورية المخففة" لتقوم بتغيير الحالة بحلول يونيو القادم خلال هذا العام.
وبين تقرير فوكس نيوز أنه عن سؤال برنامج الغذاء العالمي التوضيح بشأن التقرير قالت الوكالة ليس فقط برنامج وكالة الأمم المتحدة هنالك أيضا البنك الدولي الذين يعملون على مساعدة الحكومة اليمنية في مراجعة القائمة الخاصة بالمساعدات . وقالت الوكالة "بشكل واضح فأن الخلل الوظيفي للحكومة يعمل على عرقلة وإبطاء العملية ومع ذلك فأنه لم يتم تعليق الجهود".
ولتوضيح مقدار الجهود المطلوبة ، أوردت الوكالة مثالا على ذلك ، اعلان الحكومة المستقيلة في يناير الماضي أضافة 250 ألف شخص إلى سجل صندوق الضمان الإجتماعي ، لذى فقد اُتخذت دراسة جديدة لتحديد مدى أهلية من سيتم اضافتهم .
تستمر معاناة اليمنيين رغم ما يتم تقديمه من مساعدات إنسانية فطبقا لتقرير مراجعة الحسابات الخاص بالأمم المتحدة 10 مليون ونصف أو 42% من عدد السكان في اليمن لا يستطيعون توفير الإحتياجات الغذائية الأساسية، كما ان 4.5 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.
وطبقا للتقرير فأن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي كانوا هم الهدف الأول للمساعدات الإنسانية الطارئية التي قدمها برنامج الغذاء العالمي في العام 2013 والتي بلغت 242 مليون دولار . وقد توزعت هذه المساعدات إلى قسمين حيث خصصت 60% منها للمواد الغذائية ونسبة صغيرة تم تسليمها بشكل نقدي .
وخلال العامين 2013-2014 قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 70 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن شملت 22 ألف طن من المساعدات الغذائية الطارئة.
وخلال اسبوع كتابة تقرير مراجعة الحسابات في منتصف العام 2014 ، بدأت عملية كانت مقررة مسبقا ، ويتوقع أن تكلف 491 مليون دولار خلال عامين وما زالت تعمل حتى اللحظة من الأموال التي تم جمعها في وقت سابق.
وطبقا لموقع "فينانشيال تراكينج سَرفيس" تتبع الخدمات المالية ، فقد حصل برنامج الغذاء العالمي في اليمن على 148 مليون دولار لمناشدات 2014 و 191.4 مليون دولار في العام 2013 و 114.4 مليون دولار في 2012 اضافة إلى 138.1 مليون دولار في العامين 2011 و 2010 خلال فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي إطار حديثها عن الأمول التي قد تكون تسربت من برنامج الغذاء العالمي لغير المستحقين له أختتمت فوكس نيوز تقريرها بالقول أن صالح الذي منح الحصانة من الملاحقة القانونية أعقاب تنحيه عن السلطة يعتقد كثيرون أنه يلعب دوراً من وراء الكواليس للإضطرابات الحالية الناجمة عن سيطرة جماعة الحوثي. وأضافت الصحيفة أن مجموعة متنوعة من منظمات المجتمع اليمني عازمة على إيجاد طرق لاستعادة مليارات صالح المزعومة إلى اليمن ، لكن الصحيفة ترى هذه العملية بعيدة للغاية.
التقرير الأصلي:
http://www.foxnews.com/world/2015/03/11/did-un-food-aid-for-yemen-go-to-not-so-poor/