أعلنَتْ مفتشية آثار وتراث نينوى العراقية، يوم الثلاثاء، عن اكتشافات أثرية مهمة تحت مصلى الجامع النوري ومنارته، الحدباء بمدينة الموصل القديمة، والقابعة على عمق 6 أمتار، عائدة إلى حقبة دولة الأتابكة الإسلامية.
وقال مدير عام المفتشية، خير الدين ـحمد ناصر، في تصريح، تابعته "العين الإخبارية"، إن "الفرق التابعة للهيئة العامة للآثار والتراث بالتعاون مع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، اكتشفت من خلال أعمال التحري الجارية تحت أسس مصلى الجامع النوري، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، آثاراً مهمة تعود إلى حقبة دولة الأتابكة".
وأضاف ناصر أن "أول تلك الاكتشافات هو الأرضيات الأصلية للمصلى قبل صيانته خلال أربعينيات القرن الماضي، والتي أثبتت أن مساحة المصلى الأصلي أكبر من مساحته الحالية، إضافة إلى اكتشاف 4 غرف أخرى بعرض 4 أمتار وارتفاع 3 أمتار والمتصلة مع بعضها ببوابات، وتقع تحت مصلى الجامع الأصلي، بعمق 6 أمتار".
ولفت إلى أن "الغرف مبنية من الجص والحجر وأرضيتها مرصوفة بالحجارة وعلى جوانبها أحواض مستطيلة ومربعة بعمق 60 سم ومغلفة من الداخل بمادة القير، والتي يعتقد أنها كانت تستخدم للوضوء في المبنى الأصلي للجامع".
كاشفاً عن "العثور بداخلها على عملات معدنية تعود للفترة الأتابكية". وأسسَ الأتابكة أو الزنكية، دولتهم الإسلامية في مدينة الموصل عام 1127 على يد عماد الدين زنكي، وامتدَت لِتشمل كامل الجزيرة الفراتية والشَّام ومصر وظلت قائمة حتى العام 1262.
وتعرض جامع النوري الكبير اقدم الجوامع في مدينة الموصل، إلى تفجير اطاح بمنارته الحدباء وأزال أثار بنيانه، خلال سيطرة تنظيم داعش على اجزاء واسعة من العراق أبان احداث يونيو 2014. وأطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بعد عامين من تحرير المناطق التي استولى عليها داعش، مبادرة "إحياء روح الموصل".
تتمحور المبادرة حول مشروع بقيمة 50 مليون دولار أمريكي، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، لإعادة بناء 3 معالم بارزة بما في ذلك مئذنة مائلة من الطوب من القرن الـ12، بالقرب من جامع النوري. وتشمل المعالم الأخرى كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك وكنيسة دير سيدة الساعة للاتين، وكلاهما تعودان إلى القرن التاسع عشر.
وفي أبريل/ نيسان 2021، فاز تصميم بعنوان "حوار الأروقة"، قدمه 8 معماريين مصريين في مسابقة اليونسكو الدولية لإعادة بناء مجمع جامع النوري.