الرئيسية > اخبار وتقارير > تُحفة حبل .. أول إمرأة يمنية تقود مسيرة سلمية ضد الإمامة

تُحفة حبل .. أول إمرأة يمنية تقود مسيرة سلمية ضد الإمامة

تُحفة حبل .. أول إمرأة يمنية تقود مسيرة سلمية ضد الإمامة

من ينقب التأريخ اليمني، يكتشف قصص مدهشه، لم يتطرق لها المُورخين، منها سير قامات نسائية كسرت النظرة المتحجرة للمرأة في العهد الأمامي، من بينهن، تحفة سعيد سلطان المعروفة بـ ( تُحفة حبل ) .
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نسرد قصة امرأة يمنية عاشت حياتها وبطولاتها في منطقة العسيلة التابعة لمديرية شرعب السلام شمال مدينة تعز .
شقت تحفة حبل طريقها نحو النفوذ في منطقة شرعب خلال طغيان سلطة الأمامة، وحظيت بمكانة استثنائية لدى الناس نتيجة تعاملها معهم بعيدا عن الثنائية الطبقية " الشيخ والرعية" .. ومن هناك بدأت طريق المجد .
يتداول ابناء مديرية شرعب السلام حكاية يمنية استثنائية، صححت نظرة المجتمع للمرأة الريفية، وأثبتت قدرة حواء على منافسة الرجال في ادارة شؤون الحياة وزراعة الأرض.
ولم ينحصر حضورها العاصف حدود منطقتها، بل اتجه نحو وادي نخلة بإعتباره شريان حياة وزراعة يمتد من إب مرورا بتعز وصولا الى الحديدة .
كان ذلك بعد استعادة ارض اباءها و أجدادها، ما مكنها من الحصول على نصيب الأسد منها بحكم جهودها الذاتية في استعادة املاك اسرتها .
وترجمة لنظرتها الثاقبة للحياة، وحاجة المجتمع، بذلت جهود جبارة من أجل الانتصار لقضايا الناس، وإنصافهم من غول الإقطاع في العهد الأمامي.
وتقاسمت مع الناس المعدمين والمهمشين خيرات الأرض، وملكت بعضهم اراضي مقابل مبالغ زهيدة، وهذا مكنهم من الاستقرار، وبناء اسر وتعليم ابناءهم بداية العهد الجمهوري .
قبل ذلك ذاع صيتها في المنطقة، وحظيت بحضور شعبي بفعل انحيازها للإنسان، وكان لها مواقف مُشرفة مناهضة لسياسة الجباية الجائرة في العهد الملكي (الأمامي)، وبطش العكف بالمواطنين .
في تلك المرحلة، عملت بطرق مختلفة على تأليب المواطنين ضد عكف وعمال الإمامة، واستجاب لموقفها عديد من المواطنين.
وبإجراءات تحررية غير مسبوقة، تمكنت تُحفة حبل من ابقاء منطقة شرعب السلام خارج نفوذ الامامة.
يقول كبار السن بأن تحفة حبل حرصت على شراء اسلحة متنوعة ووزعتها على العاملين معها لحماية الأرض.
وشعر عيون الامامة بالذعر من امتلاك تُحفة حبل لـ " شجرة سلاح"، لهذا اعتبر الإمام السلاح بيد المواطنين خطر يهدد استمرار تدفق الجبايات من شرعب الى بيت المال .
وبعدما امتلاكها المال والنفوذ والسلاح، عجز عكف الإمامة عن الحد من نفوذها رغم محاولاتهم تأليب نافذين عليها بهدف مصادرة املاكها بطرق غير مشروعه .
رفضت تحفة حبل الركوع لجبروت الأمامة، خرجت ذات صباح ثوري من شرعب السلام الى مدينة تعز في أول مسيرة سلمية راجلة، وقابلت الأمام قبل إتخاذ إي تحرك شعبي مناهض لعكفه بالمنطقة .
بعدها ادركت بألا خيار سوى الثورة على الإمامة، واستطاعت من قيادة المواطنين نحو تحرير المنطقة من جور الأماميين. عجز الأمام أحمد عن تحجيم دورها، وزاد نفوذها بعد طردها عكفه من شرعب قبل اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 .
بعدها كان الأمام يخاطبها بشكل رسمي ( من الأمام أحمد الى تُحفه حُبل) متعهدا بإنصافها بشرط ترك ممثله من العودة الى المنطقة .
رفضت تُحفة حبل تصديق تعهدات الأمام أحمد، وعملت على فرض واقع شعبي متحرر من الملكية، وعدت تلك الرسائل اعتراف ملكي بخروج شرعب عن سيطرة الإمامة .
توسع نفوذ تحفة حبل ، وتضاعف احترام الناس لها، بعدها تفرغت لحسم قضايا متعلقة بالارض واستصلاح املاك جديدة وتوزيعها بين الناس .
وفي العهد الجمهوري، حرصت على تعليم الشباب، وكان اغلب ابناء المنطقة يعتمدون على ارضها في الحصول على لزوميات تعليم ابناءهم .
في سبعينيات القرن المنصرم، كانت تحفة حبل من أبرز المنحازين لخيارات شباب المنطقة المقاتلين في صفوف الجبهة الوطنية.
ونظرا لموقفها الرافض للظلم في العهد الجمهوري وقبلها الملكي، تجنب رجال الجبهة الاستيلاء على أراضيها او تدمير منزلها قياسا ببقة مشائخ شرعب .
ويشير مقاتلين جبهويين الى اعتمادهم على خيرات ارضها وارض كبار الملاك خلال المواجهات المسلحة مع الجيش .
فارقت الحياة في 29 /12 / 1994، ومع ذلك يعتبر ابناء شرعب (تحفة حبل) ملكة حميرية بفعل مواقفها المُشرفة المناهضة للأمامة، مرورا بدورها المشرق في العهد الجمهوري وانحيازها للمطالب العادلة للجبهة الوطنية.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)