وجهت الحكومة بسرعة تنفيذ مصفوفة احتياجات محافظة مأرب، داعية في ذات الوقت المواطنين إلى إسناد المعركة في مأرب باعتبارها بوابة النصر الكبير. جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء برئاسة معين عبدالملك في العاصمة المؤقتة عدن، وفق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وشدد المجلس على الوزارات والجهات ذات العلاقة "بسرعة تنفيذ كلا فيما يخصها في المصفوفة وفق مسار عاجل والرفع بمستوى التنفيذ وفق المدد الزمنية المحددة". وأكد على أهمية إعطاء تنفيذ الاحتياجات الواردة في المصفوفة الأولوية القصوى، خاصة المتصلة بدعم جبهة مأرب وما تطلبه بشكل عاجل. والأسبوع الماضي، أعدت لجنة وزارية برئاسة وزير الداخلية، مصفوفة احتياجات مأرب في الجوانب العسكرية والإغاثية والإنسانية والطبية، وأقرها مجلس الوزراء في اجتماع سابق. إلى ذلك قال رئيس الوزراء، إن "مأرب اليوم تحمل لواء عزة وكرامة وهوية اليمن وتحمي الدولة والجمهورية والنظام الديمقراطي، أمام أوهام مليشيات عنصرية مرتهنة لإيران". ولفت إلى أن هذه المحافظة ومثلما كسرت صلف المليشيات سابقا في 2015، وكانت نقطة الانطلاق للتحرير والنصر، فإنها ستكون بوابة النصر الكبير لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب على كل شبر في اليمن. وتابع: "مأرب لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما عن شبوة وحضرموت المهرة وسقطرى وعدن وابين والضالع ولحج وتعز، وهي وعدنا لاستعادة صنعاء وذمار واب والحديدة وريمة وحجة والبيضاء والجوف".
ووجه مجلس الوزراء رسالة للمرابطين في جبهات مأرب وغيرها، بأن الحكومة وجميع أبناء الشعب اليمني معهم وسيتم تقديم كل الإمكانيات لدعم صمودهم، وتسخير كل الأدوات لدعمهم وللتخفيف عن معاناة المدنيين ومعاناة الملايين الذين استجاروا ولاذوا بمأرب من جرائم وصلف المليشيات الحوثية الإيرانية. ودعا جميع أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج، لدعم وإسناد مأرب بمختلف الوسائل والامكانيات، باعتبار أن تعزيز صمود مأرب واغاثة المدنيين فيها هي أسمى المواقف الوطنية. وأشار إلى أنه سيتم الترتيب مع السلطات المحلية لتسيير قوافل غذائية وطبية لإغاثة مأرب ونازحيها الذين يتعرضون لهمجية وعدوان مليشيات الحوثي وقصف مخيماتهم بشكل متكرر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. وحث المجلس أبناء الشعب اليمني في المناطق التي لازالت ترزح تحت قهر وإجرام مليشيا الحوثي الانقلابية، بالحفاظ على أبنائهم. وقال، إن "هذه المليشيات الإجرامية المرتهنة تغرر بهم للاعتداء وقتال إخوانهم اليمنيين تسوقهم نحو محرقة وتلقي بهم إلى الموت". ولفت إلى أن مئات بل آلاف من أبنائهم يعودون من مأرب جثث وصور يزايد بها الحوثيون، ولا ترى فيهم سوى وقود لأوهامها. وعبر مجلس الوزراء عن خيبة أمله من المواقف الباهتة وتراخي المجتمع الدولي أمام إجرام وتصعيد مليشيا الحوثي الإيرانية على مأرب، واستهداف المدنيين واستخدام الأطفال وقودا لحربها. وأشار الى أن رد هذه المليشيات الإجرامية على دعوات السلام التي أعلنها العالم هو بمضاعفة إجرامها واعتداءاتها وخرقها للقوانين والأعراف الدولية. وقال، إن "السلام لا يُبنى في الفراغ، وإنما له شروط وأسس، وفي كل مرة تثبت هذه المليشيات بأنها لا تعبئ بالسلام، ولا ترى في أي مبادرات سوى فرصة للمراوغة واستمرار غيها". وأشار المجلس إلى أن التصعيد على مأرب دليل آخر ورد واضح على تحرك المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن، ما يضع جدية المجتمع الدولي في مسار السلام امام امتحان حقيقي. كما أكد أن الحكومة الشرعية كانت ولاتزال تؤمن بالسلام الذي يحقق الهدف الذي ضحى من أجله اليمنيون، وبما يلبي طموحهم باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ووفقا للمرجعيات التي توافق عليها اليمنيون والإقليم والعالم. ومنذ نصف شهر، صعدت مليشيات الحوثي الإرهابية من هجماتها على محافظة مأرب شرقي اليمن، في محاولة لإحراز تقدم ميداني، إلا أن محاولتها باءت بالفشل أمام صلابة الجيش والمقاومة وتكبدت خسائر كبيرة.