أفاد شهود في العاصمة اليمنية صنعاء بأن الجماعة الحوثية شنت خلال اليومين الأخيرين حملات تعسف واسعة استهدفت متاجر بيع الملابس النسائية بذريعة أنها تحاكي «الموضة الغربية» وتخالف تعليمات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي فيما يتعلق بأشكال الملابس التي سمح بارتدائها.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحملات الحوثية استهدفت الأسواق والمتاجر في أحياء صنعاء القديمة وسعوان والزمر والسنينة وهائل وشارع جمال، وأسفرت عن مصادرة وإحراق المعروض من الملابس وتغريم ملاك المحلات مبالغ مالية.
وشكا ملاك متاجر بيع الملابس الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من انتهاكات الجماعة الحوثية بحقهم في سياق سعيها للتضييق عليهم وإجبارهم على وقف أنشطتهم تحت مبررات وأفكار شبيهة بما يقوم به تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأكد ملاك المتاجر الذين طالتهم يد النهب أن المسلحين الحوثيين وخلال حملتهم المسعورة والمفاجئة التي شنوها صادروا دون وجه حق المعروض من الملابس وأجبروهم على دفع مبالغ وصفها مسلحو الجماعة بـ«التأديبية».
وتركزت حملات التعسف الحوثية بالدرجة الأساسية على الملابس الداخلية والقصيرة والضيقة الخاصة بالنساء، إلى جانب ملابس أخرى رجالية تعدها الجماعة ضمن الموضات الحديثة التي جاءت تقليدا للمجتمعات الغربية على حد ما يزعمه قادتها.
ومع تنامي حالة السخط في أوساط اليمنيين جراء ممارسات النهب المنظم من قبل الميليشيات والتي طالت ممتلكات الناس ومصادر رزقهم وفرضت عليهم كلفة المشاركة في الحرب من أموالهم الخاصة، اتهم ملاك المتاجر الجماعة الحوثية بـ«الإرهاب» وقالوا إن «سلوكها لا يختلف كثيرا عن سلوك تنظيم (داعش) الإرهابي».
وأشاروا إلى إن حملات الاستهداف والجباية والنهب والاعتداء على الحريات الشخصية وممتلكات وأموال اليمنيين تؤكد أن تلك الجماعة عبارة عن عصابة إرهابية مجرمة وباغية ومنغلقة على نفسها. وعلى صلة بالموضوع نفسه، عبر ناشطون في صنعاء عن سخريتهم واستهجانهم من تصرفات الجماعة، ولجوئها في هذه المرحلة الحرجة للاهتمام بأمور وشكليات لا فائدة منها، وأكدوا أن ذلك يدل على تخبطها وفشلها الذريع في السيطرة على تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين بالتزامن مع ظهور أزمات متعددة خلفتها ممارساتها الخاطئة التي جاءت نتيجة انقلابها المشؤوم.
واعتبر الناشطون أن معاودة الميليشيات لمداهمة محال للملابس في صنعاء بحجة أنها «محرمة»، تعد وسيلة جديدة لسرقة أموال وممتلكات المواطنين، وتأتي ضمن مسلسل الجماعة الممنهج لاستهداف ما تبقى من القطاع التجاري في صنعاء العاصمة وبقية المدن الواقعة تحت سيطرتها.
من جانبه، أشار قيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع للجماعة في صنعاء إلى أن انتهاكات الميليشيات السابقة والحالية تشبه إلى حد كبير تلك الجرائم التي تقترفها جماعة «داعش» الإرهابية في المناطق والدول التي نشطت وتنشط فيها.
وقال القيادي الحزبي الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية بطش الجماعة لـ«الشرق الأوسط» إن من بين تلك الجرائم الحوثية المرتكبة بحق اليمنيين على سبيل المثال لا الحصر «منع الاحتفالات وإغلاق المقاهي والمطاعم بحجة الاختلاط، ومنع الأغاني، وإحراق أحزمة عباءات النساء، ومنع قصات الشعر، وإزالة الصور الدعائية الإعلانية لمستحضرات التجميل وغيرها من واجهة المحلات، واستمرار تعمد بث الجماعة لخطاب ديني متشدد ومتطرف في رياض الأطفال والمدارس والجامعات وغيرها».
وكانت تقارير محلية وأخرى دولية رصدت على مدى سنوات الانقلاب الماضية عشرات الآلاف من الانتهاكات والجرائم الوحشية التي اقترفتها الميليشيات الحوثية.
وشملت جرائم الجماعة المدعومة من إيران - بحسب التقارير الحقوقية - دهم المنازل والقتل والنهب والاختطاف والسجن والابتزاز والإغلاق للمحال التجارية، وفرض الجبايات غير القانونية، ومحاولة طمس عادات المجتمعات المحلية وفرض ثقافة الجماعة ذات الصبغة الطائفية.