عقد مجلس الأمن جلسة هي الأولى من نوعها، لمناقشة وضع ناقلة النفط «صافر» المتهالكة والتسرب النفطي المتوقع، حيث قالت الأمم المتحدة، إن بيئة الشعب المحيط بالبحر الأحمر بخطر من جراء التسرب النفطي في صافر.
وأضافت منظمة الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن، وفقا لقناة العربية الحدث، أن ناقلة صافر لم تتم صيانتها منذ 2015.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة، أن 25 مليون شخص سيتأثرون من التسرب النفطي من خزان صافر بالبحر الأحمر. وقالت منظمة الأمم المتحدة، إن غلق ميناء الحديدة سيؤثر بتضاعف أسعار الوقود في اليمن، وأضافت منظمة الأمم المتحدة، أن أكثر من 8 ملايين شخص سيتأثرون صحيا بفعل التلوث من جراء صافر.
ولفتت منظمة الأمم المتحدة، إلى أن التقييم الفني والإصلاحات ضرورية سريعاً في خزان صافر. وقال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية، إن كارثة صافر البيئية باتت وشيكة، موضحا أن تسرب خزان صافر سيؤثر على المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين.
رئيس مجلس الأمن: يجب الضغط على الحوثي
وقبل بدء الجلسة التي انعقدت عبر الفيديو، ركّز رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوب الألماني كريستوف هيوسيغن، في اتصالاته مع الجهات المعنية، ولا سيما بريطانيا التي تحمل القلم في مجلس الأمن لجهة القضايا التي تخص اليمن، فضلاً عن كثير من دول الجوار، ولا سيما المملكة العربية السعودية، من أجل الضغط على جماعة الحوثي المدعومة من إيران كي تسمح للخبراء الدوليين بالوصول إلى الناقلة وتقييم وضعها، استجابة للطلبات المتكررة للحكومة اليمنية المعترف بها شرعياً.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحافي اليومي عبر الفيديو: «عبّرنا مراراً وتكراراً عن قلقنا بشأن حال الناقلة»، مشيراً إلى «الخشية من كارثة بيئية وآيكولوجية، ليس فقط على الساحل المباشر للبحر الأحمر، ولكن على هذا البحر بأكمله، وتأثير ذلك على حركة النقل البحري في منطقة تشهد حركة تجارة كبيرة». واعتبر أن «ثمة تقدماً أحرز فيما يتعلق بموافقة الحوثيين خطياً على دخول فريق الأمم المتحدة». وأمل أن يبدأ العمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
تصريح الوزير الحضرمي
قال وزير الخارجية محمد الحضرمى، إن الوعود الحوثية تأتي تحت الضغط ثم يتراجعون، جاء ذلك وفقا لكلمته في مجلس الأمن المخصصة لمناقشة أزمة خزان صافر في اليمن.
وأضاف وزير الخارجية اليمني: الحوثيون لم يسمحوا بأبسط الإجراءات للوصول الأممي إلى صافر.
مداولات ونقاشات
وخلال الجلسة، جرت مداولات بشأن إصدار موقف يعبر فيه أعضاء مجلس الأمن عن «انزعاجهم الشديد من تزايد خطر انشطار أو انفجار الناقلة صافر»، ما يمكن أن يسبّب «كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه»، وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى «التزام الحوثيين علناً»، وطالبوهم بـ«تحويل هذا الالتزام على الفور إلى إجراءات ملموسة، من خلال الموافقة على تصاريح الدخول وطريق سفر آمن إلى الناقلة، من أجل تسهيل الوصول غير المشروط لكي يقوم خبراء تقنيون تابعون للأمم المتحدة بتقييم حالة الناقلة، وإجراء أي إصلاحات عاجلة محتملة، وتقديم توصيات بشأن الاستخراج الآمن للنفط، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة». وأملوا في «رؤية تنفيذ إجراءات ملموسة قبل جلسة مجلس الأمن المقبلة بشأن اليمن».
السعودية تطالب بتدابير قوية
طالبت المملكة العربية السعودية مجلس الأمن الدولي بأن يبقى يقظاً وأن يكون مستعداً لإعلان تدابير قوية وحاسمة للتعامل مع ناقلة النفط «صافر» والقضاء على الخطر الذي تشكله.
جاء ذلك في كلمة السعودية أمام مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، عبر الاتصال المرئي.
وأعرب عن تقديره لرئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر لعقد هذه الجلسة لمناقشة الوضع الخطير المرتبط بناقلة النفط (FSO Safer) والتهديدات المحدقة التي تشكلها هذه الناقلة على البيئة وعلى سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وأشار المعلمي إلى أن ناقلة النفط العائمة المذكورة والمخاطر الجسيمة المرتبطة بها تهدد بإلحاق ضرر بالغ بجنوب البحر الأحمر والعالم بأسره فهي تقع بالقرب من باب المندب الذي يعد ممراً حيوياً للملاحة البحرية الدولية بين آسيا وأوروبا، داعياً لعدم ترك هذا الوضع الخطير دون معالجة، بحيث يتحمل مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن تأمين سلامة وأمن المنطقة.
مصر تطالب بالتدابير العاجلة
قال المندوب المصري في مجلس الأمن نرفض كل التهديدات للأراضي السعودية ومواصلة تهريب السلاح للحوثيين.
وأضاف المندوب المصري، خلال كلمته بمجلس الأمن التي تناقش أزمة خزان صافر في اليمن، وفقا لما ذكرت قناة العربية الحدث، أن القاهرة تحث الأفرقاء للتعاون مع المبعوث الأممي لوقف النار في اليمن، وتابع المندوب المصري: نقدر الجهود الأممية لمحاولة حل كارثة خزان صافر.
موقف بريطانيا
أما بريطانيا التي قدّمت الطلب لعقد هذا الاجتماع، بطلب من الحكومة اليمنية، فدعت الحوثيين إلى «السماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة» التي تحتوي على 1.14 مليون برميل من النفط الخام. وحذّرت من أن حالتها السيئة تعني أنها قريبة الآن من تسرب ملايين الغالونات من النفط إلى البحر الأحمر، ما يمكن أن يتسبب بتسرب نفطي أكبر 4 مرات من كارثة (إكسون فالديز) عام 1989، التي تضمنت 257 ألف برميل من النفط، وما زالت آثاره ملحوظة بعد أكثر من 30 عاماً. وتضم البيئة البحرية للبحر الأحمر أكثر من 1200 نوع من الأسماك، 10 في المائة منها توجد فقط في البحر الأحمر. كما أن أي انسكاب من شأنه أن يدمر سبل عيش ما يقرب من 4 ملايين شخص. وسيؤدي إلى إغلاق ميناء الحديدة لمدة تصل إلى 6 أشهر، ويكلف تنظيفه ما يصل إلى 16 مليار جنيه إسترليني.