تعد رواية الرهينة للكاتب اليمنى زيد مطيع دماج واحدة من أشهر الروايات العربية التى صدرت فى القرن العشرين، صدرت طبعتها الأولى عن دار الآداب فى بيروت عام 1984م، وتم اختيارها واحدة من أفضل 100 رواية عربية فى القرن العشرين.
تُرجمت الرواية إلى اللغة الفرنسية، والإنجليزية، وكذلك الألمانية والهندية والروسية والصربية. وتم اختيارها ضمن بواكير الأعمال الإبداعية المنشورة فى مشروع اليونسكو (كتاب فى جريدة) - العدد الرابع، وأعيد طبع الرواية بالعربية الطبعة الثانية عن دار الشؤون الثقافية (بغداد) 1988م، والطبعة الثالثة عن رياض الريس للكتب والنشر (بيروت) 1997م، والرابعة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب (القاهرة) 1999م، وأما الطبعة الخامسة - اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (صنعاء) 2010م، وصدرت الطبعة السادسة للرواية عن دار أروقة للنشر فى 2014.
تناقش سياسة عائلة الإمام الحاكمة فى اليمن وتكشف أسرارها العائلية فى نفس الوقت؛ فقد كانت العائلة الحاكمة تأخذ أبناء الشيوخ ورؤساء القبائل ومن يتمرد على نظام الحكم حتى يضمن الإمام ولاءهم له وعدم انقلابهم عليه بحجة وجود أبنائهم كرهائن لديه. بعد أن يأخذ الإمام الرهائن ويضعهم فى قلعة القاهرة (مكان رهائن الإمام أو وزيره) يقوم باختيار صبيان من الرهائن وذلك ممن لا تتعدى أعمارهم سن الحلم لخدمة حرم الإمام وخاصته، ولكن ربما تتساءل: "لماذا الإمام يأخذ ما دون سن الحلم فقط؟ وهل عندما يأخذ الإمام هؤلاء الصبية أو كما يسمونهم بـ "الدوادرة" من رهائن القلعة يعاملهم معاملة الرهائن أم تختلف المعاملة؟" تدور الرواية حول عالم "الإمام" فى اليمن حيث يأخذ من أبناء القبائل من لم يبلغ الحلم ويتمتع بحسن المظهر وذلك ليقوم على خدمة حرم الإمام وخاصته، وحتى لا تتطور علاقتهم بنساء القصر فيقومون بما يهين كرامة الإمام، لذا فمن الطبيعى اختيار من لم يبلغ الحلم، ليس هذا فقط، فحتى الصبى قد يبلغ الحلم فى أى لحظة أو حتى قبل أن يبلغ قد تهيئ له الظروف نساء القصر فيقوم بما لا يريده الإمام، ولذا فما إن يدخلوا القصر حتى يأمر الإمام بضرب خصيته حتى يفقده رجولته فلا يكون بمقدوره بعد ذلك ممارسة الجنس مع نسائه فيستخدمه بعد ذلك لخدمة خاصته دون أى خوف من خطر تواجد رجل بين نساء القصر فهو بعد ذلك يعتبر وكأنه إحدى نساء القصر لا أكثر.
يدخل الدويدار الجديد (الرهينة) قصر الإمام بعد أن أخذه عسكر الإمام من القلعة قسرًا فيلاقى دويدارًا آخر يعمل فى ذلك القصر فيحتفى كلٌّ منهما بمعرفة بعض ويقوم الدويدار بتعريف الرهينة على من فى القصر من نساء الإمام كـ "الشريفة حفصة" المطلقة فاتنة الجمال أخت نائب الإمام المدللة والغنية، فملكها يُعد أكثر من ملك والد النائب نفسه. ثم يعرفه على بقية نساء القصر وغرفة نائب الإمام وبقية الحجرات، فيرى العيش الكريم وما تتمتع به الحاشية من رغد العيش ولكن فى نفس الوقت يلاحظ الكبت الذى تعيشه نساء القصر وتعطشهن لتواجد رجل يعيش بقربهن ولو حتى دويدارًا، من جهة أخرى يلاحظ تدهور صحة صديقة الدويدار لكثرة العمل ولمرضه دون أن يعتنى به أحد أو يأبه لمعالجته فيموت أخيراً ولا يمشى فى جنازته سوى قلة قليلة مع بعض نساء القصر ومن بينهن السيدة حفصة التى أحبت الرهينة، وهذا إذا دلَّ فإنما يدل على أن السلطة الحاكمة تأخذ ما تريده من الآخرين ثم تتركه دون أن تأبه لعاقبته، وهذا ما سيجعل الرهينة يفكر بالثورة والهرب.