الرئيسية > اخبار وتقارير > آفاق السلام تنضج في اليمن

آفاق السلام تنضج في اليمن

تدخل الحرب الدائرة في اليمن بين الشرعية المدعومة بقوات التحالف العربي والانقلابيين بعد ثلاثة أشهر من الآن عامها الثالث وتم تحرير أكثر من 80 في المئة من الأراضي، وأمام اليمنيين فرصة مواتية للسلام وفرتها خريطة الطريق المقترحة من الأمم المتحدة.

وطوال عامين من المحادثات المتقطعة لم تتبلور رؤية واقعية للحل السياسي مثلما حدث مع خطة السلام الحالية التي وضعتها الرباعية الخاصة باليمن وتبنتها الأمم المتحدة، كما أن الانتصارات العسكرية المهمة لقوات الشرعية في شرق صنعاء والتقدم في عمق محافظة صعدة إلى جانب إنهاء سيطرة المتمردين على البنك المركزي وفرت عوامل مساعدة لإنجاح المحادثات المرتقبة.

موازنة المحاور

ووفق مسؤولين في الحكومة الشرعية فإن أهمية خطة السلام الجديدة تكمن في أنها وازنت بين متطلبات الحل السياسي للصراع والالتزام بمرجعيات السلام وإنهاء الانقلاب، خلافاً لما كان يأمل فيه الانقلابيون وتطلعاتهم لفرض الأمر الواقع عبر ترحيل الاتفاق العسكري والأمني، إلى ما بعد إنجاز الاتفاق في شقه السياسي وهو الأمر الذي تسبب في جولات المحادثات المتعددة.

كما أن خطة السلام بالصيغة التي تم إقرارها في لقاء الرباعية الخاصة باليمن وسلطنة عمان وضعت أسساً متينة لتحقيق حل سياسي مقبول يقوم على البدء بانسحاب المسلحين الحوثيين وحلفائهم من العاصمة وميناء الحديدة ومدينة تعز كخطوة أولى مع تثبيت وقف إطلاق النار في كافة الجبهات، استنادا إلى الاتفاق الموقع في منطقة ظهران الجنوب السعودية في أبريل الماضي.

 دبلوماسيون يشاركون في جهود دعم الخيار السلمي للصراع أبدوا خشيتهم من إعاقة الانقلابيين للتسوية من خلال المضي في إحلال اتباعهم في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية من خلال إلحاق عشرات الآلاف من مسلحيهم في قوام وحدات الجيش والأمن الخاضعة لسيطرتهم وتعيين قادة حروب الميليشيات على رأس تلك الوحدات.

وأكد هؤلاء أن هذا الإحلال امتد إلى القطاعات المدنية، حيث عمدت الجماعة إلى تثبيت مندوبيها في الوزارات والمعروفين باسم اللجان الثورية في أهم المواقع داخل الوزارات والمؤسسات وأجهزة المخابرات، ولا يبدو في الأفق أنها تعير مأساة اليمنيين أي اهتمام بل تؤكد أنها ماضية في فرض الأمر الواقع .

مؤشرات حل

وتؤكد معطيات الواقع على الأرض من خلال سيطرة قوات الشرعية على عدد من المرتفعات الجبلية في مديرية نهم ووصولهم إلى منطقة نقيل بن غيلان آخر نقطة تفصل هذه القوات عن العاصمة، ونقل المعركة إلى عمق محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، على أن الحل ممكن أن يكون قريباً خلال الجولة المقبلة من المحادثات بشقيها العسكري الأمني والسياسي.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)