وصف الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الأمم المتحدة، الاثنين، بأنها "تبعث على الأسف"، وذلك بعد أيام من تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، رغم ضغوط ترامب لاستخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو).
في حين لم يتهاون رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في انتقاد إدارة باراك أوباما عقب القرار الذي اعتبره "مشيناً".
وكتب ترامب على "تويتر": "الأمم المتحدة تملك إمكانات هائلة لكنها في الوقت الحالي مجرد نادٍ يجتمع فيه الناس ويتحدثون ويقضون وقتاً طيباً. تبعث على الأسف الشديد".
وصوّت مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة الماضي، بالأغلبية المطلقة على قرار تاريخي يدعو إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، ويؤكد عدم مشروعية المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ويطالب بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك شرقي القدس، واحترام إسرائيل جميع التزاماتها القانونية.
ومع اقتراب ترك إدارة أوباما للسلطة وتولي الجمهوري دونالد ترامب الذي تعتبره "إسرائيل" أكثر ليونة تجاهها، وبعد إنجاز صفقة مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 38 مليار دولار، فإن الأمر مجرد مخاطرة بالنسبة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال "اليميني"، الذي يتولى منصبه لفترة ولاية رابعة.
ويحاول نتنياهو حشد الإسرائيليين حوله بسعيه لتصوير قرار مجلس الأمن المناهض للمستوطنات على أنه تحدٍّ لحق دولة الاحتلال في السيادة على كامل أراضي القدس، وتجسد ذلك بزيارة غير مقررة مسبقاً في عطلة عيد الأنوار (حانوكا) للحائط الغربي بالقدس.
وفي محاولة لتجييش مشاعر الإسرائليين ضد إدراة أوباما، قال نتنياهو خلال الزيارة: "لم أكن أخطط لأن أكون هنا هذا المساء، لكن في ضوء قرار الأمم المتحدة فكرت أنه لا مكان أفضل من الحائط الغربي لإضاءة شمعة حانوكا ثانية".
وأضاف: "أسأل تلك الدول ذاتها التي تتمنى لنا عيد حانوكا سعيداً كيف تمكنوا من التصويت لصالح قرار للأمم المتحدة يقول إن هذا المكان، الذي نحتفل فيه الآن بعيد حانوكا، هو أرض محتلة؟".
وتتهم "إسرائيل" إدارة أوباما بتنسيق تصويت الجمعة الماضي خلف الستار رغم النفي الأمريكي لذلك، إذ تكشفت الدراما الدبلوماسية في عطلة عيد الميلاد عن تحولات وانعطافات غير معهودة حتى في المسار المتعرج لعلاقة نتنياهو برئيس ديمقراطي مناهض لبناء المستوطنات.
وقال نتنياهو بعد التصويت: "إدارة أوباما اتخذت تحركاً مشيناً"، وكان ذلك واحداً من أشد الانتقادات التي وجهها لأوباما. وفي تعبير آخر عن الغضب استدعى نتنياهو السفير الأمريكي لمقابلته، في يوم حافل بتأنيب سفراء 10 دول لها سفارات في إسرائيل من بين الدول الأربع عشرة التي أيدت القرار.
وفي اجتماع الحكومة الأسبوعي الأحد الماضي، تجاهل نتنياهو نفي البيت الأبيض، واتهم أوباما مرة أخرى بالتواطؤ مع الفلسطينيين في قرار الأمم المتحدة ضد المستوطنات التي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية، ووصفتها واشنطن بأنها غير شرعية.
وكان نتنياهو ضغط بنجاح على مصر، التي اقترحت مشروع القرار في بادئ الأمر، حتى سحبته مستفيداً من مساعدة الرئيس المنتخب ترامب في إقناع مصر بذلك. لكن مناورة نتنياهو باءت بالفشل بعد طرح المشروع من قبل نيوزيلندا وفنزويلا والسنغال وماليزيا في اليوم التالي والتصويت عليه.
واعتبرت إسرائيل أن الموافقة على القرار دون استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) لحماية إسرائيل، طلقة وداع يطلقها أوباما على نتنياهو وسياسة الاستيطان التي ينتهجها.
ومع أن واشنطن تبرر قلقها من وراء القرار الأمريكي بمواصلة إسرائيل تسريع البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة؛ ممّا يهدد حل الدولتين للصراع مع الفلسطينيين، لكن المسؤولين الإسرائيليين يخشون أن يشجع القرار مزيداً من الخطوات الفلسطينية ضد إسرائيل على الساحات الدولية.