أعلنت المقاومة الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مقتل 8 من المسلحين الحوثيين وحلفائهم، في مدينة "تعز"، جنوب غربي البلاد.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة في مدينة تعز، في بيان الاثنين، إن المقاومة قتلت 8 من جماعة الحوثي، والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأصابت 11 آخرين، في حين أصيب 6 من عناصرها بجروح متفاوتة، في تلك المعارك.
وتجددت المعارك، منذ ليل الأحد وفجر الاثنين، في أحياء التموين العسكري والدعوة والزنوج شمالي وشرقي المدينة.
وهاجم الحوثيون وقوات صالح في تلك الأحياء مواقع المقاومة تحت قصف مدفعي كثيف، غير أن الهجوم لم يسفر عن أي تقدم على الأرض، وفق شهود عيان.
على صعيد متصل، اتهمت مصادر حقوقية في المدينة، الحوثيين بإطلاق النار على مدني يُدعى "صهيب توفيق علي سيف"، في منطقة العسيقية، غربي تعز، بعد رفضه مغادرة منزله ليتخذه الحوثيون مقراً عسكرياً لهم.
وأدى الحادث لمقتل "صهيب" على الفور، حسب المصادر الحقوقية، التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها حفاظاً على سلامتها، وفق الأناضول.
ويحاصر مسلحو "الحوثيين" مدينة تعز من منطقة الحوبان في الشمال، والربيعي في الشرق، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب.
ويأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أطراف النزاع، إلى "عدم إحباط الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام"، في إشارة إلى اتخاذ قرارات بالتصعيد العسكري.
وفي 18 أغسطس/ آب الماضي، تمكنت المقاومة والجيش اليمني، من كسر الحصار جزئياً من الجهة الجنوبية الغربية، وسيطروا على طريق الضباب، في حين يواصل "الحوثيون" السيطرة على معبر غراب غربي المدينة.
وقال ولد الشيخ، في مؤتمر صحفي عقده بباريس، الاثنين، مع وزير خارجيتها جان مارك إيرو: "أدعو كل الزعماء السياسيين وداعميهم إلى الامتناع عن الإضرار بالسلام والأمن. يجب أن نستغل الأوضاع الحالية لإيجاد مدخل للحل السياسي".
كما دعا ولد الشيخ، الذي وصل باريس الأحد من أجل تسويق "ورقة الحل" للنزاع اليمني، الأطراف اليمنية، إلى "العودة للمشاورات في أقرب وقت ممكن".
وتطرق ولد الشيخ إلى الهجوم الذي استهدف، السبت الماضي، مجلس عزاء في صنعاء، وطالب بنشر "نتائج التحقيق الذي يجريه التحالف العربي على وجه السرعة"، مؤكداً أنه "ينبغي فعل كل شيء من أجل إحالة مرتكبي هذه الهجمات الشنيعة إلى العدالة".
وكان ولد الشيخ قد أعلن، الجمعة الماضي، من مسقط، توافق الأطراف اليمنية على هدنة لمدة 72 ساعة، ستعلن خلال الأيام القادمة، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق في مدينة ظهران (شرقي السعودية).
وكشف عما أسماها بـ"ورقة حقيقية" للحل الشامل في اليمن ستطرح في غضون أسبوعين.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وصالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة.
وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألفاً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.