قُتل 6 من مسلحي جماعة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، أمس الإثنين، بمواجهات مع الجيش الحكومي، شرقي البلاد.
وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، في بيان نشره على صفحته في موقع «فيسبوك»: إن «قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، تمكنت من صد هجوم للمليشيات الانقلابية (مسلحي الحوثي وصالح) في جبهة الصفراء، شرق مديرية عسيلان، في محافظة شبوة، شرقي البلاد».
وأفاد المركز بأن المواجهات أسفرت عن مقتل 6 من مسلحي «الحوثي» و»صالح» وجرح آخرين، دون أن يحدد عددهم.
ولم يشر البيان إلى وقوع خسائر في صفوف الجيش أو «المقاومة الشعبية» الموالية له. كما لم يتسنّ الحصول على تعليق من «الحوثيين» أو مصدر مستقل، على ما قاله الجيش.
ومنذ رفع مشاورات الكويت في 6 آب/ أغسطس الماضي شهدت مختلف الجبهات اليمنية وكذلك الشريط الحدودي مع السعودية، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق.
وأطلقت جماعة الحوثي في اليمن صاروخا باليستيا في عمق المملكة العربية السعودية وقد تكون أيضا استهدفت سفينة حربية أمريكية بعد يومين من ضربة جوية يُعتقد أن التحالف بقيادة السعودية شنها على مجلس عزاء مما أسفر عن مقتل 140 يمنيا.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية والذي يخوض حربا في اليمن أمس الاثنين إنه اعترض صاروخا أطلقه الحوثيون على قاعدة عسكرية في الطائف بوسط السعودية ليضربوا أعمق من أي مرة سابقة في أكثر من 12 هجوما صاروخيا. وأطلق صاروخ كذلك على مأرب في وسط اليمن وهي قاعدة للقوات الموالية للحكومة وقوات من الجيش تسعى جاهدة لتتقدم نحو العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش الأمريكي إن صاروخين أُطلقا من الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين على المدمرة الأمريكية ماسون التي كانت تبحر إلى الشمال من مضيق باب المندب. ولم يصب أي من الصاروخين المدمرة.
ونفى الحوثيون إطلاق أي صواريخ على المدمرة الأمريكية.
وتقود السعودية تحالفا عربيا بدأ توجيه ضربات جوية في اليمن قبل 18 شهرا لتمكين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من ممارسة مهام عمله بعد أن اضطره الحوثيون للخروج من العاصمة صنعاء قبل عامين.
والحوثيون فصيل شيعي متحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ويتمتعون بدعم من كثير من وحدات الجيش ويسيطرون على معظم شمال البلاد بما في ذلك صنعاء.
وجدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان دعوته أمس الاثنين لإجراء تحقيق دولي في جرائم حرب محتملة في اليمن قائلا إن القصف «الشائن» في مطلع هذا الأسبوع على مجلس عزاء يظهر استمرار الانتهاكات بلا عقاب.
وأدت ضربة نفذها على مجلس عزاء ضم عددا من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين بالبلاد يوم السبت إلى مقتل 140 شخصا.
وقال المفوض السامي الأمير زيد رعد بن الحسين في بيان إن الدول أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ساهمت في «مناخ من الإفلات من العقاب» في اليمن من خلال تقاعسها عن إجراء التحقيقات الملائمة.
وفي الشهر الماضي أحجم المجلس عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الانتهاكات في اليمن حيث يحارب تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. والسعودية من بين الدول الأعضاء بالمجلس وعددها 47. وصوت المجلس للعام الثاني على التوالي لدعم تحقيق يمني يرفع تقاريره إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من المملكة وهو قرار شجبه الناشطون في مجال حقوق الإنسان.
وقال الأمير زيد «تقاعس مجلس حقوق الإنسان عن اتخاذ إجراء حاسم بتشكيل تحقيق دولي يساهم في خلق مناخ من الإفلات من العقاب واستمرار وقوع الانتهاكات بشكل متكرر».
وتابع قوله «ينبغي عدم السماح بمواصلة مثل هذه الهجمات الشائنة».
ودعا أيضا جميع الدول المشاركة في الحرب إلى أن تعيد النظر بجدية في دعمها للأطراف المتحاربة.
وجاء في بيان الأمم المتحدة أن الصراع الذي بدأ في آذار/ مارس 2015 حصد أرواح ما لا يقل عن 4125 مدنيا وأصاب 7207 لافتا إلى أن عدد الضحايا زاد منذ انهيار اتفاق لوقف الاقتتال في آب/ أغسطس.
وقال الأمير زيد إنه خلال الأيام العشرة الأوائل من تشرين الأول/ أكتوبر سقط 369 مدنيا بين قتيل ومصاب وهو ثلاثة أضعاف معدل الضحايا في أيلول/ سبتمبر والذي سجل 379 قتيلا ومصابا على مدى الشهر كله. وأضاف أن الواقعة الأخيرة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
مقتل 6 من قوات «الحوثي ـ صالح» في مواجهات شرقي البلاد
(القدس العربي)