قال باحثون بريطانيون، إن الكلاب يمكن تدريبها لإنقاذ حياة مرضى السكري، عبر اكتشاف العلامات التحذيرية لانخفاض مستويات السكر في الدم لدى من يعانون من النوع الأول.
وأوضح الباحثون بجامعة كامبريدج البريطانية، في دراستهم (Diabetes Care) العلمية التي نشروا نتائجها، الاثنين، أن الكلاب تكتشف ذلك عبر شم رائحة مادة كيميائية يفرزها مرضى السكري.
واستعان فريق البحث، بكلاب مدربة من جمعية "كلاب الكشف الطبي" الخيرية، ومقرها مدينة "ملتن كينز" شمال غرب لندن، وهي تدرب الكلاب على الكشف عن انخفاض مستويات السكر في الدم، لدى مرضى السكري، عن طريق شم رائحة مادة كيميائية موجودة في النَفَس.
وأشار الباحثون إلى أن المادة الكيميائية تدعى (Isoprene)، وهي واحدة من المواد الطبيعية الأكثر شيوعا في النفس البشرية، ووجدوا أنها تكون موجودة بقوة في نَفَس مرضى الذين يعانون من انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل كبير.
ووجد الباحثون أن الكلاب المدربة نجحت في اكتشاف حالات انخفاض مستويات السكر في الدم، لدى مرضى السكري، لأن حاسة الشم لديها حساسة لمادة (Isoprene).
ويشكل انخفاض مستويات السكر في الدم تهديدا يوميا لمرضى السكري من النوع الأول، ويمكن أن يسبب مشاكل صحية مثل الارتباك والتعب، وإذا لم يحصل المريض على جرعة من علاج السكر، في الوقت المناسب، فقد يدخل في نوبة سكر، قد تفقده الوعي.
وقال الباحثون إن هذا الكشف يساعد مرضى السكري على سرعة أخذ جرعة العلاج، وتفادي حدوث الآثار الجانبية الناجمة عن انخفاض مستويات السكر في الدم.
وكان فريق بحث إيطالي نجح من قبل، بالتعاون مع جمعية "كلاب الكشف الطبي" الخيرية، في إيجاد وسيلة جديدة للكشف عن سرطان البروستاتا، من خلال كلاب مدربة، تمكنت من اكتشاف إصابة مئات الرجال بالمرض، بدقة نتائج وصلت إلى 98%.
الجدير بالذكر أن 90% من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب والفشل الكلوي.
في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكر عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 422 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض بالسكري، يبلغ نصيب إقليم شرق المتوسط منهم 43 مليون شخص.