اعلن “مشروع مكافحة التطرف” CEP، ومقره واشنطن، مؤخرا عن تطوير حلول تكنولوجية من شأنها أن تسمح لشركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إزالة المواد المتطرفة من منصاتها وبسرعة فائقة. ويأتي هذا الابتكار في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما مؤخرا بأن الدعاية المتطرفة على الانترنت واسعة الانتشار، ويمكن الوصول إليها بسهولة. إن تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة يقلل كثيرا من قدرة المتطرفين والإرهابيين على استغلال المنصات الإلكترونية لأغراض التطرف، والتجنيد، والتحريض على العنف.
"نحن نقوم باغتنام هذه الفرصة، ولنا شركاء من جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي الذين هم على استعداد لمحاربة خطر التطرف عن طريق نشر هذه التكنولوجيا. ان المتطرفين سوف يجدون الإنترنت ومنصات وسائل التواصل الاجتماعية غير متاحة كالسابق لتوظيفها في جهودهم للتجنيد وجمع الأموال والدعاية، والتحريض على العنف" قال الدكتور هاني فريد، مستشار رفيع المستوى لدى منظمة “مشروع مكافحة التطرف”، وهي منظمة غير حكومية: "هذه ليست قضية عدم وجود القدرة التكنولوجية لمكافحة التطرف عبر الإنترنت، بل هي مسألة التعاون والمشاركة بين الصناعة والقطاع الخاص والإرادة لاتخاذ الإجراءات اللازمة."
وقال مارك والاس، المدير التنفيذي لمنظمة “مشروع مكافحة التطرف”: " الرئيس أوباما على حق، فأشرطة فيديو وتدوينات تنظيم داعش منتشرة جدا على الإنترنت ويمكن الوصول إليها بسهولة، وندرك ذلك منذ فترة طويلة، ولكن على الرغم من النوايا الحسنة لشركات التواصل الاجتماعي، فإن المشكلة فقط تتفاقم". وأضاف: "نعتقد أن لدينا الآن الأداة الملائمة لتغيير هذا المسار، والتي سوف تؤثر بشكل كبير على الجهود المبذولة لمنع التطرف والتحريض على العنف. التكنولوجيا موجودة الآن لإزالة جميع المحتويات المتطرفة والمروعة بسرعة وبصورة اكثر فعالية. نأمل من جميع الشركات أن تتبنى قدراتها". “
وقد عمل هاني فريد، العالم في جامعة دارتموث الامريكية، ومع شركة مايكروسوفت في الماضي، على تطوير برنامج “فوتو دي أن إيه” PhotoDNA المستخدم اليوم على نطاق واسع للقضاء على أي مضمون إباحي متعلق بالأطفال أو بالاستغلال الجنسي. ويمكن لبرنامج PhotoDNA القضاء على إعادة توزيع المواد الإباحية المعروفة عن طريق استخراج توقيع رقمي متميز من أي صورة ومقارنة هذا التوقيع بجميع الصور التي تظهر على الانترنت. والان قام مشروع CEP بتطوير تكنولوجيا جديدة تشمل الفيديو والصوت، مما يجعلها فعالة في مجال مكافحة الانتشار واسع النطاق لدعاية المتطرفين.
لتفعيل هذه التكنولوجيا الجديدة لمكافحة التطرف، يقترح CEP إقامة "المكتب الوطني للإبلاغ عن التطرف (NOREX)"، الذي سيضم قاعدة بيانات شاملة للمحتويات المتطرفة. وستكون الأداة الجديدة قادرة على تحديد المحتوى المتطرف عبر الإنترنت فورا ثم الابلاغ عنه لأية شركة تكنولوجيا تستخدم هذه الخوارزمية لإزالته لاحقا.
يذكر أن العديد من شركات التكنولوجيا تحاول هذه الايام إزالة المضمون المخالف لشروطها، ولكن بصورة يدوية وبطيئة، ومن هنا فإن تكنولوجيا CEP الجديدة سوف تقوم بتبسيط وتسريع هذه العملية.
حول: مشروع مكافحة التطرف
مشروع مكافحة التطرف هو منظمة غير ربحية وغير حزبية تعنى بالسياسة الدولية تم انشاؤها لمكافحة خطر التطرف المتزايد. بقيادة مجموعة متجددة من السياسيين والدبلوماسيين السابقين، تسعى هذه المنظمة لمحاربة التطرف عن طريق تجفيف منابع شبكات تمويل التطرف، ومواجهة سرد المتطرفين وتجنيدهم عبر الانترنت والدعوة نحو سياسات واجراءات وقوانين صارمة.