قال وزير الإدارة المحلية في اليمن، عبد الرقيب فتح الأسودي، إن الشعب اليمني يتعرض لكارثة إنسانية بسبب الحرب الجارية حالياً في البلاد.
وأوضح الأسودي، الأحد، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، جنوبي البلاد، ونقلت تفاصيله وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، أن الحرب الدائرة بين مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة، و"المقاومة الشعبية" والجيش الوطني من جهة أخرى؛ خلفت خلال الفترة الماضية 6400 قتيل، إضافة إلى 31 ألفاً و200 إصابة، منهم 1300 طفل.
ولفت إلى أن نحو 113 قتيلاً يسقطون يومياً على أيدي مسلحي الحوثي وصالح، بينهم نحو 8 أطفال.
واستدرك بالحديث عن تفاصيل إضافية تعكس حجم "الكارثة الإنسانية" التي يمر بها الشعب اليمني؛ جراء ما وصفها بـ"الحرب الهمجية التي قادتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية"، والتي بدأت في الربع الأخير من العام 2014، قال الأسودي: إن ما يقرب من 14 مليون يمني -من إجمالي السكان البالغ نحو 27 مليون نسمة- "بحاجة ماسة للإغاثة والرعاية الصحية العاجلة"، وإن 3.5 مليون "يعانون من سوء التغذية"، فضلاً عن قرابة 3 ملايين نازح.
كما ذكر أن الحرب تسببت في حرمان مليوني طفل من التعليم، وتدمير وإغلاق نحو ألف مدرسة.
وحسب الإحصائيات التي ذكرها وزير الإدارة المحلية اليمني في تقريره، فإن هناك 7 آلاف و500 مريض بأمراض الكلى، وأكثر من 2600 مريض بحاجة لأدوية الكلى.
ولفت إلى أن "إقليم عدن (يضم محافظات عدن ولحج وأبين والضالع) يعاني من انعدام شبه كامل للمشتقات النفطية؛ بسبب سيطرة المليشيات الانقلابية على الأموال المركزية في صنعاء، وعدم صرف مستحقات شركة النفط والكهرباء".
وأشار الوزير إلى أن حكومته، منذ عودتها إلى عدن قادمة من الرياض لمباشرة مهامها، يوم الاثنين الماضي، بدأت بتوزيع مساعدات غذائية مقدمة من "مركز الملك سلمان للإغاثة" (حكومي سعودي).
وفي هذا الصدد أوضح أنه سيتم توزيع 107 آلاف سلة غذائية على الأسر المحتاجة في كل المحافظات اليمنية، إضافة إلى 700 ألف وجبة جاهزة مقدمة من "مركز الملك سلمان للإغاثة".
كما كشف عن ألف منحة علاجية وعد بها ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد؛ لعلاج جرحى الحرب في مستشفيات السودان والهند (لم يوضع موعد تقديمها).
ولم تتمكن الحكومة اليمنية السابقة، التي كان يرأسها خالد بحاح، من البقاء داخل أرض الوطن؛ بسبب الاضطرابات الأمنية، وتعرض مقر الحكومة في عدن مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015 لهجوم انتحاري أجبرها على المغادرة.
ومنذ استعادة عدن من الحوثيين وقوات صالح، في يوليو/تموز الماضي، بدأت الحكومة اليمنية بتجهيز المدينة كعاصمة مؤقتة للبلاد، واستئناف العمل في مطارها الدولي، وكذلك الميناء.
وتُشرف قوات حكومية مسنودة بقوات التحالف العربي على تأمين مدينة عدن ومقر الحكومة، وعلى الرغم من زوال خطر الحوثيين والقوات الموالية لصالح فيها، إلا أن الحكومة ما زالت تتهم "خلايا نائمة" موالية لهم بالتسبب في الاضطرابات الحاصلة.
والاثنين الماضي، عادت حكومة أحمد عبيد بن دغر إلى عدن لمباشرة مهامها من هناك. وتم تعيين بن دغر رئيساً للحكومة مطلع أبريل/نيسان الماضي، خلفاً لخالد بحاح.