حذر الباحث في الشئون الاستراتيجية علي الذهب من الخطر الكبير الذي يهدد مستقبل اليمن جراء انشغال الحكومة اليمنية بمواجهة الانقلاب الحوثي، مما يفسح المجال لتحقيق التطلعات الانفصالية للجنوبيين.
وأوضح الباحث في دراسته، "المتحاربون اليمنيون: التشكيلات والديناميات"، المنشورة في مركز الجزيرة للدراسات، أن البلاد تسير باتجاه وحدتين سياسيتين، إن لم تكن ثلاثًا: شمال، وجنوب. شمال لديه جيشان؛ جيش للشرعية، وجيش للانقلاب. وجنوب لديه جيش واحد للشرعية ولكن في حقيقته يتبع الحراك الجنوبي الذي ينزع للانفصال ولا وجود لشمالي فيه، وهذا يمثِّل خطرًا كبيرًا على مستقبل اليمن؛ حيث أن الاقتتال بين الجيشين الشماليين يستنزفهما فتتوفر فرصة للجيش الجنوبي كي يكرر سيناريو 1968 فيدفع نحو انفصال الإقليم.
وشدد على أن خيار المشاركة هو الضامن لمصلحة الجميع لأنه يحقق الاستقرار لكل اليمنيين، وهذا الأمر مرهون بنتائج مفاوضات الكويت؛ لأنها فرصة ثمينة، بشرط التطبيق الفعلي لما اتفق عليه، في ظل نظام فيدرالي يقدِّم بديلا لخيار الانفصال.
ونبه الباحث إلى أنه تظل المشكلة في الجماعات المسلحة التي تحتكم لمنطق القوة ومصادرة حق الآخر، وهي ذاتها القوة التي تُستخدم كقفاز لتحقيق مصالح كيانات سياسية أخرى، ولن تحقق هذه الجماعات مكاسب سياسية دائمة، ما لم تضع السلاح، والمؤكد أنها لن تضع السلاح في الوقت القريب، وهذا ما يجعلنا نتوقع استنساخ نموذج العراق، على اختلاف يسير في الدوافع والنتائج بينهما.