يقول د.عبدالله محمد الشيبة: وٌلِد ونشأ في «صعدة»، وقرر أن يتمرد وينشق عن مذهبه رغبة منه في لفت الأنظار وجلب المزيد من الأتباع لأفكاره المضللة وبناء إمبراطورية يقوم على حكمها هو وذريته استغلالًا لأوضاع اجتماعية واقتصادية متردية لبعض أبناء اليمن الشقيق. فقد مر العديد من أبناء الشعب اليمني، وخاصة في منطقة «صعدة» وما يحيط بها بأوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، مما حدا بصاحب الآراء الهدامة القيام بتقديم المساعدات الاجتماعية والخيرية للعديد من مؤيديه والذين انساقوا وراء شعاراته وأقواله المضللة.
وعندما شعر بضعف موقفه وقلة مؤيديه وانحسار موارده «طار» في منتصف تسعينات القرن الماضي لإيران بحثاً عن ملاذ فكري واقتصادي وعقائدي، وهو الأمر الذي سرعان ما وجده، إذ لم تضيع القيادة الإيرانية الفرصة «الذهبية» فقامت باستقباله هو وأكبر أبنائه ومن بعدهما مئات اليمنيين الذين استجابوا لدعوته، حيث خضعوا جميعاً لعملية منهجية منظمة لغسيل عقولهم وزرع ثقافة جديدة فيها تقوم على نشر مبادئ الثورة الإسلامية واعتناق أفكار وعقائد الرافضة الاثني عشرية، وبث الفرقة والضلال بين أبناء الشعب اليمني. ثم عاد «طائراً» مرة أخرى لليمن في بداية الألفية حيث سلم عصا التمرد لابنه الأكبر، والذي لم يؤمن بالشهادات الأكاديمية لاعتقاده أنها تجميد للعقول فقام من فوره بتمزيق شهادة الماجستير التي حصل عليها، وحمل بدلاً عنها راية نشر الأفكار «الجارودية» ومبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، ثم «طار» لإيران للحصول على مزيد من الدعم العقائدي والمالي والسياسي، ومن بعدها «طار» إلى لبنان حيث بدأ تحالف مع «حزب الله».
ثم شرع هذا «الابن» بتنفيذ مخطط عائلته الرامي إلى زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب اليمني، وذلك بنشر الفكر المضلل وترسيخ التبعية لقيادته في إيران من خلال تأسيس المراكز «التعليمية»، والتي رفع عليها أعلام «حزب الله» ثم إنشاء «حزب الحق» وتنظيم «الشباب المؤمن»، والذي حظي بدعم هائل من إيران. وكان هذا «الابن» يتمتع بأسلوب متميز في طرح الأفكار والتلاعب بالعقول مما جعل العديد يتبعونه، إذ كان يضع نفسه في منزلة المصلح والمٌجدد لعلوم المذهب الذي انتمى إليه وشرع في نشر مفردات نقلها من إيران مثل: التحشيد، الإعداد، الخروج، الجهاد، تهيئة النفوس للتضحية، عدم الخوف من المثبطين الخوالف، والتأكيد على نصر الله القادم للمستضعفين.