بات تحليق طيران التحالف العربي فوق تعز نشاطا عسكريا عاديا بعدما كان سماع صوت الطائرة يثير ذعر المليشيات، وفرحة سكان مدينة واقعة تحت القصف.
للمرة الثانية خلال أقل من ربع ساعة، حلق طيران التحالف قبل دقائق في أجواء تعز، ابتداءً من المخا وذوباب والوازعية مرورا بضواحي المدينة، ولم تشن أي غارات على مواقع مليشيات الإنقلاب، بحسب تأكيد مصدر عسكري لـ"مندب برس".
طيلة عام من الحرب كان طيران التحالف يسكت مدافع ودبابات الإنقلاب في أطراف المدينة، ويخمد تحركات تعزيزاتهم، ويدفع المليشيات للهروب من مواقعهم لحظات التحليق.
ومنذ إعلان الهدنة منتصف أبريل الماضي، تشهد أجواء تعز طلعات استطلاعية لمقاتلات التحالف، ولم تنفذ سوى بعض الغارات على مواقع المليشيات في ضواحي المدينة، وتعزيزاتهم غرب المحافظة.
كانت آخر غارات طيران التحالف الأسبوع الماضي، غارتين على مواقع المليشيات في منطقة الضباب جنوب المدينة، وغارة ثالثة استهدفت دبابة تبة سوفتيل شرق المدينة.
وشن طيران التحالف غارتين على تعزيزات مليشيا الحوثي وصالح في مديرية الوازعية، وثلاث غارات على تعزيزاتهم في معسكر العمري في ذوباب غرب تعز.
وتعد هذه الغارات محدودة قياساً بحجم التعزيزات اليومية التي تصل إلى مليشيا الإنقلاب بالمدينة، وفي مديريتي الوازعية وذوباب غرب المحافظة.
قبل يومين، كشفت لجنة التهدئة الفرعية في تعز عن وصول تعزيزات ضخمة إلى مواقع المليشيات في تعز، من بينها، وصول صواريخ باليستية إلى معسكر العمري في ذوباب القريب من باب المندب.
وتكثف مليشيا الحوثي وصالح من قصفهم المدفعي والصاروخي على أحياء تعز، وتشن هجمات على رجال المقاومة والجيش الوطني أطراف المدينة وريف غرب وجنوب المحافظة.
وتبدأ مليشيا الإنقلاب هذه الأيام خطة قصف مواقع المقاومة والجيش الوطني بداية المساء، وتعود إلى قصف أحياء المدينة ومواقع قوات الشرعية من بعد منتصف الليل.
وخلافا للتوقعات تكثف مليشيا الإنقلاب من حربها المفتوحة في تعز، وتعمل على الإستعداد لمعارك كبيرة بحسب توقعات عسكرية.
يقول ناطق المجلس العسكري بتعز العقيد منصور الحساني لـ" مندب برس" أن المعارك بين الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة والمليشيات "تدور بشكل يومي والطرف الآخر _ يقصد المليشيات_ لم يلتزم بأي اتفاقيات".
وبخصوص مواجهات وقصف الساعات الماضية، يقول العقيد الحساني :" قصف العدو مواقع الجيش الوطني والمقاومة في الدفاع الجوي ومعسكر اللواء 35 مدرع ومحيط السجن المركزي والمنشآت من مواقعه في الستين والخمسين وتبة الظنين ونقطة السمن والصابون وجبل الهان "
يضيف الحساني :" وشنت المليشيات هجوماً عنيفاً على مواقع السجن المركزي واستطاع أبطال المقاومة الشعبية التصدي للهجوم، وفي الجبهة الشرقية قصف ثعبات والديم، وطريق صبر وبيت المخلوع من المكلكل وسوفيتل والقصر والجعشة والسلال والامن المركزي والحرير،و قصف مواقع المقاومة في الجبهة الشمالية، بالإضافة إلى مواقع المقاومة في حيفان والشقب."
وطبقا للحساني شنت المليشيات هجوماً عنيفاً على قوات الشرعية في ميلات بالضباب بعد قصف شديد، لافتاً إلى أن أبطال الجيش الوطني والمقاومة تمكنوا من التصدي للهجوم وقد ردت المقاومة على مصادر النيران.
وبحسب الحساني، تكبدت المليشيات عدداً من القتلى والجرحى، بينما قدمت قوات الشرعية شهيداً واحداً و 9 جرحى، كما استشهد مواطن وجرح 16 آخرين.
واستغل تحالف الإنقلاب توقف العمليات الجوية للتحالف في تعزيز مليشياتهم أطراف مدينة تعز، وغرب المحافظة بالأسلحة المتوسطة (رشاشات، مضادات)، والأسلحة الثقيلة (مدافع، صورايخ كاتيوشا، دبابات، عربات، أطقم)
كما استحدث الإنقلابيون عشرات المواقع في مناطق المواجهات لاستيعاب مئات من مقاتليهم القادمين من جبهات الحدود عبر الحديدة وإب بكامل عتادهم.
ميدانياً، تكثف مليشيات الإنقلاب القصف العشوائي على الأحياء السكنية، وشنت عشرات الهجمات على مواقع المقاومة والجيش الوطني أطراف مدينة تعز.
وتستهدف المليشيات يوميا مواقع قوات الشرعية أطراف المدينة (ثعبات والدعوة وكلابة والصفاء والزهراء شرقا، عصيفرة والزنوج شمالا، الدفاع الجوي شمال غرب، ومقر اللواء 35 مدرع غربا، الضباب والسجن المركزي والمنشآت جنوبا).
في ذات الوقت، تشدد مليشيات الحوثي وصالح حصارها على تعز، ويمنعوا وصول الماء والغذاء والدواء، ويزرعوا الألغام في الطرقات الفرعية المؤدية إلى إحياء أطراف المدينة.
كما ترفص مليشيا الإنقلاب فتح مداخل مدينة تعز (الضباب جنوبا، مفرق حذران غربا، الستين شمالا، جولة القصر شرقا) تنفيذا لإتفاق وقف إطلاق النار.
على ذات الصعيد، تضاعف مليشيا الإنقلاب من وتيرة قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع المقاومة في الوازعية بعد تشريد آلاف المواطنين من المديرية.
وتركز المليشيات قصفها على مواقع المقاومة في جبال الضعيف وقرفان وجرداد باتجاه الحجرية، ومواقع المصنورة المحاددة لمديرية الصبيحة التابعة لمحافظة لحج.
من جهة ثانية، تسعى مليشيا الإنقلاب إلى التقدم نحو مضيق باب المندب جنوب غرب تعز من خلال تكثيف القصف المدفعي والصاروخي على مواقع المقاومة جنوب ذوباب.
جنوب المحافظة، تجدد مليشيات الحوثي وصالح هجماتهم على مواقع المقاومة والجيش الوطني في مديرية حيفان، والأقروض في مديرية المسراخ، وموقع الشقب شرق جبل صبر.
وفي ظل تعويل الأمم المتحدة على مشاورات الكويت في إنهاء القتال، تؤكد مليشيات الإنقلاب يومياً عدم التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار بدليل تزايد وتيرة حربهم في تعز.
من جهتهم، يواصل رجال المقاومة والجيش الوطني الدفاع عن مواقعهم أطراف المدينة وجنوب وغرب المحافظة بأسلحة متوسطة وخفيفة.
وعلى أية حال، يعيش سكان تعز منذ شهر وسط هدنة بطعم جحيم نيران القصف العشوائي والحصار الخانق قبل المليشيات الإنقلابية أكثر مما كان عليه الوضع أيام الحرب.