الرئيسية > اخبار وتقارير > القضاء على «القاعدة» و«داعش» في اليمن يخدم أمن وسلام العالم

القضاء على «القاعدة» و«داعش» في اليمن يخدم أمن وسلام العالم

القضاء على «القاعدة» و«داعش» في اليمن يخدم أمن وسلام العالم

أكدت فعاليات أكاديمية ومجتمعية، أن خطر «القاعدة» و«داعش» على الشرعية اليمنية لا يقل عن خطر الحوثيين وبقايا جيش المخلوع، وأن جهود التحالف العربي في القضاء على التنظيمات الإرهابية تعزز من فرص السلام وبسط الحكومة اليمنية لسلطاتها على الأراضي اليمنية، كما تسهم في تنشيط الجانب الإنساني الإغاثي، من خلال تزويد سكان تلك المناطق الذين يرزحون تحت حصار تلك التنظيمات، باحتياجاتهم الأساسية التي حرموا منها في ظل انعدام الأمن والأمان وغياب الشرعية التي تنظم مجريات الحياة.
وأشادت الفعاليات بالتزام الإمارات نحو أمن واستقرار البلدان الشقيقة، تجسده الأفعال وليس الأقوال، وأن موقفها من الإرهاب هو محاربته أينما كان وبكل ما تملك من قوة، وهو الأمر الذي يقوم به رجال قواتنا المسلحة البواسل في إطار قوات التحالف، لإنقاذ حضرموت من إرهاب «القاعدة» وذلك كنجاح جديد لعملية «عاصفة الحزم» التي نجحت في تثبيت الشرعية وبسطها على الأراضي اليمنية وإعادة الأمن الذي ينشده الجميع في ظل الفوضى التي كانت سائدة، وشريعة الغاب التي تنفذها التنظيمات إلى جانب أعمال الترويع والتفجير والقتل. وأشاروا أيضاً إلى أنه لا يمكن فصل تنظيم «القاعدة» في اليمن عن المنظمات الإرهابية التي اجتمع النظام الدولي على محاربتها، ومن دون استخدام القوة معها، فإنه لا يمكن إحراز النصر على الأرض في اليمن باعتبار أن تنظيم «القاعدة» في اليمن يمثل إحدى القوى المحركة للصراع فيها، والمهددة لأمنه واستقراره، بالإضافة إلى كونه تنظيماً عابراً للحدود، ويمكن أن يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل لذلك فإن التصدي له يصب في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب حول العالم.
أكد الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات، أن التزام الإمارات نحو أمن واستقرار البلدان الشقيقة تجسده الأفعال وليس الأقوال، وأن موقفها من الإرهاب هو محاربته أينما كان، وبكل ما تملك من قوة، وهو الأمر الذي يقوم به رجال قواتنا المسلحة البواسل في إطار قوات التحالف، لإنقاذ حضرموت من إرهاب «القاعدة» داعياً الله أن ينصرهم ويحقق عزة اليمن. وأضاف النعيمي أن الإمارات تدرك تماما أن التنظيمات الإرهابية إنما تخدم أعداءنا وتسعى إلى تدمير المنطقة العربية ونشر القتل والخوف والطائفية فيها، ولذا فإن محاربة الإرهاب وتنظيماته المختلفة أينما كان إنما هي أولوية لتحقيق التنمية وبناء مشروع حضاري عربي وهذا يتطلب موقفاً عربياً موحداً. وقال، لا شك أن تحرك قوات التحالف لتحرير حضرموت من براثن إرهاب «القاعدة» سيواجه بحملة مسعورة من المنظمات الإرهابية وداعميها، وبالذات تنظيم «الإخوان»، لإدراكهم أن مواقف الإمارات الصلبة في حماية الأمن القومي العربي وبالتعاون مع الأشقاء لن تترك لإرهابهم ملجأ أو ملاذاً في العالم العربي، مشيراً إلى أن صناعة الحياة وإعادة الأمل هي ما يتطلع اليه الشعب اليمني الذي سيتحقق بإذن بعد سحق الإرهاب وهزيمة الانقلابيين.
خطر كبير

أكد الدكتور عتيق جكة، مدير مركز السياسة العامة والقيادة بجامعة الإمارات وأستاذ العلوم السياسية، أن خطر «القاعدة» و«داعش» على الشرعية اليمنية لا يقل عن خطر الحوثيين وبقايا جيش المخلوع، وأن جهود التحالف العربي في القضاء على التنظيمات الإرهابية تعزّز من فرص السلام وبسط الحكومة اليمنية لسلطاتها على الأراضي اليمنية. وأشار إلى أن «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية في اليمن تشكل خطورة على دول التحالف وعلى الحكومة اليمنية والشعب اليمني عموماً، ففي سنوات مضت استخدم المخلوع على عبدالله صالح هذه التنظيمات؛ لابتزاز الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تحديداً، للحصول على الشرعية والتمويل لملاحقة «القاعدة» والتصدي للتيارات المتطرفة، إضافة إلى أن «القاعدة» و«داعش» والتيارات الإرهابية بيئتها المثالية إلى الدول شبه الفاشلة التي تجد من خلالها مجالاً للعمل نتيجة ضعف أجهزة الدولة أو انشغالها بصراعات أخرى.
وأضاف أن هذا الأمر قاد إلى وجود هذه التيارات المتطرفة على أجزاء من التراب اليمني، الأمر الذي جعلها مسرحاً لعملياتها الإرهابية في استهداف الأبرياء من اختطاف أو اغتيال أو تفجير أو حتى محاولة اختراق الحدود للوصول مثلا للمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنه وحيث إن قوات التحالف اليوم تساند وتدعم الشرعية اليمنية، فإن وجود «القاعدة» يشكل خطراً وجودياً على الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف، الأمر الذي تطلب قيام هذه القوات بتطهير القرى اليمنية من هذه التنظيمات الإرهابية، ما يعزز من فرص السلام وبسط الحكومة اليمنية لسلطاتها على الأراضي اليمنية.
وأوضح أن خطر «القاعدة» و«داعش» على الشرعية اليمنية لا يقل عن خطر الحوثيين وبقايا جيش المخلوع، فليس من المنطق أن يتم تحجيم دور الحوثيين وصالح والسماح لهذا الفصيل الإرهابي بالتمدد في اليمن. تمثل «القاعدة» الفصيل الأكثر دموية للفصائل المتطرفة على الساحة الدولة وقد امتدت عملياته الإرهابية إلى العديد من البلدان العربية فالقضاء على «القاعدة» و«داعش» في اليمن هدف يخدم الأمن والسلم الدولي، ويعزز فرص السلام في اليمن.

زمام المبادرة

أما الدكتور أحمد مراد، عميد كلية العلوم في جامعة الإمارات، فيقول، إن الجهود الحثيثة التي تبذلها قوات التحالف لتحقيق الشرعية اليمنية على كل أراضيها مطلب شرعي لتحقيق الأمن والطمأنينة لليمن الشقيقة وللمنطقة، باعتبار اليمن جزءاً لا يتجزأ من المنطقة. والحملة العسكرية على تنظيم «القاعدة» في المكلا هو استمرار لجهود قوات التحالف والمجتمع الدولي في تحقيق العدالة، حتى يعم الأمن والسلام في كافة أرجاء الدولة اليمنية. وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية خطر وآفة يجب استئصالها من العالم، وخاصة في منطقتنا التي تمتعت بالأمن والأمان طيلة القرون السابقة. وقد أخذت الدول العربية زمام المبادرة وشكلت قوات تحالف عربي على أعلى مستوى من التجهيزات لدرء خطر الجماعات الإرهابية التي هددت الإنسانية وشتتت المجتمعات وأوقدت فتيل الفتنة في داخل المجتمع المتماسك، وقد تكللت جهود قوات التحالف بقيادة متمكنة ودعم فني، حتى تحقق الهدف المنشود وهو أمن وسلامة المنطقة.
ويضيف: لعبت كل من الإمارات والسعودية الدور البارز من خلال تفاني أبنائها والتضحية من أجل نشر السلامة والعدالة؛ وهذا إن دلَّ فإنما يدل على قيادة واعية مدركة بمجريات الأحداث؛ وهذه القيادة مع التضحية والإدراك بخطر الجماعات الإرهابية استطاعت أن تسطر النجاح وتحقق النصر المنشود على أرض اليمن الشقيقة، وكلنا ثقة في قوات التحالف في تحقيق ما نصبو إليه من أمن وأمان وسلام.

الأمن القومي

تقول الدكتورة مريم سلطان لوتاه، الأستاذة المشاركة في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أعتقد أن دول الخليج في تحركها من الدبلوماسية الناعمة إلى الدبلوماسية الخشنة وإثبات أنها رغم حرصها على تدعيم علاقات التعاون وحسن الجوار وانتهاج الدبلوماسية والحوار ولإدارة علاقاتها الخارجية، فإنها اضطرت للتدخل عسكرياً في الشأن اليمني، لتحقيق الاستقرار والأمن من جهة، ولما مثلته تطورات الأوضاع في اليمن من تهديد لأمن واستقرار دول الخليج والأمن القومي العربي، مع تنامي التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة والتغير المفاجئ في موقف على عبدالله صالح وتحالفه مع الحوثيين، بعد كل ما لقي من دعم من قيادات دول الخليج.
ولذلك جاءت «عاصفة الحزم» التي أثبتت للجميع المقدرة العسكرية التي تمتلكها دول الخليج وبكونها قادرة على استخدام القوة إذا ما تعذرت لغة الحوار، وتوظيفها للقوة نحو تنظيم «القاعدة» ما هو إلا خطوة في سبيل استكمالها للإنجازات التي حققتها «عاصفة الحزم»، خاصة أنه لا يمكن فصل تنظيم «القاعدة» في اليمن عن المنظمات الإرهابية التي اجتمع النظام الدولي على محاربتها، ودون استخدام القوة معها فإنه لا يمكن إحراز النصر على الأرض في اليمن، لأن تنظيم «القاعدة» في اليمن يمثل إحدى القوى المحركة للصراع فيها، والمهددة لأمنه واستقراره، فضلاً عن كونه تنظيماً عابراً للحدود ويمكن أن يهدد أمن واستقرار المنطقة كلها.

النهج الدبلوماسي

ويؤكد الدكتور محمد الحمادي، مساعد العميد لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا في كلية القانون بجامعة الإمارات، أن مشاركة دولة الإمارات مع قوات التحالف العربي في العمليات باليمن، تأتي من منطلق النهج الدبلوماسي الفريد الذي تنتهجه الإمارات منذ قيامها، وحيث عرف عنها حبها للقومية العربية ورغبتها في أن تعيش الشعوب في أمن واستقرار، مضيفاً أن ارتباط القوات الإماراتية والسعودية يدل على اللحمة ومتانة العلاقات بين البلدين من الناحيتين الاجتماعية والسياسية. وقال، إن تحالف الإمارات مع السعودية لضرب «القاعدة» يعدّ جزءاً من العملية العسكرية الرامية إلى تطهير اليمن الشقيق من العابثين بأرضه واستقراره، واستكمالاً للدور الذي تلعبه قوات التحالف في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي يعتبر تنظيم «القاعدة» من التنظيمات الإرهابية، وبالتالي فإن التعامل معه بجد وحزم من شأنه تحقيق مزيد من النصر وسرعة في إعادة الاستقرار المسلوب من الجارة العزيزة اليمن.

ضربة المكلا

ويشير إبراهيم الأحمد، رئيس مركز الأخبار بقنوات أبوظبي للإعلام، إلى أن ضربة المكلا لقوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، تأتي لتمثل سقوط ما كان يُعتقد عند البعض بقوة «القاعدة» وهو أمر محسوم في حقيقة الأمر، لكن تشكك البعض واعتقادهم بأن «القاعدة» قوة كبيرة خلق تخوّفاً كبر يوماً بعد آخر ككرة الثلج المتدحرجة، لتأتي حملة قوات التحالف وتبدد «الفزّاعة» التي أوهمونا بها وتغنّى «الضعفاء» بقوتها. ويضيف: وفي الواقع لم تكن «القاعدة» في يوم من الأيام بعبعاً يصعب سحقه، لكنها للأسف لم تُواجه بقرار جريء وقوي، بل لم تواجه بقوة منظّمة ولديها الإصرار الفعلي لقتال «القاعدة» والقضاء عليها.
وثمن الأحمد ما قامت به قوات التحالف وبارك هذا الانتصار وعودة المكلا إلى حضن الشرعية، لأنه يزيدنا فخراً بقواتنا المسلحة الباسلة التي بفضل الدعم والاهتمام المباشر من قيادتنا غدت اليوم قوة لا يستهان بها، بفضل ما يتمتع به أفرادها من مهارات قتالية وفنية وعتاد عسكري متطور وروح عالية، ونسأل الله أن يحفظهم وأن ينصرهم ويعودوا إلى الوطن سالمين غانمين.

نصر كبير

من جانبه ثمّن العقيد المتقاعد بخيت بن سويدان النعيمي، جهود قواتنا المسلحة وقوات التحالف في عملياتها ضد «القاعدة»، مؤكداً أنها انتصار جديد يضاف إلى انتصارات عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال إن سيطرة «القاعدة» على بعض المناطق اليمنية أضرت كثيراً باقتصاد الدولة وصعبت من المعيشة على الشعب اليمني الذي يمر بمحنة كبيرة حالياً، مؤكداً أن القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية سيسهم في تسهيل وصول المساعدات إلى محتاجيها وتنشيط العمل الإنساني في المناطق التي كانت توجد فيها والتي يرزح سكانها تحت وطأة الحاجة والمساعدة.
وقال، إن وجود تنظيم «القاعدة» في اليمن لا يمثل تهديداً للدولة اليمنية فقط، وإنما لكامل المنطقة والعالم، حيث يسهم في الإضرار بالسلم والأمن في المنطقة، لذلك فمن الطبيعي أن تقوم قوى التحالف بشن حملة على هذه التنظيمات المارقة؛ لأنها تسعى لحصد نجاحات كبيرة لعاصفة الحزم، ولن تسمح لأن تكون اليمن دولة فاشلة تتناهبها قوى الظلام والإرهاب، وتعمّ فيها الفوضى وهو ما رأيناه اليوم يتحقق وبفضل الله على أرض الواقع.

خطر الإرهاب

وبدوره قال المتعرض العفاري، إن تطهير المكلا من العناصر الإرهابية التي نسمع عن عملياتها الإرهابية التي تستخدم فيها السيارات المفخخة ضد مواقع حيوية ونقاط أمنية ومعسكرات تتبع القوات المسلحة اليمنية، التي راح ضحيتها العشرات من الجنود والمواطنين، وهو الأمر الذي جعلنا جميعاً نحس بقيمة الخطوة الكبرى التي أقدم عليها التحالف من خلال توجيه إمكاناته لمحاربة «القاعدة» وجميع التنظيمات الإرهابية في اليمن، قبل أن يتسع نفوذها وتهدد الاستقرار في المنطقة.
ويضيف العفار أن شكاوى السكان المحليين تزايدت من المضايقات الكثيرة التي يتعرضون لها على أيدي عناصر التنظيمات المتطرفة، مثل «القاعدة»، حيث إن هؤلاء باتوا يتحركون بحرية تامة في العديد من المحافظات والمدن، لاسيما مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، ومدينة زنجبار في أبين، لذلك فإن الحملة العسكرية الحالية مهمة لا تخص اليمن وحده، وإنما تأتي في إطار محاربة الإرهاب في العالم وتخليصه من قوى الشر والظلام.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)