نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقالا مشتركا لـ"أيتان جولدشتاين" و"روي كايس" تحدثا فيه عن أن السعودية لم تتصهين بعد على حد تعبيرهما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من ظهور بعض الاتصالات فيما يبدو بين إسرائيل والسعودية بشأن القضايا الأمنية، لكن هذا لا يعني بالضرورة علاقة جديدة تتشكل بين العدوين السابقين.
وأضافت أن ما يحدث يعد بشكل أكثر ترجيحا مثالا على السياسات البراجماتية التي تنتهجها المملكة في ضوء الربيع العربي.
وذكرت أن الكثير كتب في الأشهر الأخيرة بشأن احتمال وجود تعاون عسكري وسياسي بين السعودية وإسرائيل، وكثير اعتبر هذه التطورات فصلا جديدا في العلاقات الإسرائيلية العربية.
وأضافت أن أصحاب الرأي السابق يستندون إلى وعد السعودية بالالتزام بشأن ما تم الاتفاق عليه خلال معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فيما يتعلق بالملاحة في البحر الأحمر عند جزيرتي تيران وصنافير، ويعتبرون أن السعودية تصبح حليفا جديدا لإسرائيل في المنطقة.
وتساءلت الصحيفة هل هذا حقيقي؟ هل السعودية تقوم حقا بإقامة علاقة دافئة مع إسرائيل؟ هل هناك اتفاق سلام يلوح في الأفق بينهما؟، وأجابت بأن الإجابة لا.
وأضافت أنه للوصول إلى تفسير لحقيقة التحركات السعودية يجب النظر إلى التوجهات الأخيرة التي تنتهجها المملكة في سياستها الداخلية، حيث تقوم المملكة بإصلاحات داخلية منذ الربيع العربي في 2011م استمرت منذ عهد الملك الراحل عبد الله وحتى الآن، رغم تباطؤها الآن، وشملت السماح للمرأة بدخول الانتخابات البلدية وتجريد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سلطة اعتقال الأشخاص.
وذكرت أنه نتيجة للتطورات الداخلية والخارجية فإن الأسرة الحاكمة في السعودية يبدو أنها مستعدة للتسامح مع إسرائيل ومسألة وجودها، وربما حتى على استعداد للتعامل مع إسرائيل بشكل مباشر.
وباختصار، ما يحدث الآن من قبل السعودية عبارة عن تحركات براجماتية ولا يوجد تحالف بينها وبين إسرائيل، لكن توجد تفاهمات متبادلة هادئة، وهذا من شأنه أن يتغير وفقا للتطورات الإقليمية أو عندما تشعر المملكة بأنها لم تعد ترى العلاقة مع إسرائيل مريحة، وستعود المملكة حينئذ إلى سياسة الكراهية والعداء التي حافظت عليها تجاه إسرائيل لمدة 67 عاما.