الرئيسية > محافظات > تقرير يكشف عن الأسر السلالية الحاكمة لإب في عهد الإنقلاب "بالأسماء"

تقرير يكشف عن الأسر السلالية الحاكمة لإب في عهد الإنقلاب "بالأسماء"

تقرير يكشف عن الأسر السلالية الحاكمة لإب في عهد الإنقلاب "بالأسماء"

بعيداً عن الشعارات البرّاقة والعبارات المستوردة التي كانت تستخدمها هذه المليشيا في الضخ الدعائي ضد خصومها الذين استهدفتهم آلاتها الإعلامية من أجل إسقاطهم وبالتالي إسقاط البلد لمشروعهم ،انتهجت مليشيا الحوثي منهج آخر في سبيل الوصول إلى الحكم لاختصار هذا الطريق.

المليشيا الحوثية تنطلق في غاية وصولها إلى الحكم من منطلق أسري سلالي بحت وتعمل على ذلك مستخدمة كل السبل والوسائل لتحقيق هذه الغاية،ضاربة بأحدث الوسائل التي أفرزتها تجارب الأمم وأنتجتها البشرية وانتهجها اليمنيون سبيلاً لتداول السلطة عرض الحائط.

فأسم الحركة التي لا تؤمن بالعمل السياسي ولا بالإجراءات الديمقراطية تُنسب لأسرة المؤسس "بدر الدين الحوثي" الممتد لأسرة الأئمة التي حكمت اليمن عقود من الزمن بسلاحي النار والقيد،وترى في ذلك حقاً حصريً وولاية شرعية، ومخالفة ذلك تستوجب إعلان الحرب عليه.

 

منذ نشأتها كمسمى جديد ومن بعد إسقاط حكمها المرتبطة به اسرياً في 62م ،سعت المليشيا الحوثية على تسويق ما تسميه مظلوميتها بشكل كبير لأهداف من أهمها ما نراه واقعاً اليوم أمام ناظرنا بعد أن أسقطت الدولة وانقلبت على السلطة واستولت على مؤسسات البلد بقوة السلاح على شكل تعيينات أسرية بحته في كل مؤسسات الدولة وإحلال مبدأ الأسرية والسلالية مكان الكفاءة والتخصص والفرص المتكافئة فبرزت للعيان ظاهرة الأسر المنتزعة للسلطة من جديد بعد عقود من نضالات اليمنيين الذين كافحوا من أجل أن يكون الجميع سواسية.

 

لا نتجنى على أحد حين نتطرق لهذه الظاهرة المتفشية في بلد تتنازعه أطماع أسر سلالية تحاول استعادة ما تسميه بالحق الإلهي والتاريخي في الحكم ،وأسرة أخرى ثار عليها الشعب حتى لا يورث فيها الحكم ،فالدلائل والوقائع والمواقع تفصح عن نفسها بنفسها والتأريخ يُعيد نفسه كنسخة رديئة ومقززة في المشهد اليمني اليوم ،فكما حكم الأئمة بسيوف الإسلام من أسرة حميد الدين ،حكم صالح بأسرة عفاش اليمن لعقود ،وهاهم الحوثيون يعيدون نفس التجربة وبمسميات أخرى "الحوثي ـ الشامي ـ المؤيد ـ المتوكل ـ العماد ".

 

بمقدور أي شخص أن يُلقي نظرة على مواقع هذه الأسر في الجيش والأمن ومؤسسات الدولة المختلفة بعد إحلال هذه الأسماء في تلك الأماكن على حساب الكفاءة والتخصص منذ انقلابهم المشؤوم وسيلاحظ حجم الكارثة التي يعيشها الوطن وسيعيشها في المستقبل إذا لم يتم حل هذه الظاهرة من قبل السلطة الشرعية بعد تحرير البلد وإسقاط الانقلاب.

 

في هذا التقرير سنتطرق لهذه الظاهرة في محافظة إب وكيف أن مليشيات الانقلاب بالمحافظة عملت منذ اليوم الأول على ترسيخ هذا المبدأ ،مبدأ إحلال الأسرة والسلالة في مواقع الدولة على كل المبادئ والمعايير والضوابط ،وكيف حولت مناصب الدولة في المحافظة لمقربين وموالين جلهم لا معيار لهم سوى "الهاشمية الموالية" حتى وصل بهم الحد إلى إقصاء المتحوثين والموالين لهم ممن لا ينطبق عليهم هذا المعيار الطبقي!

أسرة "المتوكل" ـ التي سنتطرق لها كنموذج ـ والتي تنتمي إلى مديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب كانت لها الحصة الأوفر من هذه القرارات الانقلابية واستأثرت بمواقع كثيرة خلال فترة وجيزة ـ كما هو موضح في الجدول أدناه ـ وكأن المليشيا لم تأتِ إلى إب إلى من أجل تمكين هذه الأسرة بالإضافة إلى ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أبناء المحافظة .

9 أشخاص من أسرة واحدة تم تمكينهم من مواقع لم يكونوا يحلموا بها ولم تكن في خلد أحداً منهم الوصول إليها في حالة اعتماد معايير الكفاءة وتساوي الفرص ،لكن أقدار الانقلابين وإرادتهم شاءت أن تسير الأمور على هذا المنوال،بعضاً من هؤلاء قد فصل من وظيفته والبعض الآخر منقطع عنها لكن مابين ليلة وضحاها وجدوا أنفسهم في مواقع العمر وفرصة الزم، حسب ما ذكره المركز الإعلامي للمقاومة في إب .

فإلى أين يتجه هؤلاء بالبلد وإلى أي حضيض يريدون الوصول بها بعد كل هذه الجروح التي يُحدثونها في جسد الدولة ومؤسساتها وكم هي الثارات والعداوات التي يفتحونها لهذه الأسر من الشعب الذي تُصادر حقوقه من أجلهم ،فهل يعي هؤلاء جُرم ما يفعلون!

تقرير يكشف عن الأسر السلالية الحاكمة لإب في عهد الإنقلاب

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)