وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسائل حزم جديدة بتعيينه الفريق الركن علي محسن الأحمر نائباً للرئيس أحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء في مواجهة مراوغة الانقلابيين وقبل الذهاب الى محادثات السلام في الكويت مفادها أن السلام لا يعني القبول باستمرار الانقلاب أو أن يكون جزءاً منه.
وقبل أيام من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه المبعوث الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد فاجأ هادي الجميع بمن فيهم الطرف الانقلابي باختياره الفريق الأحمر العسكري المخضرم نائبا له..
كما واجه العجز في الأداء الحكومي واختار القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي رئيساً للحكومة في تأكيد على أن المرحلة تحتاج الى أدوات اكثر فاعلية في القضاء على ما تبقى من الانقلاب وإعادة الإعمار وتوفير متطلبات واحتياجات السكان الذين تضرروا بسبب الحرب العدوانية التي شنها الانقلابيون.
الحزم
مضمون الرسائل التي حملتها القرارات الرئاسية تؤكد ان الشرعية وهي ذاهبة الى محادثات السلام في الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري فإنها ذاهبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي واستعادة الدولة وإنهاء كافة مظاهر الانقلاب..
وأن الطرف الانقلابي إذا ما استمر في المراوغة وعدم الجدية فإن الحزم سيكون الرد العملي على ذلك، خصوصا وأن قوات الشرعية على مشارف صنعاء، والانقلابيون يحاصرون اليوم في ثلاث مناطق أساسية.
والفريق الاحمر قائد عسكري بارز خاض معارك مستمرة ضد الانقلابيين في محافظة صعدة عند بداية التمرد قبل ان يحول الرئيس المخلوع علي صالح تلك الحروب الى وسيلة لتصفية وضرب قوات الجيش التي لا تدين بالولاء لشخصه.
والى جانب ذلك فإن تعيين احمد عبيد بن دغر رئيسا للوزراء بعد العجز الواضح في أداء الحكومة في المناطق المحررة أو على بقية الصعد يعزز من خيار الحسم إذا أراد الانقلابيون ان تكون نتائج محادثات الكويت كسابقاتها من الجولات التي اتخذت فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم، إذ إن القيادة الجديدة ستعمل على التسريع بمعركة العاصمة، التي بدأت بالفعل عبر المدخل الشرقي في مديرية نهم وتقدم قوات الشرعية من اتجاه مأرب – الجوف - الى مديرية ارحب بمحافظة صنعاء.
نقمة
ولأن النقمة الشعبية من الأداء الحكومي كانت سببا رئيسيا في الإقدام على هذه الخطوة فإن المنتظر ان يلعب تعيين بن دغر رئيسا للوزراء على استكمال تحرير محافظة تعز التي اتهمت الحكومة السابقة بخذلانها، كما ان عليها استحقاقات توفير متطلبات السكان في المناطق المحررة استكمال عملية دمج أفراد المقاومة في الجيش الوطني وفي قوات الأمن وتحمل مسؤولية الجرحى.
ضعف
محمد مارم مدير مكتب الرئيس اليمني اوضح أن القرارات الجمهورية الأخيرة الخاصة بإعفاء نائب الرئيس رئيس الوزراء أساسها ضعف الأداء الحكومي، مشيرا الى أن المرحلة الحالية تتطلب الكثير من العمل ولا تستطيع مؤسسة الرئاسة او غيرها القيام بمتطلبات المرحلة من غير المؤسسة الرئيسية في الدولة وهي الحكومة..
والتي عجزت عن القيام بدورها في رسم خطة قصيرة وخطط أطول تتناسب واحتياجات الدولة واحتياجات اليمنيين الذين أنهكتهم الحرب.
وبين مارم ان هادي بذل جهودا عالية لفتح المجال لقيام الدولة بشكل صحي «ولكن للأسف ان جميع تلك الملفات لم تتلقاها الحكومة، ومنها موازنة الدولة وملف الجرحى والمنح التي بحثها الرئيس مع زعماء دول وتعزيز البنك المركزي والأمن وتدريب الشباب، جميع هذه الملفات بذل الرئيس جهودا عالية فيها، ولم تستلمها الحكومة وترسم خططا لتنفيذها ومتابعتها سواء مع الدول او في الداخل».
قرارات
مدير المكتب الرئاسي أشار الى عدم تفعيل الحكومة للقرارات الرئاسية الاستراتيجية مثل قرار دمج الشباب في الأمن والجيش بعدد 30 ألفا وتفعيل دور الوزارات بعد ان قام هادي بالتوجيه والإعداد من خلال مكتبه بعدن لفتح مكاتب لكل وزارة.
وقال ان الجانب الأهم هو أمن عدن والمحافظات المحررة التي لم يعمل رئيس الحكومة السابق فيها على متابعة الخطة الأمنية الرئاسية المعمولة بشراكة مع دول التحالف، وأكد ان الجهد سيكون عاليا مع الفريق الاحمر نائب رئيس الجمهورية وأحمد عبيد بن دغر الذي له باع في العمل السياسي والحكومي.
الفريق الأحمر
تدرج نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر في مواقع الجيش اليمني منذ ستينيات القرن الماضي حتى بات قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية وللفرقة الأولى مدرع، أحد أهم تشكيلات الجيش لكنه كان الرجل القوي في النظام السابق بحكم خبرته العسكرية ونفوذه وعلاقاته القبلية والجهوية..
وقد أعلن انفصاله عن نظام حكم الرئيس المخلوع اثناء الثورة الشعبية التي خرجت للمطالبة بإسقاط النظام، حيث انحاز للمتظاهرين الذين كانوا يطالبون باستقالة الرئيس المخلوع وتولى حمايتهم.