الرئيسية > اخبار وتقارير > أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن اليمن في مارس 2016

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن اليمن في مارس 2016

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن اليمن في مارس 2016

استكشاف السلام

تحت عنوان "بعد عامٍ من الحرب. السعوديون والحوثيون يستكشفون السلام في اليمن" كتب ديفيد أوتاواي في مركز وودرو ويلسون عن توجيه الحرب أشرعتها صوب مفاوضاتٍ بالغة الصعوبة.

وأضاف: "وصلت الحرب إلى طريق مسدود في الوقت الراهن لصالح التحالف، في مقابل تراجع الحوثيين. لكن الدمار الذي لحق بالجارة السعودية الجنوبية الفقيرة كان مروعًا؛ فخلال عام من الحرب، قتل ما يربو على 6000 شخص، وشًرِّد مليون نازح يعانون من المجاعة، وانهيار الخدمات الاجتماعية، وانزلقت البلاد إلى شفير كارثة، على حد وصف أحد مسئولي الإغاثة في الأمم المتحدة".

وتوقع أوتاوي ألا تكون مفاوضات السلام سهلة. فيما تبقى القضية الملحة الأكثر حساسية هي مصير الحليف الرئيس للحوثيين، علي عبدالله صالح، الذي رفض حتى الآن صالح عروضا بالخروج الآمن إلى المنفى سواء في إثيوبيا أو المغرب أو الإمارات حيث يعيش ابنه الآن.

خطوة الرياض القادمة

نشرت فورين بوليسي تقريرًا أعده بول ماكليري وآدم رونسلي تطرق إلى عدة قضايا منها "الخطوة السعودية القادمة في اليمن" وخلُصَ إلى أن الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة لكافة الأطراف المتورطة فيها رغم مرور عام على بدء الحملة التي تقودها المملكة ضد المتمردين الحوثيين.

وأضاف التقرير: بعد مقتل آلاف المدنيين نتيجة الغارات الجوية، بدأ كثيرون في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التساؤل عما حققته تلك الضربات. ومما يبعث على القل، اعترف وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي في وقت سابق من هذا العام بأنه ليس متأكدًا من القادم. قائلا خلال فعاليةٍ استضافها مركز أبحاث في واشنطن: "في البدء، كنا نأمل أن يكون الأمر سريعا، وأن يثوب الحوثيون إلى رشدهم، ويدركوا أن اليمنيين لا غرض لهم في مهاجمة السعودية. لكن الآن، ليس هناك نهاية للعبة".

وأردف: "لا يمكن شن هذه الغارات دون دعم الولايات المتحدة. حيث يوفر الجيش الأمريكي المعلومات الاستخباراتية للضربات السعودية، إلى جانب إعادة تزويد قاذفات القنابل بالوقود. كما أن هناك مليارات الدولارات المخصصة لمبيعات الأسلحة التي ستضمن تدفق الصواريخ. ووفقا للأرقام المقدمة من وزارة الدفاع ما بين أبريل 2015 ونهاية فبراير 2016، قامت الطائرات الأمريكية بـ747 طلعة لإعادة التزويد بالوقود على مدار 6300 ساعة طيران، وقدمت أكثر من 27 مليون رطلا من الوقود. وكانت التكلفة الإجمالية لتزويد قرابة ألفي قاذفة قنابل سعودية وإماراتية بالوقود اعتبارا من 6 ديسمبر تقارب 81 مليار دولار.

اتساع الفجوة

نشر موقع المونيتور مقالا لـ بروس ريدل بعنوان "هل سيكون هناك سلام في اليمن؟" قال فيه: "الفجوة بين الجانبين واسعة. ذلك أنه لا توجد أي إشارة بشأن مستقبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعائلته، الذين كانوا حلفاء رئيسيين للحوثيين، ووفروا أسلحة متطورة مثل صواريخ سكود. ثمة سؤال آخر حول ما إذا كان سيتم إعادة تنصيب خليفة صالح، الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء، وهو الهدف الأصلي من عملية عاصفة الحسم التي انطلقت قبل عام. ذلك أن سيطرة هادي على عدن ضعيفة، في ظل تكرار الاغتيالات والتفجيرات. كما أنه لا يحظى بدعم شعبي كبير، وقد أثبتت التجربة أنه زعيم ضعيف".

وأضاف: "قد يكون تشكيل حكومة وطنية ما حلا، لكن الشيكان يكمن دوما في التفاصيل. وربما يكون وقف القتال لفترة طويلة هو الخطوة التالية الأكثر واقعية، لكن سيكون من الأفضل بكثير أن يُنصَّ على ذلك في اتفاق هدنة رسميّ بدلا من الاكتفاء بمجرد تفاهم غامض".

وأردف الموقع: "هناك الكثير من المخربين الحريصين على منع أي تحرك لإخماد نيران الحرب. وبإمكان كلا من تنظيم الدولة والقاعدة إحداث فوضى. فيما لم تكن القاعدة في جزيرة العرب بمثل هذه القوة في أي وقت مضى. كما استمتعت إيران بمشاهدة تورط السعودية في اليمن، والبعض في طهران بلا شك يريد أن أن يزداد مستنقع المملكة عمقًا.

أما الولايات المتحدة فقد استعدَت جيلا من اليمنيين بتسليحها الحملة الجوية السعودية. ورغم أن فرص التسوية لا تزال ضئيلة، يجب على واشنطن ممارسة بعض الضغط لدفع الأمور في هذا الاتجاه".

نهاية الصراع واستمرار الأزمة

قال ستراتفور: تشكلت تحالفاتٌ قوامها المصلحة، على مدار العام الماضي، في خضم الحرب الأهلية التي طال أمدها. لكن مع زيادة احتمالية التوصل إلى حلٍ للصراع، سوف تنهار الشراكات وتتغير الولاءات؛ ما يُفسِح المجال للمنافسات والمشكلات القديمة كي تطفو على السطح.

ورجح التحليل "أن تدفع الرياض للتوصل قريبًا إلى اتفاق سلام ما. لكن نهاية نشاط التحالف الذي تقوده المملكة في البلاد سيمثل فقط بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ من الصعوبات بالنسبة لليمن. ومع استئناف المحادثات، ستعود المقترحات السابقة حول تبني الفيدرالية أو تقسيم البلاد إلى الطاولة، لكن أيًّا منهما لن يخفف التوترات المزمنة بين الفصائل اليمنية المختلفة.

وأضاف: "في غضون ذلك، ستضطر صنعاء إلى الاعتماد على مساعدة الرعاة الأجانب للتعامل مع ندرة المياه والتهديدات الإرهابية. ورغم استمرار الحديث عن وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام، من الواضح أن الأزمة لم تنته بعد".

الحرب المنسية

تحت عنوان "في الشرق الأوسط المتقلب.. يجب ألا ينسى الغرب اليمن" نشر تشاتام هاوس مقالا لـ بيتر سالزبوري، الخبير في الشؤون اليمنية، استهله بالتحذير من أن مخاطر الإرهاب والأزمة الإنسانية في اليمن لم تتخطى بعد حدود البلاد، لكن التعويل على أن هذا الوضع سيدوم هو من باب الإفراط في الأمنيات.

وأضاف الكاتب: "وُصِفَت الحرب الأهلية في اليمن، التي دخلت عامها الخامس، بأنها صراع "منسي" و"خفي"، ومحرومٌ من اهتمام وسائل الإعلام وصناع السياسة في الغرب. وربما يُعزى هذا الصمت بشأن اليمن إلى أن آثار الحرب لم تمتد حتى الآن عبر الحدود".

وأردف: "كانت الكلفة البشرية لحرب اليمن باهظة، حيث قتل 6000 شخص نصفهم من المدنيين. لدرجة أن اليمن بعد عامٍ واحد من الحرب أصبحت تشبه سوريا بعد خمس سنوات، على حد وصف بيتر مورير من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. واليوم، يحتاج 82% من اليمنيين- قرابة 21.2 مليون شخص، أي ما يوازي جميع سكان سوريا- مساعدات إنسانية".

ولفت الكاتب إلى أن "عددا قليلا من السكان أصبحوا لاجئين في الخارج؛ وهو ما يرجع جزئيًا إلى إغلاق الحدود البرية والبحرية، ولكن أيضا نتيجة الفقر المدقع وقلة عدد من يمتلكون تكاليف السفر إلى الخارج، حتى إذا كانت حياتهم على المحك".

وختم المقال، كما بدأ، بتحذيرٍ مفاده: "اليمن ليست جزيرة. وإذا فشل وقف إطلاق النار، سوف تبقى الحرب هناك منسية لفترة طويلة".

الوجه الآخر من الصورة

قال موقع ميدل إيست بريفنج: "يصمم البعض على ألا يروا سياسة دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن من أي منظور إيجابي". ولتقديم وجهة النظر الأخرى، رصد التحليل مراحل الصراع بدءًا من رفض الحوثيين الحل المتوازن الذي قدمه مؤتمر الحوار الوطني في يناير 2014، وقضي بمنحهم نصيبا عادلا من التمثيل السياسي، وصولا إلى تحالفهم مع القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومهاجمتهم معسكرات الجيش والقصر الرئاسي.

وأضاف الموقع: "بدأ التدخل العسكري الخليجي لإعادة الحكومة الشرعية والعودة إلى مسار المحادثات بين ممثلي القوى السياسية المنتخبين في اليمن. لكن المعايير المزدوجة ترتدي ثوبا مختلفا في اليمن، لدرجة أن البعض ينكر حتى وجود صلة بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين رغم تأكيد جميع وكالات الاستخبارات الغربية، وشحنات الأسلحة التي يرسلها الحرس الثوري إلى المتمردين. ويستخدم البعض في الغرب قناعا مزيفًا من الموضوعية، ويذهب إلى حد رفض بيانات وقرارات الأمم المتحدة بشأن اليمن، تمهيدًا لإدانة التدخل الخليجي وإنكار التورط الإيراني".

مستقبل تنظيم الدولة

نشر ستراتفور تقريرا عن تواجد تنظيم الدولة في اليمن، استهله بالحديث عن الانقسامات التاريخية بين الجهاديين، وتبني داعش نهجا مختلفا عن القاعدة تضمن استهداف المساجد، سعيا وراء البصمة المتميزة.

وخَلُصَ التقرير إلى أنه "لا يوجد مؤشر يُذكَر على أن الحكومة، أو قوات التحالف التي تقودها السعودية، أو حتى الجهاديين الآخرين سوف يكون بإمكانهم القضاء على تنظيم الدولة في اليمن. لكن في حين أن التنظيم سوف يتمتع بالقدرة على شن هجمات إرهابية داخل اليمن، فمن المرجح ألا يكون قادرا على القيام بأي عمليات تمرُّد واسعة النطاق، أو الاستيلاء والسيطرة على مناطقة واسعة من البلاد، مثلما فعل تنظيم القاعدة. وهكذا سيبقى تنظيم الدولة في اليمن يمثل تهديدًا محدودًا، لكنه مستمر".

ازدحام الطبقة الأشد فقرا

نشرت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) تقريرًا لـ ناصر السقاف بعنوان "الحياة تزداد ازدحاما في الطبقة الأشد فقرا في اليمن" استهل بالقول: "عندما نشبت الحرب، كان المهمشون من أول المواطنين وأكثرهم تضرراً. ولأنهم يعيشون في الأحياء الفقيرة المبنية من القصدير والقماش المشمع والورق المقوى، فقد كانوا عُرضة بشكل خاص للقتال والضربات الجوية. وعندما فروا من ديارهم، كانوا يفتقرون إلى المال الذي يلزم للتخفيف من حدة المعاناة وإلى الصلات والمعارف التي يمكنها أن تساعدهم في العثور على مأوى".

وأضاف: "بعد مرور نحو عام على الصراع في اليمن، قتل أكثر من 6,200 شخص، وهذا فقط ما استطاع النظام الصحي المتهالك في البلاد إحصاءه. كما تسببت أعمال العنف في نزوح قرابة 2.5 مليون آخرين، وبات 320,000 طفل دون سن الخامسة معرضين لسوء التغذية الحاد. وعلى الرغم من أن الحرب قد سوّت، على نحو مروع، ساحة التنافس، إلا أن السباق بات سباقاً نحو القاع. فجميع اليمنيين تقريباً قد تضرروا للغاية من الصراع ومن الكارثة الإنسانية التي نتجت عنه. والآن تنضم مزيد من المجموعات المختلفة من اليمنيين إلى المهمشين إلى الدرجات الدنيا من السلم الاجتماعي".

تأجيج لهيب النزاع

تحت عنوان "تأجيج لهيب النزاع اليمني" أصدرت ثمانية منظمات دولية، منها هيومن رايتس ووتش، بيانا مشتركا يطالب جميع الحكومات بما يلي:

التوقف عن إمداد أطراف النزاع في اليمن بأي أسلحة، أو ذخائر، أو معدات عسكرية، حيثما كان هناك خطر حقيقي لاستخدام تلك الأسلحة في اليمن لارتكاب، أو تسهيل ارتكاب، انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني أو القانون الدولي لحقوق الإنسان.

- دعم آلية دولية مستقلة، وذات مصداقية، للتحقيق في مزاعم ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في اليمن، مع الحرص على ضمان توفير الإنصاف والتعويض لضحايا الانتهاكات، وتقديم المتهمين بارتكاب الجرائم إلى محاكمات عادلة.

ورصد البيان في الختام الآثار المدمرة للنزاع المسلح في اليمن على المدنيين، والبنية التحتية المدنية، والتراث الثقافي، حيث قتل أكثر من 3000 مدني خلال العام الماضي، و أصبح 21 مليون يمني– 82% من تعداد السكان قبل الحرب– في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.

نجاحات وإخفاقات التحالف السعودي

نشر معهد واشنطن تقييمًا لنجاحات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن وإخفاقاته في كل مرحلة من مراحل الحرب، وذلك عبر ثلاث تقارير، ناقش الجزء الأول منها الحملة البرية، بينما حلل الجزءان الثاني والثالث الحملات الجوية والبحرية، على التوالي:

- حققت الحملة البرية حتى الآن نجاحا جديرا بالثناء، إذ أعادت حكومة هادي إلى عدن وحررت تعز من الحوثيين ومارست ضغوطا على كل من صنعاء والموانئ التي يعتمد عليها الحوثيون لإعادة التجهيز.

- الحملة الجوية أظهرت إتقانا وجَلَدًا مفاجئين، ولكن اتصالات التحالف الاستراتيجية، والجهود المبذولة للحد من الأضرار الجانبية، كانت مفتقدة إلى حد بعيد.

- التحالف كبح جماح الإمدادات الإيرانية للحوثيين عن طريق الجو والبحر، وقد تكون إعادة فتح الموانئ اليمنية بشكل انتقائي نتيجة وقوعها في قبضة القوات الموالية لهادي".

دور روسيا في محادثات السلام

لفت تحليل نشره ستراتفور إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في اليمن، واحتمالية استقبالها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بهدف نزع فتيل التوترات بين مختلف الفصائل المعنية في اليمن. علاوة على أن صالح يمثل كنزًا معلوماتيًا حول ديناميكيات الشرق الأوسط، وهو ما يمكن أن تراه موسكو لا يقدر بثمن.

وأضاف التحليل: "مثل الأزمة السورية، تعتبر حرب اليمن ساحة صراعٍ تصطدم فيها المصالح الإيرانية والسعودية، ويمكن أن تكون روسيا وسيطًا في الحل. وبشكل عام، فإن الانخراط في صراعات من هذا الطراز يمنح روسيا نفوذًا في البلاد.

ولأن روسيا ليس لديها مصلحة حقيقية في ساحة السياسة اليمنية أو الاتجاه المستقبلي في البلاد؛ يمكن أن تستغل موسكو التواصل الذي سيحدث مع السعودية بشأن اليمن، لتوجيه رياح المفاوضات السورية إلى حيث يشتهي الكرملين".

وختم ستراتفور بالقول: "يمثل الصراع في اليمن رقعة شطرنج تتبارى فوقها القوى العالمية. وبالنسبة لروسيا، فإن امتلاكها قطعةً على الرقعة يمكن أن يكون وسيلة أخرى لتشكيل ديناميكيات المنطقة".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)