برزت مؤخرا مجموعة تسريبات توحي بقرب طي صفحة الرئيس الحالي لجامعة إب الدكتور طارق المنصوب بعد انتهاء الظرف الذي استدعى الحاجة له في ذات المنصب ولو صوريا.
تلك التسريبات بدأت تطفو على السطح مدعومة بعدد من المؤشرات منها الطريقة التي تتعامل بها الأطراف ذات العلاقة مع الرئيس الحالي للجامعة بما يوحي ويبرز مراميها ويظهر ما تخفي وراءها.
فالتململ الواضح من تلك الأطراف و ما يثار داخل الكواليس والتي تصل أحياناً للتصريح العلني بشكل إما مباشر أو غير مباشر ، وهو ما يرسخ كل يوم بأن شيئا ما يحدث خصوصاً مع تعمد بعض الشخصيات المتصدرة للمشهد الحالي في الجامعة في تصدير بعض الأزمات واختلاق المشاكل وإدخال الجامعة في أتون صراع وخلافات شخصية حتى لا يتاح أي أفق للرئيس الحالي بإنجاز شيئ يذكر ، وكل ذلك بهدف إيصال رسالة بوجود ضرورة ملحة للتغيير.
ومع وصول رئيس الجامعة الحالي إلى قناعة تامة بعدم جدوى وجوده في الموقع خصوصاً بعد تنصل حزبه المؤتمر الشعبي العام عن ترشيحه لرئاسة الفرع وإحجامه عن تقديم الدعم المناسب والمساندة له، بل والتدخل المباشر والمستمر في عمل الرجل من خلال وجود أكثر من شخص يشرف عليه ويوجهه.
ورافق تلك التسريبات بعض التكهنات حول هوية البديل لرئاسة الجامعة ، والترويج لعدد من الشخصيات مع طرح تساؤلات عن البدائل وعن هوية الشخصية الأبرز والأوفر حظاً لنيل المنصب المرموق للجميع من داخل الطرف ذاته وحلفائه.
أولى الشخصيات التي يتم الترويج لها والتي تعتبر الأوفر حظا والأكثر غموضاً واثارة للجدل داخل الوسط الأكاديمي هو الدكتور بشير العماد القادم من الدائرة العميقة لحزب المؤتمر الشعبي العام كونه يشغل منصب مسؤل دائرة الرقابة التنظيمية للحزب والممثل الشخصي للزعيم في الجامعة ومهندس التغييرات السابقة داخلها، وما يدعم هذا الخيار حالة التواجد الدائم للمذكور في المشهد اليومي للجامعة والظهور المستمر في جميع فعاليات واجتماعات رئاسة الجامعة وبصفة يومية، الأمر الذي يجعل منه المرجعية الأولى لرئاسة الجامعة بل أصبح واضحا للجميع أنه الرئيس الفعلي للجامعة منذ تعيين المنصوب.
في حين تذهب بعض التكهنات باتجاه الشخصية الصاعدة بقوة من خلال عمله كنائب لرئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أكرم الوشلي، خصوصاً وأن الرجل بدا مهتماً بفتح ملفات شائكة داخل الجامعة وتقديم نفسه كشخصية ذات نزعة تغييرية بحتة ، وما يعزز حظوظه تبنيه من قبل جماعة الحوثيين الشريك الفعلي للمؤتمر الشعبي العام في الجامعة كما في مختلف المؤسسات.
في حين تفيد معلومات مؤكدة داخل أروقة المؤتمر الشعبي تبني بعض الشخصيات النافذة في الحزب شخصية الدكتور محمد الجوفي النائب السابق في رئاسة الجامعة وعميد كلية التربية بالنادرة.
المعلومات أكدت أن تلك الشخصيات بدأت تضغط وبقوة لصالح الرجل تماشيا مع الحسابات الأخرى داخل الحزب نفسه بضرورة عودة الجناح السابق لقيادة الجامعة ممثلا بصاحب النفوذ الكبير القادم من أطراف المحافظة المسيطرة على قيادة الحزب وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة على السواء، وهو ما تؤكده مصادر مقربة ومطلعة بأن الشخصية المرموقة والنافذة داخل الحزب والجامعة الدكتور عبد السلام الجوفي يقف وبقوة مع هذا الخيار .
ومن المعلومات المتوفرة في هذا السياق وفقا للتسريبات تذهب أيضاً في اتجاه اختيار الدكتور عبد العزيز الوحش ذو الخلفية الاشتراكية والقيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض للمؤتمر.
ما عزز هذا الإتجاه المواقف التي أبداها الوحش طيلة الفترة الماضية وتقربه الذي لم يعد خافيا من سلطة ثورة 21 سبتمبر المجيدة والتي تجسدة في ظهوره العلني بجوار قيادة المحافظة ورئاسة الجامعة الحالية في كثير من فعاليات وأنشطة الجامعة والسلطة المحلية.
كما ذهب أصحاب هذا الخيار إلى أنه يأتي كرد لجميل الحزب الاشتراكي ومواقفه المشرفة وانحيازه إلى صف التحالف ضد العدوان القائم ، وكذا لعكس صورة ناصعة عن عدم الاقصاء للآخرين من قبل شركاء السلطة الحالية المتمثلة بالمؤتمر والحوثيين.
غير أن التململ الحاصل داخل أوساط نقابة أعضاء هيئة التدريس في الجامعة قد أبطأ من التسريع في التغييرات على النحو المذكور آنفا، وبهدف كسب رأي النقابة وإبداء حسن النية تجاه ما يجري داخل الجامعة من تضارب المصالح فقد رجحت بعض الأوساط وإن كانت قليلة شخصية الدكتور عبد الحكيم المنصوب الشخصية البارزة والناجحة داخل الجامعة خصوصاً وأن الرجل لا يحسب على أي طرف وهو ما تبرره تلك الجهات بتقديم شخصية الدكتور عبد الحكيم على البقية كونه الأوفر حظاً والأكثر قبولا من الجميع.