ذكر العديد من المصادر السياسية أن هناك خطوات متسارعة لإنهاء الحرب اليمنية مع اقتراب موعد انعقاد المباحثات المقبلة بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، وأن هذه الخطوات لا تقتصر فقط على إنهاء الحرب بقدر ما تهدف أيضا إلى ترتيب ما بعد استعادة سلطات الدولة في اليمن.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر قريب من صناعة القرار «أن التحركات المتسارعة في الوقت الحالي تهدف إلى ترتيب وضع ما بعد انتهاء الحرب واستعادة سلطات الدولة، حتى لا تنتهي الحرب إلا وقد تم ترتيب كل الخطوات اللاحقة».
وأوضح أن «ترتيب وضع اليمن لما بعد الحرب، قد يكون أهم من إغلاق ملف الحرب فيه، لأن اليمن تنتظره خطوات غاية في الأهمية بعد أن تضع الحرب أوزاها، حتى لا يدخل البلد في أتون حرب أهلية وفي دوامة صراع جديدة، اختلافا على الغنائم أو على تقاسم السلطة».
وأشار إلى أن جميع الأطراف المتحاربة في اليمن اندمجوا في ترتيب وضع اليمن لما بعد الحرب ما عدا الرئيس المخلوع علي صالح، الذي أجمعت كل القوى المحلية والإقليمية على إبعاده تماما وأفراد أسرته من المشهد السياسي المقبل، وهو ما حاول إيصال رسائل سياسية السبت الماضي، عبر حشد الكثير من أنصاره إلى ميدان السبعين لتأكيد أنه ما زال قوة فاعلة في البلد، ولا يمكن تجاوزه.
وذكر هذا المصدر أن من بين هذه التحركات استكمال «صفقة» تسليم العاصمة صنعاء من قبل المتمردين الحوثيين للسلطة الشرعية، بعد أن فتح الحوثيون قنوات للتواصل مع المملكة العربية السعودية، قائدة قوات التحالف العربي، الذي بدأت قواته العام الثاني من القصف الجوي لمعسكرات ومكامن القوة لدى الحوثيين وقوات المخلوع صالح، حيث أسفرت عمليات التواصل الحوثية السعودية عن إفراج الحوثيين عن 9 عسكريين سعوديين، مقابل إفراج السعوديين عن 109 حوثيين، حسب وكالة الأنباء السعودية التي أعلنت هذا الخبر أمس الاثنين، والذي يكشف عن عمق التواصل وعمليات التهدئة بين الجانبين، وهي العملية الثانية التي يتم فيها تبادل للأسرى بين جماعة الحوثي والسعودية، في ظل غياب كامل لدور الرئيس المخلوع علي صالح.
في غضون ذلك ذكرت مصادر وثيقة الاطلاع لـ»القدس العربي» أن ترتيبات غير معلنة ستكشفها الأيام القليلة القادمة، بدأت معالمها تتضح من خلال التحركات الميدانية المبهمة، والتي تتجه جميعها نحو هدف واحد وهو وضع اللمسات الأخيرة للتسوية السياسية القادمة التي تسعى الأمم المتحدة إلى إنجازها خلال المباحثات اليمنية اليمنية في الكويت في 18 الشهر المقبل، والتي من المتوقع ان تحقق نجاحا غير مسبوق مقارنة بالجولتين السابقتين من المباحثات المنعقدة في سويسرا، خلال الفترة الماضية.
وأوضحت أن من ضمن بنود هذه التسوية السياسية إغلاق ملف الحرب وترتيب الوضع السياسي في اليمن خلال فترة ما بعد الحرب، وتهيئة المناخ الأمني والاقتصادي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب،
مؤكدة أن هناك مشاورات عميقة بين كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لترتيب الوضع الجديد وإنقاذ اليمن من حالة الانهيار السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والإنساني، الذي بلغ مبلغا غير مسبوق في تاريخه الحديث، وأن هناك توافقا وشبه استعداد من كافة الأطراف للقبول بحلول منصفة للجميع بمن فيها الحوثيون، شريطة تخليهم عن السلاح وتسليم السلطات الحكومية للدولة الشرعية، وهو ما زال يرفضه الرئيس المخلوع علي صالح الذي يشترط بقاءه وأسرته في السلطة، غير أن الحوثيين تمردوا عليه ودخلوا في مفاوضات مع السعودية منفردين، وهو ما دفع به إلى تدشين عمليات التخلص من أعباء التحالف معهم والعمل منفردا، عبر عنه مؤخرا بالحشد الجماهيري في ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء السبت الماضي.
وأشارت إلى أن من بين الترتيبات المتسارعة أيضا لإنجاز التسوية السياسية في اليمن استدعاء قائد المقاومة في محافظة تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي إلى الرياض للقاء بقيادة التحالف العربي، والذي ذكرت المصادر أنه وصل في وقت متأخر من مساء أمس إلى العربية السعودية بعد رحلة طويلة عبر البر من محافظة تعز إلى محافظات عدن وأبين وشبوة ومأرب حتى اجتاز الحدود البرية السعودية.
وأوضحت أن قوات التحالف والسعودية تحديدا استدعته ربما لمناقشة الترتيبات النهائية للتسوية السياسية وإنهاء الحرب التي أنهكت الجميع في اليمن، ومناقشة الوضع السياسي والأمني في اليمن عقب انتهاء الحرب، حتى لا تتكرر الحوادث المخلة بالأمن التي شهدتها محافظة عدن بعد تحريرها من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي صالح في تموز (يوليو) الماضي.
من جانب آخر قال مصدر عسكري لـ»القدس العربي» إن مؤتمر رؤساء هيئات أركان الجيوش العربية والإسلامية المنضوية في إطار التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب المنعقد في السعودية خلال اليومين الماضيين، ناقش أربعة محاور شملت الجانب الفكري والجانب الاقتصادي والجانب الإعلامي والجانب العسكري والأمني.
واشار إلى أن هذا المؤتمر العسكري الرفيع ناقش الوضع اليمني، كما ناقش الوضع في سوريا والعراق وغيرهما من الدول الملتهبة، في محاولة منه للخروج برؤية عسكرية إسلامية موحدة لمكافحة الإرهاب والسعي إلى خلق استقرار سياسي وعسكري وأمني في هذه الدول التي عصفت بها الحروب الداخلية ودفعت بها نحو عدم الاستقرار.
خطوات متسارعة قبل محادثات الكويت بين الحكومة والانقلابيين لترتيب وضع ما بعد استعادة الدولة
(مندب برس- القدس العربي)