استبعدت مصادر سياسية مطلعة على خفايا العلاقة بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أي صدام مباشر بين الجانبين في الوقت الراهن، بعدما ظهرت في الأيام القليلة الماضية علامات تشير إلى توتر بينهما، خصوصا في صنعاء.
ولاحظ يمنيون يقيمون في صنعاء وجود حذر متبادل بين الجانبين، وذلك عشية الذكرى السنوية الأولى لانطلاق “عاصفة الحزم” التي تصادف اليوم السبت.
ودعا أنصار علي عبدالله صالح إلى حشد كبير في ميدان السبعين في المناسبة، يتوقع أن يتحدث فيه الرئيس السابق بنفسه، فيما دعا الحوثيون إلى حشد آخر في مكان آخر قريب من الكلية الحربية.
وأوضحت مصادر سياسية يمنية أن الجانبين اختارا مكانين مختلفين توجد مسافة بينهما تفاديا لاحتكاك بين أنصارهما.
وقالت إن علي عبدالله صالح أراد من الحشد الكبير الذي ينظمه حزبه “المؤتمر الشعبي العام” توجيه رسالة تحذيرية إلى الحوثيين من مغبة إتمام صفقة مع المملكة العربية السعودية على حسابه.
وقد شدّد في كلمة ألقاها قبل يومين عبر شاشة التلفزيون على أنّه لا يزال يعتبر الحوثيين حلفاء له، كما حرص في تلك الكلمة على توجيه “الشكر” إلى “حزب الله” على موقفه المعادي للمملكة العربية السعودية.
أما الحوثيون، فقد دعوا أنصارهم إلى “عدم الانجرار إلى المهاترات الإعلامية” مع المؤتمر الشعبي العام في إشارة إلى أن وقت المواجهة مع علي عبدالله صالح لم يحن بعد.
وفي رسالة للتهدئة وتبديد الشكوك بشأن الخلافات مع الرئيس السابق، قال صالح الصماد، رئيس المكتب السياسي للحوثيين، على حسابه في فيسبوك “إننا نحترم دعوة الأخوة في حزب المؤتمر الشعبي العام لإقامة فعالية جماهيرية بهذه المناسبة ونحن عل? تواصل مستمر في التنسيق والتنظيم”.
ومن المتوقع أن يلقي الصماد كلمة في المظاهرة التي ينوي تنظيمها صباحا أنصار صالح، على أن يتولى قيادي من حزب المؤتمر إلقاء كلمة مماثلة في المظاهرة الحوثية.
ولم يحمل خطاب زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، الجمعة، أي مؤشر على التهدئة مع السعودية، بقدر ما هاجم دول العالم، متهما مجلس الأمن بالتواطؤ مع التحالف العربي.
وقال في خطاب في الذكرى الأولى لـ"عاصفة الحزم" إن السعودية اشترت المواقف الدولية، واستنفرت كل وسائل الدعم والتأييد على نحو غير مسبوق، مؤكداً أن “مجلس الأمن وفر الغطاء للعدوان”.