الرئيسية > اخبار وتقارير > الدراما اليمنية: 8 مسلسلات تتنافس على إرضاء الجمهور في رمضان

الدراما اليمنية: 8 مسلسلات تتنافس على إرضاء الجمهور في رمضان

تسعى الدراما اليمنية إلى الحضور في الساحة المحلية على الأقل، في ظروف سياسية صعبة تواجهها البلاد منذ أكثر من عقد. يتركز الإنتاج الدرامي اليمني في رمضان، تلبيةً للقنوات المحلية التي تعيش تنافساً محموماً بمسلسل على الأقل هذا الشهر.

من وراء الكواليس، تتبعت "العربي الجديد" واقع الدراما اليمنية في الوقت الحالي. وبحسب مدير الإنتاج في قناة السعيدة، مروان الشميري، تتمتع الدراما اليمنية بفرص كبيرة لأن الواقع اليمني يختزل كثيراً من القصص والتجارب التي لم تُروَ بعد.

يشير إلى أنهم يسعون إلى تحسين جودة الأعمال الدرامية عاماً بعد آخر، برغم الصعوبات التي يواجهونها، موضحاً أن عدم وجود بنية تحتية في هذه الصناعة، مثل الأكاديميات وقلة الخبرات الفنية، يمثّل أحد العوائق التي تواجه الإنتاج. وعلى سبيل المثال، يعاني الصنّاع في اختيار شخصيات لأدوار ثانوية مدربة، فيضطرون إلى البحث عن أشخاص يجسّدون هذه الأدوار، لم يسبق لهم الوقوف أمام الكاميرا، ثم يدرّبونهم، بينما في بلد مثل مصر، لديها أكاديميات، يمكن توفير العشرات من المدربين لهذه الأدوار. هذه تفصيل مما تواجهه صناعة الدراما اليمنية التي ما زالت تعمل بكوادر تعتمد على التعلم الذاتي.

يرى الشميري أن مستقبل الدراما في اليمن يعتمد على عدم التراجع في حجم الإنتاج الحالي، أي وفقاً للزيادة التي شهدتها السنوات الأخيرة، بعد أن كان حجم الإنتاج لسنوات طويلة يقتصر على عمل أو عملين في العام. تعرض قناة السعيدة مسلسلين في رمضان 2025، أحدهما الجزء الثاني "دروب المرجلة". ووصل عدد الأعمال الدرامية لرمضان الحالي إلى ثمانية مسلسلات، أبرزها "الجمالية" على قناة يمن شباب، و"دُرّة" على قناة المهرية و"طريق إجباري" على قناة بلقيس. هذه المرة الأولى التي تنتج قناة بلقيس مسلسلاً تلفزيونياً بعد أن ظلت تقتصر على طابع إخباري منذ تأسيسها عام 2014. وسبق أن وصل الإنتاج الدرامي إلى رقم قياسي خلال عامي 2022 و2023 بما يزيد عن عشرة مسلسلات. وهي حصيلة ضعيفة مقارنة بالإنتاج في بلدان عربية أخرى.

يتفق مدير الإنتاج في قناة يمن شباب، أسامة الصالحي، على وجود تحسن ملحوظ في صناعة الدراما، لافتاً إلى أن المشاهد اليمني لن يتقبل اليوم مسلسلات مثل "كيني ميني" أو "كشكوش" التي أحدثت ضجة وقتها بالنسبة للجمهور، لأنه أصبح يرى إمكانية إنتاج أعمال بجودة أفضل نسبياً. يؤكد الصالحي أن التنافس الدرامي ساعد العاملين في هذا المجال على التحسن، بمن في ذلك الممثلون الذين يتفاوت أداؤهم من مسلسل إلى آخر. يساهم هذا التنافس في تحسين بيئة العمل، وتوفير فرص أكثر. يقول إنه كان في السابق يتوفر مونتير واحد يتداوله منتجو المسلسلات دورياً، لكن الآن أصبح هناك عدد منهم. من شأن ذلك، برأيه، أن يؤدي إلى تشكيل بنية تحتية لا بأس بها في صناعة الدراما. لكنها تبقى محدودة من دون وجود معاهد وأكاديميات تأهيل للفنانين والعاملين في هذا القطاع، خلافاً لعدم وجود مدينة إنتاج او استوديوهات، ما يضطر بعضهم إلى تصوير أعمالهم خارج اليمن.

ما زال بعض المنتجين يتعاملون مع كوادر عربية؛ فمسلسل "طريق إجباري" الذي تعرضه قناة بلقيس اعتمد على مخرج ومدير تصوير مصريين. هذه ليست المرة الأولى، إذ سبق أن عَمِل فنيون من سورية والأردن في مسلسلات يمنية.

في هذا السياق، يقول مدير تصوير مسلسل "دروب المرجلة 2"، رحيم الصالحي: "نفتقر إلى كثير من الكوادر المؤهلة في مجالات عدة، مثل متخصصي الآرت والإضاءة والديكور والملابس والميك آب، وغيرها". يتابع: "بسبب عدم وجود استوديوهات، نضطر في كثير من الأحيان إلى التصوير في منازل المواطنين". لكن ذلك من وجهة نظره، يتطلب اهتماماً ببعض التفاصيل، مثل الديكور والإضاءة لاضفاء حس جمالي.

بدأت صناعة الدراما في اليمن مع مسلسل "وجوه مستعارة" في عام 1976، أي بعد 16 عاماً من بدء صناعة الدراما في مصر وسورية (1960). لكن الإنتاج اليمني اقتصر على التلفزيون الرسمي وفي شهر رمضان. يقول الشميري إن ارتفاع حصة القنوات من الإعلانات المحلية خلال رمضان، سمح لهم في تغطية تكاليف الإنتاج الدرامي، من دون أن يخفي أن الظروف الاقتصادية تهدّد هذه الصناعة بسبب عزوف الشركات والمعلنين عن زيادة ميزانية الإعلانات. يؤكد أنه بإمكانهم إنتاج أعمال أكثر للموسم الرمضاني، تُعرض أسبوعياً، خصوصاً إذا توفرت سيناريوهات مناسبة.

يشدّد على أن واحدة من أكبر الإشكاليات التي يواجهونها تكمن في عدم توفر كُتّاب سيناريوهات محترفين، باستثناء قلة، ما يجعلهم يتأخرون في إنتاج أعمالهم قُبيل رمضان.

من هذه الناحية، يؤكد أسامة الصالحي أن هناك توجّهاً لظهور أعمال درامية خارج رمضان. كانت قناة يمن شباب قد أنتجت عملين، أحدهما "يوميات مواطن" الذي عُرض أسبوعياً خلال العام السابق، وحقق نجاحاً. يقول الصالحي إنه مع نجاح التجربة، قد تُبادر بقية القنوات لإنتاج أعمال درامية خارج الموسم الرمضاني، مشيراً إلى أن هناك توجهاً لدى قنوات أخرى لإنتاج أعمال درامية خارج هذا الموسم.

تحتاج صناعة الدراما إلى مزيد من الاستثمارات التي ستساهم في تحسين البنية التحتية وتأهيل كوادر أكثر احترافية في كل المجالات. وفي وضع سياسي مضطرب، كما هو الحال في اليمن، من الصعب أن تشهد هذه الصناعة زيادة كبيرة في الاستثمارات.

يقول أسامة الصالحي إن حجم الإنتاج في الوقت الحالي مُهدّد بسبب اعتماد بعض القنوات على التمويل. وفي حال انقطاع التمويل عن تلك القنوات، فإن إنتاجها سيتوقف بالضرورة، بينما ستستمر القنوات التي تعتمد على التمويل التجاري، مثل الإعلانات، أو تسويق أعمالها لقنوات عربية. تعيش صناعة الدراما مرحلة مختلفة منذ عدة سنوات، قد تكون مجرد طفرة، وهو ما يمكن استشفافه من نظرة العاملين في هذه الصناعة، فما زالت آمالهم تحتاط بواقع غير قابل للتنبؤ، بسبب الظروف السياسية والاقتصادية. ينعكس التدهور الاقتصادي على قدرة الشركات اليمنية على زيادة الإنفاق في الإعلانات، وهذا يحد زيادة الإنفاق على الإنتاج الدرامي بالنسبة للقنوات.

 

كما أن الواقع السياسي غير المستقر يعوق بيئة العمل؛ إذ يسعى بعض القنوات والمنتجين إلى عدم إثارة حساسية بعض أطراف النفوذ في اليمن. وهناك عوائق في الحصول على تصاريح لتصوير الأعمال، فلا تسمح جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها بمنح تصاريح لأعمال درامية ليست من إنتاج الشركات أو القنوات التابعة لها، فيما يتعرض المنتجون لمضايقات في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي.

هذه العوامل دفعت المنتجين إلى تصوير أعمالهم في تعز، بسبب التسهيلات التي منحتها السلطات في المدينة، ونتج عنها تصوير خمسة مسلسلات خلال هذا العام. ومع هذا التوجه، يمكن أن تكون تعز مركزاً لصناعة الدراما في المستقبل. غير أن هذا الفضاء الممنوح للمنتجين في المدينة، يواجه محاولات من شأنها تقييده. وبحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، يسعى مكتب ثقافة تعز إلى ممارسة دور رقابي بوصفه الجهة المخولة لمنح التصريحات لتصوير الأعمال الدرامية.

من خلال حال صناعة الدراما اليمنية، يبدو أن هناك شيئاً جيداً وآخر ليس كذلك. نظراً إلى الإمكانيات المتاحة، فإن الدراما اليمنية حققت تقدّماً لافتاً مقارنة بالسنوات السابقة

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)