الرئيسية > اخبار وتقارير > باحث اماراتي: «عاصفة الحزم» منعت إيران من السيطرة على باب المندب ونقطة تحول للامارات

باحث اماراتي: «عاصفة الحزم» منعت إيران من السيطرة على باب المندب ونقطة تحول للامارات

باحث اماراتي: «عاصفة الحزم» منعت إيران من السيطرة على باب المندب ونقطة تحول للامارات

أكد الباحث بمركز الإمارات للسياسات في أبوظبي، محمد برهومة، أن دولة الإمارات في سياق متابعتها لدورها المتصاعد والمؤثر في السياق الإقليمي، لم تقف موقفاً سلبياً أو مكتوفة الأيدي أمام النوايا الإيرانية بالتمدد والهيمنة في المنطقة العربية.

وكان تحرك الحوثيين في اليمن، بدعم إيراني وبالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، جرس إنذار للدبلوماسية الإماراتية من أن التطورات الميدانية في اليمن لا تنفع معها ما اشتهرت به دولة الإمارات من دبلوماسية «القوة الناعمة»، وخلصت مؤسسات صنع القرار في الإمارات إلى أن أمن السعودية ومنطقة الخليج في خطر، والإمارات ترى أن أمنها واستقرارها غير منفصلين عن أمن السعودية واستقرارها.

وأكد برهومة أن ما زاد من قلق الإمارات أن التحرك الحوثي المتسارع وقتذاك للاستيلاء على كامل السلطة في اليمن تزامن مع تصريحات مسؤولين إيرانيين عن أن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية (بغداد، بيروت، دمشق، صنعاء)، وأن «جماعة الحوثيين في اليمن هي أحد نتاجات الثورة الإيرانية».

مواجهة الهيمنة

وأشار الباحث في مركز الإمارات للسياسات إلى أن الدبلوماسية الإماراتية توصلت إلى أن تصريح طهران عن «مصالح إيرانية أمنية في اليمن» يعيد تعريف الجغرافيا عبر مصطلحات الهيمنة، وأدركت الإمارات أن وقت استخدام القوة في مواجهة هذه التحديات حان أوانه، فعندما تقدم الحوثيون باتجاه معاقلهم في محافظة عمران، التي فتح سقوطها بأيديهم الطريق إلى العاصمة صنعاء.

جاءت استجابة دولة الإمارات قوية وسريعة وفاعلة لتشكيل التحالف العربي، بقيادة السعودية والبدء بـ«عاصفة الحزم» لإعادة الشرعية في اليمن، ومنع ميليشيات الحوثيين من السيطرة على السلطة في اليمن، وتهديد جنوب الجزيرة العربية، والعمل على قطع الطريق على إيران من أن يكون لها في اليمن رأس حربة، يمكنها من السيطرة على مضيق باب المندب، والإمساك بمفتاح الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس.

المنظومة الأمنية

وأضاف أنه لو ترك الحوثيون من دون رد خليجي فإن ذاك يعني أن المنظومة الأمنية لشبه الجزيرة كانت لتتبدل جذرياً لصالح تمدد النفوذ الإيراني على حدود السعودية، ولذا شاركت الإمارات في «عاصفة الحزم» بأكبر أسطول من الطائرات الحربية بعد السعودية.

وكان الدور العسكري الإماراتي الميداني مفصلياً وأساسياً في عملية «السهم الذهبي»، وقيادة عملية تحرير مدينة عدن من الحوثيين، وإعادة بناء مؤسسات الشرطة في المدينة، إلى جانب تأهيل مطار عدن وإصلاح محطات الكهرباء والبنى التحتية.

وقال برهومة، إن الإمارات أوضحت أن الاستقرار في اليمن هو الأداة الأساسية لتجفيف منابع تنظيم القاعدة وتأمين الملاحة البحرية وانسيابية مرور النفط عبر باب المندب، وكل هذا يؤكد أن لا مشكلة لدول الخليج والإمارات في دور سياسي للحوثيين، بعيداً عن إرهاب السلاح والمليشيات.

ولولا الوجود العسكري السعودي ـ الإماراتي على الأرض في اليمن لما أمكن صدور قرار الأمم المتحدة 2216 الذي قدم غطاء شرعياً أممياً لـ«عاصفة الحزم» والتحرك الخليجي.

رسالة ردع

وكانت مشاركة الإمارات في «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية رسالة ردع مهمة مفادها بأن الإمارات ليست لقمة سائغة، وأن خلف نموذجها التنموي وقوتها الناعمة أنياباً وطنية تحمي هذا النموذج، وتسند تلك القوة الناعمة، فالمشاركة وضعت في إطار التفكير الاستباقي لحماية هذا النموذج من التهديد، من هنا كانت سلسلة النجاحات الإماراتية ضد المتمردين الحوثيين انعطافه جوهرية ونقطة تحول تاريخية في مسار تطور العقيدة العسكرية والدفاعية لدولة الإمارات.

ورأى الباحث أنه لا شك في أن استراتيجية الإمارات العسكرية الجديدة هذه لا تعمل بكفاءة واقتدار فقط، كما دلت التجربة في عدن وغيرها، بل إنها تشكل أيضاً نموذجاً ناجحاً للإقبال على مزيد من المحاولات والشراكات العسكرية، في حال كان هذا التدخل هو الخيار الوحيد لحماية المصالح الخليجية ودرء الأخطار والتهديدات عن الدولة.

ولم يكن أمام الإمارات من سبيل لإثبات ذلك إلا بالتضحيات وبذل الغالي في مأرب وعدن وتعز دفاعاً عن حياض الوطن ونصرة الأشقاء في اليمن، وهي ثقافة للأجيال الصاعدة في دولة الإمارات، من شأنها صقل الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الوطنية وإدراك أن الأمن والاستقرار يبنى بالتضحيات والانتماء.

علاقات استثنائية

ولفت برهومة إلى أن حملة مناصرة الشرعية في اليمن عززت العلاقة المتينة بين السعودية والإمارات على صعيد الخليج والدول العربية، واستهدف الترابط بين رؤية الدولتين في اليمن توافقاً استراتيجياً حول عالم عربي محصن ضد التدخل الإقليمي.

وأعلن صاحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن السعودية تمثل حجر الأساس للخروج بالمنطقة العربية من حالة عدم الاستقرار التي تعصف بها. كما أكد سموه أن قراءة القيادة السعودية للتطورات في المنطقة هي قراءتنا في الإمارات.

وختم الباحث في مركز الإمارات للسياسات بالقول إن دولة الإمارات ترى أن امتحان اليمن، برغم كلفته العالية، يمثل إطاراً واعداً لضمان أمن الخليج العربي في فترة صعبة حرجة، وبما يعيد هيكلة المشهد الاستراتيجي في الخليج العربي بشكل إيجابي.

وتقدر الإمارات أنها والسعودية «أقوى اليوم وأكثر مناعة برغم التحديات المتربصة، وأن التطور النوعي في العلاقات السعودية ـ الإماراتية يجعل البلدين أكثر تفاؤلاً وقدرة».

الأمن الخليجي

أكد الباحث بمركز الإمارات للسياسات في أبوظبي، محمد برهومة، أن «عاصفة الحزم» كانت رسالة واضحة بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحلفاءه العرب لن يسمحوا بخروج اليمن من عباءة المجال الحيوي لمجلس التعاون.

فاليمن وإن لم يكن عضواً في المجلس فإنه جزء من الفضاء الأمني لشبه الجزيرة العربية وبحر العرب والبحر الأحمر، وهذه الرسالة وصلت إلى حد كبير، ويبقى الآن تحدي استثمار ذلك في بناء عملية سياسية عادلة ومستدامة تقود مسيرة إعادة الإعمار والتأهيل في اليمن.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار