الرئيسية > اخبار وتقارير > متمردو صالح والحوثي وجهاً لوجه في الشارع في مسيرات السبت

متمردو صالح والحوثي وجهاً لوجه في الشارع في مسيرات السبت

متمردو صالح والحوثي وجهاً لوجه في الشارع في مسيرات السبت

:”الأخوة والأخوات، المؤتمريين والمؤتمريات، أدعوكم يوم السبت المقبل التوجه إلى ميدان السبعين لتعبّروا عمّا في صدوركم ضد هذا العدوان البربري الغاشم”. بهذه الدعوة اختتم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح كلمته لجماهيره الحزبية في العاصمة صنعاء، اليوم الخميس.


هذه الدعوة لم تكن عادية، وفقاً للعديد من المحللين السياسيين، بقدر ما كانت تحدياً، ليس لخصومه فحسب، وإنما أيضاً لحلفائه الذين يشاركونه التمرد على السلطة الشرعية في البلاد، منذ منتصف يوليو2014، عندما اجتاحت قوات التمرد الحوثي المدعومة من قوات صالح محافظة عمران، الحزام الأمني الأول للعاصمة صنعاء.


وأرجع المحلّلون ذلك إلى أن صالح اتخذ قرار خروج أعضاء حزبه وأتباعه ومناصريه في مسيرة حاشدة بشكل منفرد عن الحوثيين لأول مرة، للتعبير عن التنديد بالغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية، وذلك في الذكرى الأولى لانطلاقة عمليتها الأولى (عاصفة الحزم) وما تلاها من عملية (إعادة الأمل) في اليمن.


وعلمت “القدس العربي” من مصادر سياسية قريبة من حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح صالح أن “قرار صالح بإخراج هذه المسيرة الكبيرة بشكل منفرد يكشف عن حجم الاختلافات التي طرأت مؤخراً بين صالح والحوثي، مع اقتراب موعد المباحثات المقبلة، والذي أعقب تخلي الحوثيين عن صالح، وذهابهم للتباحث مع السعودية منفردين، متجاهلين صالح وحزبه”.

 


احتمالات مجزرة

وأوضحت المصادر أن “صالح أراد توجيه صفعة قوية للحوثيين للانتقام منهم على تجاهلهم له، ورد الصاع صاعين، عبر كشفهم على حقيقتهم، وكشف حجمهم الحقيقي في الميدان، وأن قوة حضورهم في الشارع اليمني عموماً باسم الحوثيين لم يكن إلا عبر عناصر حزب صالح المدنيين والعسكريين”.

 


وأضاف أن الذي أغاظ الحوثيين من هذه المسيرة المنفردة باسم حزب المؤتمر، التوجيهات الصارمة التي طالبت المتظاهرين برفع صور صالح وشعارات حزب المؤتمر فقط، وعدم رفع أي صورة أو شعار للحوثيين، وهو ما دفع بالحوثيين إلى محاولة إفشال إقامة هذه المسيرة، التي من المقرر أن تقام في ميدان السبعين الرئاسي جنوبي العاصمة صنعاء، صباح يوم السبت، وذلك عبر استخدام سلطتهم الثورية في العديد من الوسائل في أجهزة الدولة، ومنها رفض إعطاء إجازة لموظفي الدولة في ذلك اليوم، ومنع إخراج طلبة المدارس والجامعات لحضور هذه المسيرة، كما جرت العادة في المسيرات التي كان ينظمها نظام صالح خلال فترة حكمه.

 


ولجأت جماعة الحوثي إلى اتخاذ قرار مماثل بإقامة فعالية مشابهة بإحياء الذكرى الأولى للعمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن، في مسيرة منفردة باسم الحوثيين بعد ظهر السبت في ملعب الثورة الرياضية، شمالي العاصمة صنعاء، وهو أكبر ستاد رياضي في العاصمة صنعاء، وتعميم قرار برفع شعارات وصور الحوثي فقط، وعدم رفع أي صور وشعارات لحزب صالح، من قبيل المعاملة بالمثل.

 


وفي الوقت الذي تتردد فيه أنباء مسرّبة عن احتمالات ارتكاب مجازر في مسيرة السبعين التابع لحزب صالح، عبر مؤامرة داخلية أو خارجية، سواء عبر تفجير إرهابي، أو قصف صاروخي، وتحميل قوات التحالف العربي المسؤولية، أو على الأقل إرجاع العملية لعناصر “القاعدة”، لإظهار أن علي صالح وحزبه خصوم لـ “القاعدة”، وبالتالي هو الأجدر بالحصول على الدعم الغربي لمكافحة القاعدة في اليمن، وخاصة بعد شعوره بأن المجتمع الدولي بدأ يميل نحو الحل السلمي، مع الإبقاء على الحوثيين في العملية السياسية المقبلة، بعد أن تضع الحرب أوزارها، مع إزاحة صالح وأعضاء عائلته وجناحه الحزبي عن المشهد السياسي اليمني.

 


ورقة الإرهاب


وقال مصدر عسكري لـ “القدس العربي” “إن صالح يلجأ دائماً إلى استخدام ورقة الإرهاب في استجدائه للتعاطف الغربي، عند كل ضائقة سياسية أو دبلوماسية، ويقدم لهم التسهيلات الكبيرة في كل منعطف خطير يمرّ، وهو ما حصل بالضبط في 2011 عندما شعر أن الغرب بدأ يتعاطف مع الثورة اليمنية التي خرجت ضده، وحالياً أعطى معلومات استخباراتية، وتسهيلات لوجستية للطائرات الأمريكية بدون طيار، للقيام بمهمة قصف معسكر القاعدة في منطقة حجر في محافظة حضرموت قبل 4 أيام”.


وأضاف المصدر أن صالح رمى بكل أوراقه في الوقت الراهن لكسب ود العالم الغربي للإبقاء عليه وعلى أسرته في المشهد السياسي المقبل، بما في ذلك تسهيل خروج بقية اليهود اليمنيين من بلاده، مع أقدم توراة موجودة في اليمن، والتي يزيد عمرها على 800 عام وتعد من أهم الوثائق الدينية اليهودية القديمة، حيث احتفت السلطات الاسرائيلية قبل أيام بوصول نحو 19 يهودياً يمنياً برفقة هذه النسخة من التوراة والتي لعبت فيها الخارجية الأمريكية دور الوسيط في إتمام هذه العملية التي وصفت بـ “العملية السرية”.

 


وأيا كانت مستويات وأعداد وسلامة مسيرات السبت المقبلة، التي سيقيمها أتباع صالح، وكذا نظيرتها التي سيقيمها الحوثيون، فإنها دون شك سيكون لها ما بعدها من تداعيات بين الطرفين المتحالفين، لما قد تخلّفه من حساسيات متصاعدة بينهما، والذين قد تكون هذه الفعاليات بمثابة (القشّة) التي قد تقصم ظهر بعير هذا التحالف، الذي تكوّن كجبهة لمواجهة النظام الشرعي بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، في محاولة من الحوثيين لتمدد نفوذهم وطموحهم الطائفي، وكذا تحقيق هدف المخلوع صالح في الانتقام من خصومه السياسيين الذين أطاحوا بنظامه عبر ثورة 2011، ضمن موجة ثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة العربية.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار