الرئيسية > اخبار وتقارير > "الإصلاح والمؤتمر" رهن إعــتـقـال قيادات هرمة.."مندب" في دهاليز المعتقل

"الإصلاح والمؤتمر" رهن إعــتـقـال قيادات هرمة.."مندب" في دهاليز المعتقل

"الإصلاح والمؤتمر" رهن إعــتـقـال قيادات هرمة.."مندب" في دهاليز المعتقل

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوة لإعادة هيكلة قيادات الأحزاب السياسية اليمنية ، الأحزاب التي تحولت إلى أشبه بدكاكين خاصة ، بفعل سيطرة أفراد عليها عملوا على تعطيل الحياة  ، وزرع الجمود القاتل في بعض التنظيمات السياسية في البلاد.

"مندب برس" سيغوص في دهاليز الأحزاب السياسية اليمنية ضمن سلسلة تقارير ستنشر لاحقاً ، سنبدأ مع حزبي المؤتمر والإصلاح ، القوتين الكبيرتين على الساحة اليمنية ، ما تزالان رهن اعتقال أشخاص في الثمانينات والسبعينات من أعمارهم ، حيث يرتبط المؤتمر بـ"صالح وهادي" ، فيما يعرف الإصلاح منذ سنوات تأسيسه الطويلة بـ"آلانسي واليدومي".

مشروع الحمدي

تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام ، في 24 أغسطس 1982م ، حيث ظل الحزب الحاكم أو حزب "الحاكم " كما كان يصفه بعض السياسيين ، ظل  قابضاً على مقاليد السلطة والساحة السياسية لما يقارب الثلاثة عقود من الزمن ، فيما ظل "الرئيس" هو رئيس الحزب وصاحب الأغلبية الكاسحة بالبرلمان ويشكل الحكومات المتتالية في كل مرة .

وقام الحزب على جملة من المبادئ منها أنه "لا حرية بدون ديمقراطية, ولا ديمقراطية بدون حماية, ولا حماية بدون تطبيق سلطة القانون"، وفي المجمل تعبر مبادئه عن الوحدة الوطنية ركنا وأساسا للوحدة العربية والتنمية والتسامح والوسطية.

يُعتبر الرئيس ابراهيم الحمدي هو مهندس فكرة المؤتمر الشعبي العام ، لكنه أغتيل قبل اكتمال الحلم ، حيث كان تشكيل المؤتمر مشروع مُتقدم في شمال اليمن الذي مزقته الإحترابات الداخلية ، والتفت أغلب الأقطاب اليسارية والقومية والإسلامية تحت هذه المظلة الواسعة التي تحكمه آلية تنظيمية سميت بالميثاق الوطني.

 

بداية استيطان صالح

كان أول مؤتمر للحزب في أغسطس 1982م ، حيث بدأ المؤتمر أعماله برئاسة حسين عبدالله المقدمي رئيس لجنة الحوار الوطني, وباشر المؤتمريون انتخاب هيئة المؤتمر بفتح باب الترشيح تم التصويت فكانت النتيجة كما يلي، العقيد علي عبد الله صالح رئيسا ، الدكتور عبد الكريم الإرياني نائباً، حسين عبد الله المقدمي نائباً.

وخلال المسيرة التالية لتوليه ، عمل الرئيس صالح على رفد الحزب بكوادر محروقة وفاشلة سياسياً أمثال سلطان البركاني وعبده الجندي ويحيى الراعي وعبدالرحمن الأكوع وحمود عباد وهي الشخصيات التي ستظل ترافقه حتى بعد انطلاق ثورة الشباب في 2011م .

وتعرضت القيادات المؤسسة للحزب من ذوي الخبرة والكفاءة الى تهميش الرئيس أمثال، عبدالسلام العنسي ، أحمد الأصبحي ويحيى العرشي ، مقابل الدفع بشبان يفتقرون الخبرة  السياسية الى المقدمة قدم بعضهم من أطياف أيديولجية مختلفة أمثال معمر الإرياني وطارق الشامي وياسر العواضي .

وتداول على الأمانة العامة للحزب ، عبدالكريم الإرياني ،  عبدالقادر باجمال ، علي محمد مجور ، عبدربه منصور هادي ، عبدالسلام العنسي، وأخيراً قرار لرئيس الحزب صالح بتعيين عارف الزوكاً بدلاً عن الرئيس هادي .

وخلال مراحل النصر المتكررة في الانتخابات المتتالية ، شعر حاكم الحزب أن حزبه الحاكم أضحى لا يسئل عما يفعل ، وبالتالي لم تكن تجد كلام المعارضين وتحذيرات المنظمات الدولية آذانا صاغية ، وزاد تضخم الفساد، وتزوير الانتخابات وغياب الشفافية، وتعطيل فاعلية القضاء، وتطويع الجيش للحاكم ، وغيرها من الممارسات .

 

محاولات لتمدد صالح

حرص الرئيس صالح، رئيس الحزب، على التمدد نحو قيادات الأحزاب الموجودة على الساحة ، بالإضافة الى استقطاب شخصيات بارزة في المعارضة الى صفه ، كان ينجح أحياناً ويفشل في أحايين أخرى .

حاول صالح دمج الإشتراكي مع حزبه ، وهو الأمر الذي طرح في العام م1989 ، حيث تم طرح بديل  اندماج الحزبين في حزب واحد  في اللقاء الذي عقد بتعز بين سالم صالح عضو المكتب السياسي للإشتراكي وبين عبدالكريم الإرياني عضو اللجنة الدائمة .

اندمج الشطران واشترك الحزبان في تشكيل حكومة الأئتلاف ،لكن الحرب اندلعت بين الحزبين في العام 94م  دفعت بالرئيس صالح وحزبه الحاكم إلى التعامل مع الجنوب كغنيمة ، وجرى إقصاء كوادر وقيادات الحزب الاشتراكي من مؤسسات الدولة، ونُهبت مساحات شاسعة من أراضي الجنوب، لصالح أفراد نافذين في الحزب الحاكم.

استطاع صالح بفضل الاستخراج التجاري للنفط والتحرير الاقتصادي من تشويه السياسة الحزبية والتلاعب بها ، حيث اختار المحسوبية كإصلاح سريع يسمح له بتجاوز عملية بناء الدولة الشاقة، فيما كانت الأموال والتهديدات هي الطريقة التي يتعامل بها مع معارضيه .

عمل صالح على استقطاب قيادات بارزة من الأحزاب اليمنية لحزب الحاكم ، كما حدث مع أمين حزب الإصلاح الإسلامي عبدالملك منصور ، والكاتبان الصحفيان البارزان في حزب الإصلاح نصر طه مصطفى ونبيل الصوفي والأكاديمي سيف العسلي ، بالإضافة عبده الجندي وسلطان البركاني"ناصري" وقاسم سلام "بعث" وطارق الشامي "اتحاد القوى" واحمد الصوفي وياسر اليماني"اشتراكيان" وغيرهم .

بداية صعود هادي

تولي الرئيس عبدربه منصور هادي في العام 2012م مقاليد السلطة في البلاد اثر تنحي الرئيس علي صالح عقب الاحتجاجات الشبابية التي نادت برحيله من السلطة ، تحول صالح الى رجل مغمور فيما بدأ الرجل الغمور بالصعود لرئاسة البلاد .

كان أول من فجر دعوة رحيل صالح من حزب المؤتمر الشعبي العام ، هو القيادي البارز في الحزب عبدالسلام العنسي ، دعا صالح إلى سرعة الاستقالة من منصبه من رئاسة الحزب وتسليمها للرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال العنسي وهو من القيادات التاريخية في مبادرة عقب تنحي الرئيس صالح من السلطة في العام 2011م ،  إن المؤتمر يجب أن يعقد اجتماعاً عاجلاً يعلن صالح من خلاله تسليم رئاسة الحزب الى الرئيس هادي  من "اجل المؤتمر والوطن ويستقيل من رئاسة المؤتمر نظرا لظروفه الصحية ويطلب من اعضاء اللجنة الدائمة تزكية هادي رئيسا للحزب"

تمسك صالح برئاسة الحزب ، وكان هو النافذة التي يطل عليها لأنصاره ، اُطلق عليه "الزعيم" وبدا متمسكا بنصف الحكومة التي منحته له المبادرة الخليجية ، فيما كان قرار اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي وهي أعلى هيئة في الحزب تخضع لنفوذه .

أما هادي فقد استطاع بشكل محدود استمالة القليل من القيادات ، من أبرزها الدكتور عبدالكريم الإرياني ، وعدد من قيادات الحزب في المحافظات الجنوبية ، التي انضمت اليه لإرتباطات مناطقية .

 

صراع هادي وصالح

تصاعد الصراع بين صالح وهادي على زعامة حزب المؤتمر الشعبي ،  حيث يستميت صالح في البقاء على رأس المؤتمر الشعبي العام كآخر منبر سياسي له، فيما يحاول الرئيس هادي  إستخدام نفوذه القوي في رئاسة البلاد للسيطرة على الحزب ، وما بين العداء المستميت بين الرجلين يهدد الحزب بالتآكل من الداخل .

ولعل المفارقة الأعجب ، هي تنازع الرجلين قيادة الحزب ، بينما كلا شرعيتهما منتهية أصلا إذ أنه كان من المفترض أن يعقد الحزب انتخاباته الداخلية في العام 2009 ولكن لم يحدث ذلك مطلقا.

وكان صالح قرر في اجتماع للجنة العامة للحزب في 8 نوفمبر المنصرم عزل هادي والإرياني ردا على قرار لجنة العقوبات التابعة لـمجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات عليه واثنين من قادة جماعة الحوثيين، معلنا أن العقوبات جاءت بطلب من هادي.

وبرر صالح عزل هادي بقوله إن "هادي ليس متفرغا للحزب، لأنه مشغول بأمور الدولة، وتم اختيار أمين عام متفرغ، ونائبين لرئيس المؤتمر متفرغين بدلا عن السابقين"، فيما يتهمه خصومه بأنه أضحى محروقاً سياسياً  وأن المؤتمر ليس ملكية خاصة به ولائحته تقول ان رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب .

وعود الزعيم ومستقبل الحزب

وخلافاً لما يطرحه رئيس الحزب علي صالح من دعوته بشكل متكرر لإتاحة الفرصة للشباب لقيادة الأحزاب ، الا انه ما يزال منذ ثلاثة عقود يرفض مغادرة الحزب ، وغالباً ما كان المنبر الأول لممارسة نشاطه السياسي عقب تنحيه عن السلطة.

 وفي احدى لقاءاته مع شباب من الحزب بداية العام المنصرم قال صالح " ادعو إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب خصوصاً على مستوى الأحزاب السياسية ، قيادة هذه الأحزاب لم تتغير منذ بداية التعددية السياسية ".

يرى مراقبون ان حزب المؤتمر أمام تهديد حقيقي في حال ظلت تداعيات الإنقسام حاصلة الأمر الذي سيؤدي الى تحويله الى حزب صغير من الأحزاب التي كان يسخر منها علي صالح في خطاباته ، داعيين الى سرعة اجراء تغيير في الحزب ، واحداث تقارب بين تياري الزعيم والرئيس لإستعادة الحزب عافيته ونفوذه التنظيمي.

الكاتب الصحفي رياض الأحمدي ، يعتبر بقاء صالح في رئاسة الحزب عامل قوة  في هذه المرحلة، لأن الوضع في البلد غير اعتيادي لا يسمح بالحديث عن مؤسسية وغير ذلك، يشير الى أن طبيعة المؤتمر كحزب نشأ في السلطة ومن تيارات مختلفة في فترة حكمه يؤكد ما طرح .

وأوضح في حديثه لـ"مندب برس" أن صالح يمثل مركز للحزب وببقائه استطاع المؤتمر أن يحافظ على وحدته رغم خروجه من السلطة وإن بشكل غير كامل، وأردف" أي حزب أو تنظيم هو عبارة مركز قوي يلتف حوله الأعضاء والمناصرون انطلاقاً من عوامل منها مشروعه وثقتهم بقيادته".

ورأى أن مسالة ابعاد صالح، في هذه المرحلة، يدفع بإتجاه تفكيك المؤتمر ويتوزع في المراكز الجديدة، كالحوثي والحراك والمكونات المناطقية. والتوريث، وإن كان مشكلة في الظروف الاعتيادية، إلا أنه في هذه الظروف، يحافظ على "شبابية" الحزب، ولا يكون معتمداً على الشخصيات القديمة.

 لذلك ميزات صالح أنه، بتاريخه ومكانته وخبرته، لديه من أبنائه وأقاربه من يساعدونه فيعطون للحزب حيوية قيادات شابة تعمل بشكل أو بأخر، وفي ظروف أخرى يمكن أن يختلف هذا التقييم، يضيف"لا يوجد شخصية تحل محله بنفس ما يتمتع به من خبرة ومكانة".

 

***               ***               ****                                ***

الإصلاح ..بداية الإنطلاق

في 13 سبتمبر 1990 اُعلن تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح ، على يد الراحل عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد، ورئيس البرلمان اليمني ، بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين ، ويعتبر من أكبر الأحزاب اليمنية .

ويتألف الإصلاح من مؤسسات المؤتمر العام، مجلس الشورى، الهيئة العليا، الأمانة العامة، أجهزة القضاء التنظيمي، هيئات وأجهزة وحدات التنظيم ، غير أن خمسة وعشرين عاماً من مسيرته لم تنجب سوى ثلاث قيادات يتحكمون بهيكلية الحزب ، أحدهم الراحل الأحمر .

وبعد وفاة مؤسس ورئيس الحزب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول 2007 تم انتخاب محمد عبد الله اليدومي رئيسًا للجنة العليا للتجمع الذي انتقل من السلطة للمعارضة ثم عاد للسلطة لاحقاً ضمن الإئتلاف الحكومي عقب انتفاضة الحادي عشر من فبراير 2011م .

سبعيني في الصدارة

يعتبر الرجل السبعيني، محمد عبدالله اليدومي ، هو الدينامو الأساس في الحزب الإسلامي ، حيث تولى رئاسة الحزب بعد وفاة المؤسس الراحل عبدالله الأحمر، فيما ظل أميناُ عاما منذ العام 1994م .

تخرج اليدومي من أكاديمية الشرطة في مصر عام 1973، والتحق بسلك المخابرات اليمنية ، قبل أن يجمد عمله في العام 1984 ، لينتقل الى غمار العمل الصحفي ، حيث أسس عام 1985 جريدة "الصحوة" التي تعتبر لسان حال الحركة الإسلامية في اليمن، وترأس تحريرها حتى العام 1994، انتخب أمينا عاما مساعدا للتجمع اليمني للإصلاح بعد إعلان قيامه عام 1990، وفي 94م انتخب أمينا عاما.

قاد اليدومي حزبه في أخطر التحولات التي مرت بها البلاد ، أبرزها حرب الإنفصال التي شارك فيها الحزب الى جانب الرئيس علي صالح ، وانتفاضة الحادي عشر من فبراير 2011م ضد الرئيس صالح ، رفض اليدومي في برنامج بلا حدود مع أحمد منصور أن يصف صالح بالرئيس المخلوع وقال انه يحبذ أن يصفه بالرئيس السابق.

من أقوى الضربات التي تعرض لها الحزب  برئاسة اليدومي ، إلغاء المعاهد العلمية ، بالإضافة الى الحرب التي دشنها تحالف الرئيس صالح مع الحوثيين والتي هدفت لإجتثاث الحزب ، حيث اتخذ الحزب قراراً بعدم المواجهة ، أدت لإقتحام عددا كبير من مقراته ومؤسساته واختطاف ناشطين وأعضاء بالحزب .

ويشيد البعض بحكمة قيادة الحزب في تجنيب الحزب فاتورة الحرب الباهضة ، إثر انسحابهم من مواجهة الحوثيين ، لكن البعض يهاجمها ويتهمها بالإنبطاح ، خاصة بعد الزيارات المتكررة لصعدة معقل جماعة الحوثي.

شيخً ثان في الحزب

يعتبر الرجل السبعيني عبدالوهاب الآنسي 1944م ، هو الرجل الثاني في الحزب ، والأول في تمثيل حزبه في اللقاءات سواء مع السلطة أو مع تكتل أحزاب اللقاء المشترك أو  في المهمات الخارجية لأكبر الأحزاب اليمنية .

حصل  الآنسي  على إجازة في الحقوق من دمشق 1965م, كما حصل على دبلوم في الإدارة العامة من معهد الإدارة العامة في القاهرة، بدأ عمله التجاري سنة 1960م في مدينة صنعاء بافتتاح أول مكتبة فيها ، عمل مذيعاً ومخرجا في إذاعة صنعاء.

في العمل السياسي الحزبي فاز بعضوية مجلس الشورى (البرلمان) عام 1988م عقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م أصبح عضواً في مجلس النواب الموحد عن الإصلاح ، ثم عين في 1993م،  نائباً لرئيس مجلس الوزراء في الحكومة الائتلافية التي شكلت من المؤتمر والإصلاح والإشتراكي، ثم عين عضواً في المجلس الاستشاري عام 1997م وترأس فيه اللجنة الدستورية والقانونية.

 عين عضواً في مجلس الشورى عام 2001م ورأس فيه لجنة الإصلاح الإداري والتنمية البشرية والاجتماعية،شارك في تأسيس الحزب وعين أميناً عاماً له حتى عام 1994م، ثم انتخب أميناً عاماً مساعداً للتجمع حتى المؤتمر العام الرابع في فبراير 2007م، انتخب أمينا عاماً للتجمع اليمني للإصلاح في فبراير 2007م وحتى الآن.

انتقادات غليظة

يوجه أعضاء حزب الإصلاح انتقادات لاذعة للقيادات الأولى بالحزب ، حيث يطالبونها بالرحيل وتصعيد دماء شابة ، قادرة على التعامل مع المجريات المتسارعة ، فيما يوجه آخرون انتقادات للقيادة لقيامها بالتصالح مع الحوثيين الذين يخوضون حرب استئصال ضد مؤسسات الحزب .

احمد عايض ، إعلامي إصلاحي ، شن هجوماً كبيرا على القيادي الآنسي ، قال إنه يُفترض به أن يقدم استقالته ، مضيفاً "فالرجل لم يعد رجل المرحلة .. بل تجربة أربعة عشرين عاما في أحضان الرئاسة موفدا من قبل الإصلاح في عهد الرئيس السابق وعهد هادي أثبت الأحداث أنه كان مسئولا فاشلا ".

وأوضح أنه يتحرك بقاعدة " ما بدى بدينا عليه , وظل يتعامل حتى أخر لحظة بعقلية طفل صغير ، حتى سقطت صنعاء..لم يكن أهلا لهذه الثقة أو لذلك الملف الرئاسي " حسب قوله

يتسم الآنسي حسب مقربين منه بالإتزان والعقلانية في ممارسة العمل السياسي ، حيث قالت الناشطة توكل كرمان في أغسطس 2012م أن أمين عام الإصلاح عبد الوهاب الآنسي طلب منها عدم رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"في بداية الأحداث التي شهدتها اليمن العام المنصرم.

وأضافت كرمان, خلال شهادتها لبرنامج "للتاريخ" الذي يبث على «قناة سهيل» الفضائية, أن الآنسي قال لها في أحد الاجتماعات التي جمعتهما في منزله بصنعاء بداية الثورة في شهر فبراير (2011) أنه لا داعي للخروج للثورة وأن هناك طرقًا أخرى للتغيير.

مستقبل الحزب

يقول سياسيون ان على الإصلاح إجراء تغييرات في قيادة الحزب وضخ دماء شابة للهرم العجوز ، وعقد مؤتمره العام ، لخلق حالة من الحياة الجسد الضخم للتنظيم في المستقبل .

وفي مقابلة مع الباحثة سارة فيليبس، قال القيادي السابق في الحزب سيف العسلي،  أن الترقية في رتب الحزب تستند على الولاء والعلاقات الشخصية "لم تكن هناك إنتخابات، إن كنت وفيا ومطيعاً ويحبك قائدك، فهذا كل ماتحتاجه".

وتستنتج فليبس ان أن القيادات في الحزب وأعضاء المستوى الأدنى بأنها شديدة المركزية وتعتمد على الطاعة المطلقة لا تبادل النقاشات، وهو ماغذى مشاعر القلق من أن الحزب ليس ديمقراطيا داخلياً ولديه ميول تسلطية في الحكم.

لكن صالح الصريمي، الكاتب الصحفي الإصلاح ، يقول ان الإصلاح حزب ديمقراطي ، وعادة ما يمارس اعضاؤه الديمقراطية بشكل كبير .

وعن تأخر اقامة المؤتمر العام للحزب ، أرجع الصريمي في حديثه لمندب برس، أرجع الأسباب الى المشاكل الموجودة بالبلد ، نافياً أن تكون قيادة لحزب حريصة على البقاء في مناصبها ، حسب قوله .

صراع بين مستقبل وماض

يرى رئيس مركز ساس ،عدنان هاشم ، أن المراحل الانتقالية المتتابعة التي تعاني منها الدولة في المرحلة الحالية تؤثر في عملية "تشبيب" الأحزاب السياسية الكبيرة.

 لكن  يعتبر أن هذا ليس مبرراً دافعاً ألا تقوم تلك الأحزاب بعقد مؤتمراتها العامة وتغيير على الأقل ثلثي مجالس الشورى وأمانتها العامة كمراكز قيادية، كطور مرحلي للحزب حتى الانتقال لحالة استقرار سياسي تسمح بالدفع بالقيادات الميدانية للشباب في اتخاذ قررات مهمة.

من الناحية الأخرى ليس فقط وجود قيادات جديدة في الأحزاب الكبيرة هو الموضوع في انفصال قرارتها السياسية عن إرادة الجماهير، أو على أقل تقدير لأعضاءها، بل البناء التنظيمي الهرمي في الحزب، وجود فجّوة بين القواعد والقيادات، وهذه هي الإشكالية الحقيقية التي تعاني منها الأحزاب، يضيف هاشم.

ويضيف" ليست أعمار القيادات الحزبية هي السبب، بل قلة الوعي لدى هذه القيادات أنها في الجيل الثالث على أقل تقدير منذ بدء النظام الجمهوري في اليمن، ولا يمكن للقواعد التنظيمية التي بنيت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أن تمارس على الجيل الثالث من قواعدها".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)