الرئيسية > اخبار وتقارير > الحوثيون يتحولون إلى مافيا لبيع المختطفين في سجونهم (تقرير)

الحوثيون يتحولون إلى مافيا لبيع المختطفين في سجونهم (تقرير)

الحوثيون يتحولون إلى مافيا لبيع المختطفين في سجونهم (تقرير)

لم تترك جماعة الحوثي المسلحة أمراً سيئاً إلا واستخدمته في أسوأ أشهر حكمت فيه اليمن، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وهو اليوم الذي تحول إلى مأساة كبيرة في حياة اليمنيين.


من القتل إلى تدمير المنازل وتهجير السكان واختطاف المدنيين، واحتكار الأسواق، وانتشار السوق السوداء في المشتقات النفطية وانعدام المواد الغذائية، وصولاً إلى بيع المختطفين في سجونها بمقابل أموال طائلة تتلقاها.

 

تعمل قيادات جماعة الحوثي المسلحة ومواليهم من قيادات حزب المؤتمر ومشائخ قبليين، على استغلال تحكمهم بمركز الحكم في اليمن، العاصمة صنعاء، وبعض المدن، في الحصول على ما يمكن من الأموال وتخزينها في أرصدتهم وحساباتهم، وشراء البيوت والأراضي من أجل الاستعداد لأي مرحلة قد تنهي حكمهم للبلاد، حيث تعمل الحكومة الشرعية وقوات التحالف على إعادة السطات الحكومية إلى البلاد، وانهاء حكم الجماعة المتمردة.

 

عملت جماعة الحوثي عبر قياداتها وأنصارها على نهب أموال ومنازل وشركات معارضيهم، وكذا الأموال التي تدر على المؤسسات الحكومية، وحولت معظمهما إلى جيوب قياداتها وأنصارها، تحت مسمى "المجهود الحربي"، ووصل بها الحال إلى أن تفرج عن مختطفين معارضين لديها، مقابل أموال تدفع لها.
المسيرة القرآنية لبيع المختطفين !

 

الصحافي غمدان اليوسفي كتب على صفحته قائلاً إن الحوثيين عرضوا على أحدهم إخراج ابنه مقابل دفع مبلغ "مليون وثلاثمائة ألف ريال يمني"، "5300" دولار تقريباً".

 

يقول اليوسفي "ان المختطف لدى الحوثيين لم يتم الافراج عنه إلا بعد دفع والده هذا المبلغ، فيما كانت صحته قد تدهورت للأسوأ".

 

وأشار إلى أن المختطف كان قد أصيب بالعمي، بسبب ما تعرض له من تعذيب من قبل الحوثيين.

 

لم يكن ذلك هو الشخص الذي تم الافراج عنه بمقابل المال، فعشرات إن لم يكونوا المئات كان الافراج عنهم مقابل مبلغ مالي يتم تقديره بحسب قدرة أسرته على الافراج عنه.

 

أحد المعتقلين طلب من "مندب برس" عدم الكشف عنه، تم الافراج عنه بمبلغ ثلاثون ألف دولار أمريكي، أي بما يعادل "7 مليون وخمسمائة ألف ريال يمني"، ورفض الادلاء بأي معلومات إضافية.

 

المتحوثون "موالون" من يقفون وراء البيع!
في تجارة بيع المختطفين التي أصبحت كسوق سوداء مشابهة لسوق "المشتقات النفطية"، تختلف أسعار المختطفين من شخص لآخر.

 

في الحديدة انتشر بيع المختطفين في مديريات "الزيدية ، القناوص ، المغلاف ، الحشابرة ، العطاوية ، مدينة الحديدة ، الضحي ، باجل ، الكدن".

 

يقول مصدر لـ"مندب برس"، هنا يتم احياناً اختطاف اشخاص لا دخل لهم بالسياسة ولا بالاحزاب، من قبل "متحوثين" من أبناء المنطقة، مقابل الحصول على المال بعد الضغط على اسرته للدفع له.

 

يضيف "يختلف سعر الافراج عن المختطف، من خمسين ألف ريال يمني، إلى خمسمائة ألف وربما أكثر".

 

(م.خ) أحد أقارب من اختطفتهم الميليشيا بالحديدة يشرح لـ"مندب برس" ما حدث، يقول "اختطف ابن عمي من محل لبيع المواد المنزلية، رغم انه لا يتدخل بأمور السياسية.

 

وقال "كان الشخص الذي يقف وراء اختطافه أحد المواليين للحوثيين "متحوث"، وهو من ابناء المنطقة، وتم إيداعه أحد أقسام الشرطة".

 

يتابع "ذهبنا للسؤال عن سبب اختطافه، فقالوا لنا انه مع المقاومة وهو يساعدهم، وان تهمته كبيرة وخطيرة".

 

وأوضح أنهم حاولوا اقناع المسؤولين في القسم "قيادات حوثية"، أنه لا ينتمي لأي طرف، ويعمل فقط من أجل الحصول على رزقه، إلا أنهم رفضوا كل التبريرات له.

 

ولفت إلى أنهم تفاجئوا بزيارة "المتحوث"، الذي كان من أحضر الحوثيين، إلى منزله، وأخبرهم انه باستطاعته اخراجه ومسح التهم عليه مقابل دفع مبلغ من المال لـقيادي حوثي يدعى "أبو محمد".

 

يضيف "طلب منا 500 ألف ريال، وبعد حديث كبير رفض ان يأخذ منا أقل من 300 ألف، وحينما دفعناها تم الافراج عن ابن عمي".
صنعاء مركز السوق السوداء للبشر

 

لم تكن صنعاء ذات يوم إلا مدينة لجمع اليمنيين من كل المحافظات، فهم يعيشون ويسكنون في المدينة التي هي عاصمة للبلاد، ولكل المواطنين.

 

لكن الحوثيون من بعد سيطرتهم عليها في سبتمبر 2014، حولوها إلى مركزاً لاختطافاتهم وسجن معارضيهم وجلب مختطفيهم من المحافظات إليها، وحولوها إلى سجناً كبيراً لكل من يقف أمامهم.

 

محمد. ش، اختطفته الميليشيا من محافظة الضالع أثناء قتاله مع المقاومة ضد الميليشيا المسلحة، عندما حاولت احتلالها بالكامل.

 

يقول لـ"مندب برس"، "اختطفت في جبهة سناح من قبل الميليشيا، وأبقتني في احد معتقلاتها لعدة أيام، ثم نقلت مع مجموعة أخرى من الضالع إلى صنعاء.
محمد، الذي مورست ضده أشكال متعددة من التعذيب، يقول أنه استطاع التواصل مع أسرته في حضرموت بعد فترة كبيرة من اختطافه، وأخبرهم انه لدى ميليشيا الحوثي بصنعاء.

 

يتحدث محمد عن مساومته بالمال، قائلاً "أعطوني الهاتف لأخبر أهلي أنني محتجز لديهم، مقابل ان اطلب منهم ارسال مبلغ 5 مليون ريال ليفرج عني".

 

يضيف "عندما طلبت من اسرتي وتأخروا بإحضارها، كانوا يقومون بتعذيبي بشكل أكبر حتى يكون ضغطاً على أسرتي للأسراع في تجهيزها وارسالها، وهو ما تم لاحقاً وافرج عني بعد دفع المبلغ كاملاً".

 

محمد أحد المختطفين طلب عدم ذكر اسمه كاملاً ، أخبر "مندب برس"، عن اختطافه من قبل الميليشيا من شارع الستين بالعاصمة صنعاء ونهب سيارته.
يقول "تم تلفيق تهم لي بعمل إحداثيات للطيران، مع اني ضد التدخل الخارجي وكذا ضد الحوثيين وسياساتهم".

 

وأكد أنه مورست ضده عدة أشكال من التعذيب، حتى كاد في إحدى المرات ان يفارق الحياة، لكونه لم يتحمل التعذيب لوجود عنده مرض "القلب".

 

محمد في حديثه، لفت إلى أنه عبر قيادي مؤتمري موالي للحوثيين في الحي الذي يسكنه توسط بإخراجه مقابل مبلغ مليون ونصف ريال يمني، والتنازل عن سيارته من نوع "توسان"، وهو ما تم بعد ذلك.

 

مافيا .. لكن بطريقة رسمية
على مر العصور وفي معظم البلدان تستخدم المافيا البشر في الحصول على المال بعد اختطافاتهم ومساومتهم، اضافة إلى بعض الجماعات المسلحة، بما فيها تنظيم القاعدة.

 

وفي اليمن نشط تنظيم القاعدة في هذا المجال باختطافه أجانب، والحصول على ملايين الدولارات مقابل ذلك، اضافة إلى قيام بعض القبائل بالقيام بعمليات الاختطافات مقابل الحصول على مطالب أو أموال.

 

لكن جماعة الحوثي وبطريقة رسمية كونها من تسيطر على الحكم في بعض المحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، حولت اختطافاتها لمعارضيها إلى متاجرة، من أجل الحصول على المال لعناصرها الذين جعلوا من بيع معارضيهم، سلعة للارتزاق الآمن وفرض سلطة الأمر الواقع.

 

وكان "مندب برس" قد حصل على اسماء اشخاص بالعشرات، تم الافراج عنهم مقابل المال، لكنهم رفضوا التحدث خشية اعتقالهم مرة اخرى، وهو ما دفعنا لتجاهل نشر قصصهم.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار