الرئيسية > اخبار وتقارير > كيف وفرت الأمم المتحدة وأمريكا الحماية للإرهاب الشيعي؟

كيف وفرت الأمم المتحدة وأمريكا الحماية للإرهاب الشيعي؟

كيف وفرت الأمم المتحدة وأمريكا الحماية للإرهاب الشيعي؟

في الوقت الذي تشن فيه الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة حربًا كونية تتسع دوائرها في إفريقيا وآسيا، ضد ما تسميه "الإرهاب السني" مثل داعش "تنظيم سني"، وتضم كل يوم دولًا وعواصم جديدة، وتشارك فيها دول عربية وخليجية، جاء متأخرًا قرار الدول العربية والخليجية بتصنيف ميليشيات شيعية كمنظمات إرهابية، ليكشف عن وجود خلل استراتيجي كبير، أدى لتفاقم هذه الميليشيات وتغلغلها وتمددها، حتى صارت تهدد حدودها وعمقها الاستراتيجي، الأكثر خطورة أن هذه الميليشيات أصبحت جزءًا من منظومة مكافحة "الإرهاب" الدولية برعاية إيران، طهران ذاتها أصبحت أحد أذرع الولايات المتحدة وروسيا كحليف جديد في حربهما على "داعش".

فلماذا تأخر هذا القرار العربي الخليجي ضد الميليشيات الشيعية؟.. وماذا خسرت من أمنها وسلامتها ومستقبلها؟.. وكيف صارت بين خطر داعش وخطر أذرع الميليشيات الشيعية في آن واحد؟، وهل ستكون الفترة المقبلة ساحة اختبار لمدى جدية الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش والأمم المتحدة، في محاربة جميع التنظيمات الإرهابية الراديكالية، أم أنها ستكيل بمكيالين فلا تواجه فقط إلا التنظيمات السنية، أم أن مصالح الغرب مع إيران تجعله يتجاوز عن إرهاب ميليشياتها، وماذا عن أمن الخليج؟ وهل ستواجه الدول الإسلامية عبر التحالف الإسلامي العسكري إرهاب الميليشيات الشيعية.. وكيف؟

حذر مراقبون من محاولة الغرب تصدير إرهاب "داعش" بشكل ممنهج، لكي يحجم دور الحركات الإسلامية السنية المعتدلة، حيث تتصاعد عملية شيطنتها مع تصاعد معدلات الإسلاموفوبيا.

 

لماذا تأخرت؟

في خطوة وصفت بالمتأخرة أعلن وزراء الخارجية العرب «حزب الله» اللبناني «منظمة إرهابية»، وسط تحفّظ من لبنان والعراق، وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، تطبيق عقوبات مشددة على كل من يثبت انتماؤه لحزب الله أو تأييده أو دعمه ماليًا، أو التواصل معه أو الترويج له، بالاستناد إلى تصنيف الحزب منظمة إرهابية بقرارات ملكية وعربية وخليجية متعاقبة.

كذلك نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها في 9 مارس 2016، عن مسؤولين إماراتيين، أن استهداف الخليج لوكلاء إيران قد يتسع في الأشهر القادمة، حيث تدرس دول الخليج تصنيف ميليشيات شيعية عراقية تقاتل بجانب الجيش كمنظمات إرهابية.

 

الإرهاب والكيل بمكيالين

لماذا التركيز فقط على داعش؟ تساؤل يطرحه مراقبون يحذرون من جر دول المنطقة لحرب مفتوحة لا تتضمن خصمًا كارثيًا يهدد بتفجير دول المنطقة من الداخل، مع تصاعد جرائم الميليشيات الشيعية التي ترتقي لجرائم حرب في سوريا والعراق واليمن، لحزب الله والحشد الشعبي وجماعة الحوثي، مع ممارسة التهجير القسري والتطهير العرقي بالقرى السنية.

روسيا وأمريكا تتسابقان في حصر عدد الغارات ضد داعش ببيانات متتالية، أما الميليشيات الشيعية صارت حليفًا، بدره قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عقب اجتماع مع فريق الأمن الوطني الأمريكي: "استراتيجيتنا هي تدمير أيدولوجية التنظيم الإرهابي، وملاحقته في أماكن نفوذة، نفذنا أكثر من 8 آلاف ضربة عسكرية وجوية أسفرت عن مقتل العديد من قيادات داعش، ولن نتراجع، تمكن التحالف الذي يضم 65 دولة، من استرجاع العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق.

في 18 نوفمبر 2015، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الروسية، أن سفن الأسطول الروسي المرابطة في البحر الأبيض المتوسط أطلقت صواريخ مجنّحة على أهداف لتنظيم داعش في الرقة في سوريا، كما أعلن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، أن الجيش الروسي نفذ أكثر من أربعة آلاف ضربة ضد مواقع ومناطق الإرهابيين في سوريا.

 

الإرهاب الشيعي

ماذا عن "الإرهاب الشيعي" الذي تمارسه شبكة من الميليشيات الشيعية ويديره قادة الحرس الثوري الإيراني، ظلت تتزايد شرعنتها حتى أصبحت متحكمة في جيش الدولة، وتتدخل في شؤون الدول المجاورة، مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي.

مبكرًا كان يجب على دول الخليج مثلما انضمت للتحالف الدولي ضد داعش وساهمت في تمويل هذه الحرب المفتوحة، الضغط لإدراج الميليشيات الشيعية على قوائم الإرهاب والحصول على غطاء دولي لإدراجها على بنك الأهداف الأمريكية، على الأقل لتحييد دورها في تخريب وتدمير القرى السنية، وخلق واقع ديموغرافي جديد لصالح المكون الشيعي، بحسب مراقبين.

 

تصنيف مبتور.. الإرهابي والمعتدل بسلة واحدة

قامت السعودية والإمارات بإصدار قوائم للإرهاب استهدفت بالأساس من حيث سياقها وتوقيتها، تنظيمات سنية معتدلة على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإصلاحية وتنظيمات سنية راديكالية، بينما كانت الميليشيات الشيعية تمارس أبشع الجرائم في عدة عواصم عربية.

في ?? نوفمبر ????، صدر مرسوم حكومي بأن الإمارات العربية المتحدة أدرجت رسمياً جماعة الإخوان المسلمين وجماعات محلية تابعة لها، على لائحة "المنظمات الإرهابية"، واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي قائمة تضم 83 جهة تم تصنيفها ضمن التنظيمات "الإرهابية".

وذكر البيان الرسمي أن "القائمة المعتمدة للتنظيمات الإرهابية تضمّ كلاً من (جماعة الإخوان المسلمين) الإماراتية، ودعوة الإصلاح (جمعية الإصلاح)، وحركة (فتح الإسلام) اللبنانية، و(الرابطة الإسلامية) في إيطاليا، و(خلايا الجهاد) الإماراتية، أحزاب الأمة في الخليج، وكتيبة أنصار الشريعة في ليبيا، والرابطة الإسلامية في النرويج، وتنظيم القاعدة، وجماعة أنصار الشريعة في تونس، ومنظمة الإغاثة الإسلامية في لندن، و(داعش)، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، وغيرها".

وبرغم أن القائمة اعتمدت أيضاً عصائب أهل الحق في العراق، وكتائب حزب الله (العراق)، "حزب الله" في دول مجلس التعاون الخليجي، حزب الله السعودي في الحجاز، إلا أنها لم تفعل هذا القرار بشأنهم بإجراءات عملية، كتلك التي اتخذتها السعودية الآن عقب تصنيف حزب الله اللبناني.

في 7 مارس 2014 اعتمدت السعودية، قائمة للجماعات الإرهابية، تضم داعش والنصرة والإخوان وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق.

الإشكالية أن قائمة السعودية والإمارات ساوت بين تنظيمات سنية متطرفة وتنظيمات سنية معتدلة، ولم تفعل بالشكل المرجو قرار تصنيف بعض الميليشيات الشيعية، ولم يكن التصنيف شاملًا جامعًا.

 

تواطؤ الأمم المتحدة مع إيران ضد السنة

المثير للقلق تواطؤ الأمم المتحدة ضد السنة، وهي حقيقة رصدها د/ محمد بن صالح العلي في مقال بعنوان "تواطؤ الأمم المتحدة مع إيران ضد دول السنة" في 21 يوليو 2015، أشار فيه إلى أنه "من المعروف أن هيئة الأمم المتحدة تخضع في سياستها للدول الكبرى (الغربية)، ومن المعروف أن أمريكا وتتبعها أوروبا قد تواطأت مع إيران في توجهاتها"، وهذه أبرز النقاط التي توضح تحالف الأمم المتحدة مع إيران والشيعة ضد السنة، بحسب د. محمد بن صالح العلي:

* توفير الحماية للميليشيات الشيعية وعدم إصدار أي إدانات جدية ضد الإرهاب الشيعي؛ ففي الوقت الذي تصدر الأمم المتحدة قوائم سنوية للمنظمات الإرهابية في العالم، يتم التركيز فيها على الحركات السنية دون التطرق إلى المنظمات الشيعية.

* التستر على الجرائم الطائفية والتطهير العرقي، الذي تمارسه أكثر من 40 ميليشيا عراقية وإيرانية تعمل بشكل علني وفي ظل حماية دولية.

* عدم إدانة إيران لقيامها بعمليات مسلحة خارج أراضيها وداخل دول أخرى، والتغاضي عن مشاركة فرق عسكرية إيرانية، كالحرس الثوري وغيره في القتال ضد شعوب دول أخرى "العراق وسوريا".

* مد مظلة الحماية لقوات حزب الله اللبناني للسيطرة على الدولة اللبنانية، وتجاهل إرسال حسن نصر الله لقوات شيعية لقتال الشعب السوري السني، ومشاركة قوات لبنانية أخرى في العراق واليمن.

* تجريم حركات الثورة السورية وفصائل المقاومة ضد نظام بشار الأسد، وإصدار البيانات المتكررة ضد الفصائل التي تقاتل الأسد، دون الإشارة إلى المرتزقة الشيعة الذين جاءوا من الخارج ودول آسيوية ليقتلوا الشعب السوري، لأسباب طائفية.

* مساندة الحكومة الطائفية التي تحكم العراق وترتكب الفظائع ضد السنة، ودعم الحكم الطائفي بكل الوسائل، والضغط على دول العالم لتقديم الدعم لهذه الحكومة التي ترتكب المذابح، وتمارس الأمم المتحدة دورًا رئيسيًا في إجبار المنظمات الدولية، ومنها جامعة الدول العربية، لإدماج الحكومة الطائفية في كل المجالات والهيئات، والتنسيق معها لتأكيد شرعيتها.

* تجاهل العمل الإنساني الدولي للشعب العراقي السني اللاجئ والنازح، وإهمالهم وتركهم عرضة لاعتداءات الميليشيات الطائفية.

* دعم الانقلاب الحوثي في اليمن، والعمل على تمكين الأقلية الطائفية التابعة لإيران من الحكم.

* السعي لانتزاع ملف اليمن من السعودية وإدخال إيران في المفاوضات كطرف أصيل، أي بدلًا من إدانة التدخل الإيراني يتم الاعتراف به كصاحب حق.

* تجاهل عمليات الإرهاب التي يقوم بها عملاء إيران في اليمن ضد المواطنين والمدن، وإظهار ما يحدث وكأنه صراع بين أطراف، وليس انقلابًا مدعومًا من إيران، يريد أن يسيطر بالإرهاب وبقوة السلاح على الدولة والشعب.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار