في الوقت الذي تتناقل فيه معلومات عن قرب تحرير صنعاء، آخر معاقل الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، ومع تضييق الخناق على العاصمة اليمنية، شرع ما يعرف بـ«أنصار الله»، في تهريب الأموال التي استولى عليها من البنك المركزي، والجباية التي فرضت على المدنيين، إضافة إلى الأموال التي كانت تصل إليهم من طهران، إلى خارج المدينة عبر ممثلي بعض الدول من مطار صنعاء، ونقل الأموال عبر الطرق البرية من خلال مهربين.
وقال عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، في حديث نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» إن هناك عملية تهريب كبيرة تنفذها الميليشيا بالتعاون مع الحرس الجمهوري، في إخراج مئات الملايين من الدولارات التي سرقتها الميليشيا من القطاعات الحكومية والبنك المركزي في أوقات سابقة، كذلك ما نهبته خلال سيطرتها على كثير من المدن، من خلال مطار صنعاء بواسطة دبلوماسيين لعدد من الدول، موضحا أن هذه العمليات تم الكشف عنها من خلال رجال في جهاز الأمن القومي في مطار صنعاء الذين قاموا بتوثيق هذه الحالات وأعمال التهريب والرفع بها إلى المقاومة الشعبية والجيش، إضافة إلى عملية تهريب برية من قبل مهربين مختصين في نقل الأموال رغم الحصار الذي يفرضه الجيش والمقاومة الشعبية على جميع المخارج الرئيسية.
وعما تحتاجه المقاومة في صنعاء، قال ثعيل، إن المقاومة تحتاج إلى إعداد ألوية تتوافق مع احتياج المرحلة في عملية تحرير صنعاء، لأنها العاصمة السياسية وآخر معاقل الانقلابيين، «وهناك توجه من الجيش بالتنسيق مع المقاومة الشعبية لصنعاء، حول ضرورة إدخال هذه المجاميع التي تزيد على الآلاف من الشباب الذي تدربوا بشكل مناسب يمكنهم من القيام بأعمال عسكرية، ضمن إطار الدولة، وصنعاء تحتاج من جميع الاتجاهات نحو 15 لواء، وما تم تشكيله حتى الآن لواءان: «اللواء 141»، و«اللواء 125».
ميدانيا، قال عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، إن «المقاومة تتقدم بشكل كبير في المحور الشرقي لمحافظة صنعاء، وتمكنت أمس من صد هجمات في منطقة دران على محيط مسورة، وهي غرب الفرضة، وفي منطقة جنوب الفرضة يحرز الجيش تقدم ملحوظا، ونحج في تكبيد الانقلابيين خسائر كبيرة في العدد والعتاد، ونجح في قتل العشرات من الأفراد، كما تم ضبط 3 أطقم بأسلحتها المتوسطة، وعدد من الأسرى، وهذه الانتصارات دفعت قيادة الحوثيين إلى قطع الإنترنت في صنعاء ومأرب لعدم تناقل الأخبار ونشر ما تريد إيصاله للمواطنين في الداخل».
وأضاف أن «العمل جار، وهناك ترتيبات بين الجيش ومجلس مقاومة صنعاء، للقيام بأعمال عسكرية والتقدم في (بني حشيش وأرحب)، كذلك فتح جبهة جنوب صنعاء من اتجاه خولان، يتوافق مع التقدم الكبير من ميدي وحجة باتجاه الشمال والشمال الغربي للعاصمة صنعاء»، لافتا إلى أن المواجهات العسكرية مع الحوثيين تتمركز في عدة محاور؛ منها منطقة مسورة غرب فرضة نهم، وفي جنوب فرضة نهم باتجاه «نقيل بن غيلان» تتمركز المواجهات في منطقة «محلي»، وتأتي بعد منطقة مدفون، كذلك في المخترة، وهي شرق صنعاء، فيما قامت المقاومة بالتعامل مع التعزيزات التي أرسلها التمرد إلى فرضة نهم وبني حشيش، وضربها قبل بلوغها الجبهة.