الرئيسية > اخبار وتقارير > ?اليمنيون يحتفون بالذكرى الخامسة لثورة الربيع العربي رغم الآلام والجراح

?اليمنيون يحتفون بالذكرى الخامسة لثورة الربيع العربي رغم الآلام والجراح

?اليمنيون يحتفون بالذكرى الخامسة لثورة الربيع العربي رغم الآلام والجراح

احتفل اليمنيون المناهضون للتوجه الحوثي المسلح والمعارضون لنظام الرئيس المخلوع علي صالح أمس الخميس بالذكرى الخامسة لثورة الربيع العربي في نسختها اليمنية، رغم الآلام والمحن وحالة الاحتراب التي خلفت الكثير من الجراح والمآسي ودمرت الكثير من المدن اليمنية من جنوبها إلى شمالها.
وكان لنشطاء وقيادات الثورة اليمنية الذين تحدثوا لـ(القدس العربي) آراء واضحة، وقوية تعزز أهمية قيام هذه الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي صالح، رغم وصول الوضع اليمني إلى هذا الحال المأساوي الذي ما كان أحد يعتقد أن يصل اليه، وأكدوا أن هذه الأحداث كشفت سوءة النظام السابق والأهمية القصوى لقيام مثل هذه الثورة التي لم تكن ترفا وإنما ضرورة ملحة، وما الحرب الراهنة إلا دليلا على عمق السوء الذي كان يحمله نظام صالح وحلفائه من الميليشيا الحوثيين.
وقال القيادي في الثورة الشبابية حبيب سيف العريقي «اذا اردنا ان نقيّم ثورة 11 شباط (فبراير) فعلينا أن نقيم الاهداف الستة التي قامت الثورة لتحقيقها وتأتي في مقدمتها اسقاط النظام الفردي الاسري الاستبدادي».
وأوضح أن الثورة تواجه اليوم تحالفاً للمخلوع علي صالح مع قوى ما قبل 26 أيلول (سبتمبر) 1962 (الحوثيون) للحفاظ على هوية الحكم الامامي وامتدادته التاريخية غير مدركين لحقيقة ان الشعب اليمني قد اتخذ قراره بالانعتاق من الاستبداد والحكم الطاغوتي إلى الابد.
وقال ان «ثورة 2011 لم تجهض فهي في حالة حراك دائم وتطور مستمر وتتخذ اشكالا جديدة، فإرادة الشعوب لا يمكن ان تقهر، صحيح ان ثمة محاولة لاجهاضها من داخلها عندما انسل فصيل معروف في الثورة (الحوثيون) وبدأ بمحاولة شق الصف الثوري ومن ثم الانقضاض على الدولة والسيطرة على اجهزتها العسكرية والمدنية من خلال تحالف جهوي مع نظام المخلوع صالح، إلا انه لم يتمكن من تحقيق مراده وبدأ ينكشف امام اليمنيين وتظهر نواياه الحقيقية بعودة الحكم الأمامي والسلالي».
وأكد العريقي ان إحلال السلام هو المدخل الرئيسي لاي حل قادم للوضع الراهن في اليمن و»هذا يتطلب اعلان الانقلابيين بقبولهم لقرارات مجلس الأمن وعودة الأوضاع إلى ما قبل اجتياحهم للعاصمة صنعاء واطلاق المعتقليين والانسحاب من المدن والمؤسسات التي سيطروا عليها بقوة السلاح ومن ثم البدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
من جانبه قال القيادي في الثورة الشبابية الشعبية عبدالهادي العزعزي، ان «الثورة لم تحقق اهدافها باعتبارها عمل متراكم تشبه حصد النقاط في الدور الرياضي ونحن لا نزال في منطقة نقل السلطة ومن ضمنها اسقاط الانقلاب كونه رفض وتمرد مسلح لنقل السلطة وهدف الثورة الرئيس هو التحول الديمقراطي وتداول السلطة في دولة مؤسسية».
وأوضح أن «هذه الثورة لم تسقط النظام، غيّرت رأس النظام، لكنها لم تغير الأساس، الشراكة في السلطة والثروة، حيث ظل النظام القديم ممسك بالسلطة والثروة بالجيش والامن ومقدرات البلد وقاد انقلاب ووضعنا بين خيارين القبول والتسليم بالنظام القديم او الحرب وبالتإلى هو من فرض الحرب».
واضاف ان «ثورة 2011 عملت على هدم النخبة القديمة وأعادت بناء نخبة جديدة وما حدث اعادة فرز النخبة وفق آليات النخبة القديمة وجرى سلق التغيير».
وأكد أن «ثورة فبراير لم تجهض، فالثورة الفرنسية ظهرت لها خمس جمهوريات وثورة شباط (فبراير) اليمنية تحولت خياراتها ففرضت عليها الحرب وبالتإلى استطاعت الثورة أقلمة الحرب عبر التحالف العربي الإسلامي إلى ما فوق الاطار الوطنى وبالتالي هناك تحولات في الثورة وهذا ليس فشل بل تطور كبير في مسار الثورة اليمنية».
مؤكدا أن حالة الاحتراب اليمني سببها اطراف تعتقد أنها فوق المواطن وهم مصطفون للحكم دون الناس وهم في مرتبة أعلى من المواطن، أي سوبر مواطن، وبالتالي الحرب فرضت على السلطة الحالية التى نتجت عن المبادرة الخليجية وهى السبب وما الحرب إلا نتيجة وليست سببب، وهناك تخويل عربي وأممي عبر قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2216 وبالتإلى هذا انقلاب والديمقراطيات في العالم لا تتعامل مع انقلاب. إلى ذلك قالت الناشطة نبيلة سعيد الرباصي ان ثورة 11 شباط (فبراير) 2011 حققت اهدافها وتسير باتجاه استكمال بقية الاهداف كونها انتهت من نظام اراد أن يعيد عهد الملكية فهذا أكبر مؤشر لنجاحها وكونها علّمت الشعب درسا عمليا بقيمة الحرية والحياة الكريمة، على طريق استكمال مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة.
وأكدت الرباصي أن الوضع الراهن في اليمن يحتاج إلى تكاتف الوطنيين بالداخل والخارج لاستعادة مشروع الدولة والضغط على الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادي بالتسريع لاخراج اليمن مما هو فيه واسهام دول الجوار في عملية الانقاذ لليمن لانها من اوائل المتضررين فيما إذا تأخر بناء اليمن.
وقال الناشط الجنوبي أمين بارفيد «تحل علينا الذكرى الخامسة لثورة فبراير المجيدة وقوات الشرعية تدك اوكار مليشيا المتمردين على الشرعية الدستورية وتحاصر زعيم التمرد المخلوع علي عبدالله صالح وحليفه عبدالملك الحوثي في صنعاء».
وأضاف «اعتقد ان الثورة اجمالا تتجه في الطريق الصحيح نحو تفكيك منظومة المشروع العائلي وادواته العسكرية والأمنية التي انقلبت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمضي نحو بناء جيش وطني يحمي مصالح الشعب والنظام.
الجمهوري، لا جيش من أجل حماية مصالح عائلة او سلالة وبناء يمن جديد منسجم مع محيطة العروبي لا اداة فارسية في خاصرة الجزيرة العربية».
وذكر أن ثورة شباط (فبراير) اليوم أبرزت للعالم الوجه الأقبح للمخلوع صالح بعد أن جردته من الشرعية واسقطت صنميته وكسرت حاجز الخوف لدى الشعب (سلميا) كما أنها فضحت نظام المتمرد الحوثي الذي حاول التلبس بها من أجل تحقيق مشروعه الذي يقضي بجعل اليمن حقل ألغام إيراني يقلق محيطه.
أما القيادي في الثورة ورئيس اتحاد طلاب اليمن رضوان مسعود فقال ان «ثورة 2011 هي ثورة شبابية شعبية سلمية، جاءت كنتيجة طبيعية لاغتصاب السلطة ونهب الثروة وتزوير ارادة الشعب».
مؤكدا أن هذه الثورة اسقطت التوريث إلى الأبد وأسقطت شرعية العائلة الحاكمة ولكن للاسف ظلت الاسرة الحاكمة محتفظة بأدوات القوة «ولكن أؤكد هنا ان ثورة 2011 لم تجهض وانما الثورة المضادة حولتها من ثورة سلمية إلى مقاومة شعبية وذلك نتيجة الانقلاب المسلح على سلطة الدولة».
وأرجع أسباب الحرب الراهنة في اليمن إلى الانقلاب المسلح على شرعية سلطة الدولة والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني وحكومة التوافق، وأن المخرج من ذلك هو عودة سلطة الدولة وتطبيق مخرجات الحوار وتطبيق النظام والقانون.
وأخيرا قال القيادي في الثورة اليمنية نذير القدسي «ان الذكرى الخامسة لثورة 11 شباط (فبراير) تأتي هذا العام والشعب اليمني يخوض معركة التحرير دفاعا عن المكتسبات الوطنية واستكمالا لمراحل الثورات ضد الاستبداد والإمامة والطغيان والظلم».
مشيراً إلى أن هذه الثورة الشعبية السلمية في اليمن كانت ملحمة أذهلت العالم ونادت بدولة العدالة والمساواة والحرية والمستقبل الآمن وقدم شعبنا بشبابه ورجاله وكل شرائحه تضحيات كبيرة من الشهداء والجرحى والمختطفين في سبيل تحقيق أهدافها السامية التي أزعجت رموز الاستبداد العائلي والسلالي، سواء أكان بلباس الجمهورية أو بعمائم الإمامة.
ووجه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خطابا هاما إلى شعبه بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير، التي انطلقت ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال في خطابه الذي نشرته وكالة سبأ الرسمية أمس الخميس، إن «الشعب تنبه للانحرافات الخطيرة التي كان نظام صالح يقوده إليها، من خلال فرض مشروعه العائلي الصغير، متسترًا بلباس الجمهورية، فاستيقظ وصنع ثورته، ضد التهميش والإقصاء الممنهج والحرمان».
واتهم من سماهم بـ«القوى الإمامية مسنودة بتعهدات ودعم إيراني والمشروع العائلي الصغير لصالح»، بقتل الأبرياء وإيقاف العملية السياسية ومصادرة الحريات، وإدخال البلاد في حصار اقتصادي، وتدمير الاقتصاد الوطني، ونهب الاحتياطي النقدي للدولة، والتسبب بقطيعة دبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء، وفقاً لتعبيره.
ولفت هادي في خطابه، أنه «لم يكن أمامه خيارٌ، سوى طلب التدخل العسكري والسياسي من مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، لمنع سقوط اليمن، وترسيخ السلطة الشرعية، وإنهاء الانقلاب والتمرد، والقضاء على الحالة الفوضوية والميليشاوية».
وشكر الرئيس اليمني، التحالف العربي بقيادة السعودية، مثمنًا «دعمهم الكبير في السعي لتخليص البلاد من ميليشيات الحوثي وقوات صالح». كما ثمّن تضحيات شعبه، من أجل الحرية، واعدا ببذل كل الجهد «كي تبقى الراية اليمنية خفاقة في كل مكان»، فيما أكد أن «ساعة الخلاص قد اقتربت وستعود اليمن أقوى، وستتحرر تعز منبع الثورة، وستعود العاصمة صنعاء وكافة المدن في البلاد».
وفي ختام كلمته طالب الرئيس اليمني، حكومته، بالشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاعتبار 11 فبراير يوما وطنيا.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار