تزامن تقدم قوات الشرعية باتجاه صنعاء، مع الذكرى الخامسة للثورة الشبابية الشعبية، التي أفضت إلى تسوية سياسية عام 2011 واقتلعت «صالح» من رأس الحكم، وهو أمر صار دافعاً للتحرك ضد الميليشيات، وما انتشار شعارات وملصقات تؤيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وسط العاصمة صنعاء، إلا استمرار لتصعيد مرتقب فيها. يقول الشاب أحمد ص. انه رأى «أحد أفراد دوريات الميليشيات ينزل من سيارة الدورية في شارع الدائري ليمزق احد الملصقات الداعية للمقاومة من جدار أحد المباني، كانت ملصقة على شعار الصرخة الحوثية المعروفة». وبتواجد بسيط ولكن ذو دلالة أقدمت مجموعة من النسوة في صنعاء، عصر الأربعاء 10 فبراير على إحياء الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير في جولة 45 بشارع تعز والذي يعد من أكبر شوارع العاصمة، فيما احتفل ناشطون معارضون للميليشيات في تعز وفي مأرب.
المدرس محمد حمدان، من جانبه يقول إن الانقلابيين يتهيؤون لمعركة صنعاء، إلا أنه استبعد القتال في أحيائها، «هي معركة خاسرة بالنسبة للانقلابيين، ولن تكون النتيجة سوى المزيد من الضحايا، وهذه المرة سيضاف عدد من أهالي وساكني صنعاء إلى القائمة».
من جانبه يسأل القيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد: «هل ستخضع صنعاء لحصار طويل يفضي لاتفاق سياسي؟!» ويجيب في الوقت ذاته: «محمد الحوثي رئيس ما يعرف باللجنة الثورية في لقاء صحفي رفض التعليق على سؤال: هل يوافقون على عودة هادي إلى صنعاء ؟... ورفضه للتعليق محل عجب دون شك.... وفي إجاباته الأخرى أكد أنهم مستعدون لأي حل سياسي بما في ذلك إسقاط سلطتهم المطلقة في الشمال وسيسلمون ما لديهم لأجهزة الدولة». ويضيف «المؤكد أن هناك حوارات تجري بشأن اتفاق سياسي لكن صنعاء ستخضع لحصار قاتل ربما ليس قصيرا».
ومع اقتراب معركة صنعاء المفترضة سارع الناطق باسم جماعة الحوثيين إلى نشر صورة على موقعه في الفيسبوك تجمعه مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى جانب القيادي في حزب مؤتمر صالح، ياسر العواضي، فيما أعلن ولد الشيخ، عبر موقعه في الفيس بوك أيضا، عن لقاء له الأربعاء 10 فبراير شباط في العاصمة مسقط، مع اثنين من قادة جماعة الحوثي وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك بعد حالة من الجمود بشأن جهود الأمم المتحدة لتسوية الأزمة وإيقاف الحرب في اليمن.
وكان المبعوث الأممي التقى قبل أيام بوفد الحكومة الشرعية، برئاسة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، في العاصمة السعودية الرياض، ضمن جهوده المكثفة لبدء جولة جديدة من المحادثات، فيما لمح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في تصريحات له، إلى احتمال استئناف المحادثات لحل الأزمة اليمنية وأن هناك توافقاً حول التوصل إلى حل. وقد أشار كيري إلى أنه قد يكون من الممكن إجراء محادثات على مدى الأسابيع القليلة المقبلة حول إنهاء الصراع في اليمن. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقده يوم 9 فبراير في واشنطن مع نظيره السعودي عادل الجبير على مدار الأسبوع المقبل قد يصبح ممكنا الدخول في بعض المناقشات المثمرة حول كيفية إيصال ذلك الصراع إلى نهايته. ولم يذكر كيري أي تفاصيل أخرى، مكتفياً بالقول إنه ناقش مع الجبير الصراع في سوريا واليمن، فيما أكد وزير الخارجية السعودية أن بلاده عازمة على «حل أزمات المنطقة من خلال النقاش».
هكذا تسود العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الانتظار القلق بعد تواتر المؤشرات عن قرب معركتها الفاصلة، إثر التقدم المستمر الذي حقّقته قوات الشرعية بمعية المقاومة، المسنودة من قوات وطيران دول التحالف العربي في البوابة الشرقية للمدينة، بسيطرتها على مواقع استراتيجية بمديرية نهم الملاصقة لصنعاء.
مخاوف الأهالي في صنعاء ناجمة، عن مؤشرات انتقال شرارة القتال إلى أحياء العاصمة، الملغومة بالأسلحة في قبضة ميليشيات صالح والحوثي وتواجدها القسري في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، فيما الأسلحة الفردية متوافرة للأهالي في منازلهم، ممن يقتنون السلاح كعادة يمنية.
يقول أحد ضباط الجيش اليمني ع. ع. عساج: هناك الكثيرون ممن هم على استعداد للانتفاض ضد الميليشيات داخل العاصمة صنعاء، ليس من المدنيين فقط، بل ومن ضباط وجنود الجيش والأمن، الذين وجدوا انفسهم مجبرين، تحت إمرة الميليشيات منذ انقلابها على الشرعية، وينتظرون ساعة الصفر»،على حد تعبيره.
ويؤكد «أن في صنعاء مناهضين لميليشيا الحوثي و صالح التي رعاها في أجهزة الجيش والأمن، وليس من المستبعد ان يتحركوا مع دخول قوات الشرعية إلى العاصمة»، ومع هذا لا نتمنى ان يقع الاقتتال فيها.
ويدلل أن عدداً من ضباط وجنود الحرس الجمهوري تمردوا على الانقلابيين وكان الأمر واضحاً مع اقتراب قوات الشرعية نحو صنعاء، حيث حدث انشقاق كبير في صفوف قوات الاحتياط «قوات الحرس الجمهوري» سابقا، التي يعتبرها صالح ونجله أحمد التي كان يقودها قوته الضاربة.
استشعار الميليشيات باقتراب قوات الشرعية من العاصمة، دفعها مؤخرا لتشديد الكثير من إجراءات التضييق على الحركة في أحيائها وشوارعها، بنصب نقاط التفتيش وملاحقة معارضيها، وقامت باختطاف العديد ممن تعتقد أنهم معارضون لها، وكما تعول على مسلحيها المستجلبين من خارج صنعاء وتعول أيضاً على فئات من أبناء العاصمة، وقفت وما زالت تقف إلى جانبها وتحديداً من جهة عقائدية، غير ان تلك الفئات، قد لا تكون ذات فائدة عملية لميليشيا الحوثي، إذا ما نشب الاقتتال داخل صنعاء. كما أن قيادات الميليشيات وعبر ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» زادت من ممارستها لانهاك جهاز الدولة واوغلت في الفساد المالي والإداري وبين الحين والآخر تطلع بقرارات تعيين في أهم الوزارات لشخصيات محسوبة عليها وبالتالي إقصاء الكثيرين من الكوادر المتخصصة، وهي إجراءات زادت من غضب الكثيرين تجاه الميليشيا العابثة، وسيتحول الأمر إلى نقمة عليها، وهو ما يحصل فعليا.
تزامن تقدم قوات الشرعية باتجاه صنعاء، مع الذكرى الخامسة للثورة الشبابية الشعبية، التي أفضت إلى تسوية سياسية عام 2011 واقتلعت «صالح» من رأس الحكم، وهو أمر صار دافعاً للتحرك ضد الميليشيات، وما انتشار شعارات وملصقات تؤيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وسط العاصمة صنعاء، إلا استمرار لتصعيد مرتقب فيها. يقول الشاب أحمد ص. انه رأى «أحد أفراد دوريات الميليشيات ينزل من سيارة الدورية في شارع الدائري ليمزق احد الملصقات الداعية للمقاومة من جدار أحد المباني، كانت ملصقة على شعار الصرخة الحوثية المعروفة». وبتواجد بسيط ولكن ذو دلالة أقدمت مجموعة من النسوة في صنعاء، عصر الأربعاء 10 فبراير على إحياء الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير في جولة 45 بشارع تعز والذي يعد من أكبر شوارع العاصمة، فيما احتفل ناشطون معارضون للميليشيات في تعز وفي مأرب.
معركة صنعاء.. بين الزحف العسكري للشرعية ومساعي الحل السياسي
(مندب برس-الخليج الاماراتية)