الرئيسية > اخبار وتقارير > (4) أسباب تقف عائقة أمام حسم النزاع في اليمن

(4) أسباب تقف عائقة أمام حسم النزاع في اليمن

(4) أسباب تقف عائقة أمام حسم النزاع في اليمن

رغم أن طرفي الصراع في اليمن "التحالف العربي المشترك، والحوثيين المتحالفين مع المخلوع صالح" يملكان ما يؤهلهما لحسم الصراع، إلا أنه بعد مرور أكثر من عشرة أشهر لم يصل أي طرف إلى مرحلة الحسم سياسيًا أو عسكريًا، ويرتبط ذلك بعدة ملفات على الساحة اليمنية، أبرزها معاناة جبهة الحوثيين "الشيعة المسلحة" من التصدع، بسبب خلافاتهم مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، ما منعهم من تشكيل حكومة واحدة منذ بداية الصراع.

في المقابل، يعاني التحالف العربي أيضًا من ملفات تعرقل تقدمه، أبرزها الدور الإماراتي المشبوه، والذي تحدث عنه عدد من المراقبين، وأيده عدد من التحركات الإماراتية، بالإضافة للاختلاف والتباين الكبير بين جبهتي رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كما تنضم الجماعات الإسلامية المسلحة الموجودة في اليمن كالقاعدة وتنظيم الدولة لأبرز المعوقات، وبالطبع يعاني التحالف العربي من مشكلة الولاءات القبلية، كما يعاني منها الحوثيون أيضًا.

 

الولاء القبلي

يعد الولاء القبلي من الأزمات المشتركة بين التحالف العربي المشترك وميليشيات الحوثي وصالح، حيث يشترك كلا الطرفين في معاناتهم من تغير الولاءات القبلية، وفقًا للمصالح والأموال المقدمة إليهم، بحسب مراقبين، ويعظم من أثر القبائل كونها تشكل ما نسبته 85 بالمائة من تعداد السكان البالغ عددهم ما يزيد على 25 مليون نسمة، وبحسب الدراسات نفسها، فإنه يتواجد ما يقارب 200 قبيلة في اليمن، وبعضها أحصى أكثر من 400 قبيلة، وفقًا لدراسات يمنية.

وقال الباحث اليمني فؤاد الصلاحي، في دراسة بعنوان "المجتمع والنظام السياسي في اليمن"، نشرها مركز الجزيرة للدراسات والبحوث في 27 مارس 2015، إن النظام السياسي في اليمن أعطى مكانة كبيرة للقبيلة، وإن الدولة في اليمن لم تتعامل مع المواطن إلا بواسطة الشيخ، مما ساعد في خلق دور كبير للقبيلة في المشهد السياسي، مضيفًا أن القبائل في اليمن، يصعب تحديد موقفها من الأطراف المتصارعة في اليمن.

وأشار إلى أن القبيلة اليمنية الواحدة تتكون من "أفخاذ"، وقد تكون هناك أفخاذ مع تحالف عاصفة الحزم، وأفخاذ مع الحوثيين وصالح، كما هو الحال في قبيلة "بكيل".

ولفت إلى أسباب أخرى تجعل من الصعوبة تحديد ولاءات وانتماءات القبائل، مستشهدًا بـ"صغير بن عزيز"، وهو من رموز قبيلة "حرف سفيان" من المقربين لعلي عبد الله صالح، وفي الوقت نفسه يقاتل ضد الحوثيين ومن أشد كارهيهم.

 

خلاف صالح والحوثي

يعد السبب الأبرز لتعطل ميليشيات الحوثي، رغم الدعم الإيراني الكبير لها وسيطرتها على أغلب مقدرات الجيش اليمني من أسلحة، هو الخلاف بين طرفي الانقلاب الحوثيين وصالح، والذي منع كلا الطرفين حتى الآن من الوصول لشكل موحد لحكومة وحدة يمنية، رغم مرور عشرة أشهر على بدء الأزمة اليمنية، ورغم إعلانهم المستمر عن قرب الإعلان عنها.

ويعد آخر ملامح هذا الخلاف ما ظهر عقب الهجوم الحوثي الأخير على صالح، عقب خطابه الذي غازل فيه الإمارات، وأكد أنه لن يقبل بالحوار إلا مع السعودية، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه تأكيد على سعي صالح لسيناريو تخليه عن الحوثيين، ودخوله في اتفاق شبيه بالمبادرة الخليجية، خاصة مع وجود محاولة خروج آمن سابقة لصالح للتخلي عن الحوثيين، قوبلت بالرفض من المملكة.

في المقابل، أيضًا يواجه صالح السيناريو نفسه الذي يهدد به الحوثيون، حيث تشير الخلافات إلى إمكانية تخلي الحوثيين عن صالح، وقبولهم بحل سياسي يستثنيه من الحل، خاصة مع إعلانه رفضه للتفاوض مع الشرعية اليمنية، وإصراره على التفاوض المباشر مع السعودية.

 

الدور الإماراتي المشبوه

يعد دور الإمارات المشبوه في التحالف العربي، من أبرز أسباب تأخر التحالف العربي في حسم الصراع مع الميليشيات الحوثية عسكريًا، وفقًا لعدد من المحللين السياسيين، والذين تصاعدت تحذيراتهم بشأن الدور الإماراتي منذ أكثر من أربعة أشهر.

وتأتي التحذيرات الأخيرة، التي أطلقها أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الله النفيسي في 9 يناير الجاري، جزءًا من سلسلة تحذيرات قدمها هو وآخرون، حيث قال النفيسي في تغريدات له: "أنصح المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف في اليمن، أن تراجع سياسة (التغاضي) عن ازدواجية (طرف) في التحالف".

وتابع تحذيره للمملكة متهمًا الإمارات بالازدواجية، حيث قال: "وهي ازدواجية باتت تشكل عاملًا معيقًا أمام الحسم الذي وعدت به عاصفة الحزم. لا بد من وقفة واضحة وجسوره مع هذا (الطرف) العابث".

واختتم "النفيسي" تغريداته، قائلًا: "يجب أن يتسلح التحالف في اليمن بـ(أجنده واحده) ويجتهد في تحقيقها، لكن هذا (الطرف) يبدو أن له أجندة (خاصة) به تبعثر المجهود الحربي للتحالف".

 

التنظيمات الإسلامية المسلحة

على الرغم من تركيز قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في اليمن، على معاركها مع الحوثيين، إلا أن التنظيمات المسلحة كان لها دور في الأحداث أيضًا، من خلال تواجدها ولجوئها للتفجيرات الانتحارية، خاصة في سيطرتها المناطق المحررة اليمن وسيطرتها على بعض محافظاتها.

ولفت تقرير لموقع "روسيا اليوم" نشر في الـ21 من يناير الحالي، إلى انتشار عناصر "القاعدة" في أحياء العاصمة المؤقتة عدن، رغم الجهود المبذولة لتأمينها، مشيرًا لوجود راية "القاعدة" السوداء فوق مبنى الشرطة في التواهي أحد أكبر أحياء المدينة. وأشار التقرير إلى ظهور تنظيم الدولة "داعش" في عدن، من خلال التفجير الذي استهدف مقر الحكومة اليمنية بأحد فنادقها منذ ما يقارب الشهرين.

كما يسيطر تنظيم القاعدة على منطقة المكلا، عاصمة حضرموت، كما شهدت مديرية زنجبار بمحافظة أبين مواجهات بين الجيش الوطني وتنظيم القاعدة، مطلع الشهر الحالي.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار