أكثر من مليوني يمني ينتشرون في مدينة الحديدة، تحوّل وضعهم بعد دخول الانقلابيين الحوثيين إلى ما لايقدر اللسان على وصفه ولا العين على مشاهدته، حياة لا تحمل من اسمها شيئ، لقد خنق الحوثيون وصالح أهلها من كل خدمة فلا لقمة تطفئ الجوع ولا ماء ولا كهرباء .. لقد حكموا عليها بالموت في مشاهد تستثير كل ذي ضمير حي.

تبدّلت معيشة سكان الحديدة إلى جحيم أكل الأخضر واليابس، خاصة بعد دخول المسلحين الحوثيين إلى مدينة الحديدة، الواقعة في غرب اليمن، والتي يقطنها أكثر من مليوني نسمة، وأصبح الوضع المعيشي لأهالي المدينة والمحافظة أكثر سوءاً.

وقال الصحافي أحمد كنفاني، وهو من سكان المدينة، إن المحافظة تعاني بشكل حقيقي، فلا كهرباء ولا مياه ولا مشتقات نفطية وانعدام تام للعديد من المواد الغذائية ونقص حاد في الأدوية.

ارتفاع الأسعار

وأوضح تقرير اقتصادي صادر عن مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي لشهر سبتمبر 2015 تفاقم الحالة الإنسانية الصعبة في ظل الاستمرار في زيادة أسعار المواد الأساسية وانعدام تام للمشتقات النفطية واتساع رقعة السوق السوداء مع تزايد لأعداد الفقراء بما يتجاوز 81 في المئة.

وذكر التقرير الذي غطى محافظات تعز وعدن وصنعاء وحضرموت ومأرب، والحديدة كذلك، عودة الارتفاع التصاعدي لأسعار المواد الأساسية في محافظة الحديدة بمتوسط ارتفاع 15.92 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من الشهر الماضي.

خسائر الأعمال

وفقد العديد من أرباب الأسر أعمالهم لا سيما بعد إغلاق ميناء الحديدة ثاني أكبر ميناء في اليمن والذي أصبح يخضع لسيطرة المسلحين الحوثيين، بعد أن كان يمثل مصدر رزق للعديد من المواطنين، كما فقد كثير من الشباب أعمالهم جراء إغلاق العديد من المصانع التابعة للقطاع الخاص.

وأدى احتكار مسلحي الحوثيين والقوات التابعة للرئيس المخلوع صالح، للمواد الغذائية واستيلائهم على مادة الديزل المخصصة للمواطنين وبيعها في السوق السوداء بمبالغ خيالية، إلى تأثر حياة المواطنين المعيشية بشكل مباشر وفادح، حيث يعتمد غالبية مواطني الحديدة وإقليم تهامة عموما، على الدخل اليومي من عمليات البيع والشراء.

وفيما أصبح توفير لقمة العيش هي الشغل الشاغل لأرباب الأسر في الحديدة مترافقا مع الخوف من عدم القدرة على توفيرها، فإن العديد من الأسر لا سيما في المناطق النائية باتت تقتات من القمامة ولا تصل إليها أي مساعدات تذكر.