ذكرت مصادر محلية ان قوات المقاومة والجيش الوطني تحقق تقدما يوميا نحو العاصمة صنعاء وان كانت بطيئة، فيما تقوم ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح بالانتقام من ذلك بتكثيف قصفها العشوائي على المدنيين في محافظة تعز بشكل هستيري.
وقالت لـ(القدس العربي) «الحوثيون يشعرون بالرعب من التقدم اليومي في محيط العاصمة صنعاء والاقتراب نحو معقل زعيم الحوثيين في محافظة صعدة، عبر فتح القوات الحكومية والمقاومة لجبهات جديدة والاستيلاء على بعض المواقع في منطقة البقع الاستراتيجية بصعده».
وأوضحت أن التقدم العسكري لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي باتجاه العاصمة صنعاء، والبدء في محاصرة محافظة صعدة عبر العديد من المحاور العسكرية، وفي مقدمتها محاور محافظتي الجوف وحجة المحاذية لها وهو ما دفع المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح إلى ممارسة الضغط العسكري عبر تصعيد القصف المدفعي والصاروخي على مدينة تعز بشكل هستيري، والتي يدفع المدنيون فيها الثمن غاليا من الضحايا والمعاناة اليومية في ظل الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين منذ تسعة أشهر بالاضافة إلى القصف العنيف للأحياء السكنية.
وأصيب سكان مدينة تعز بخيبة أمل كبيرة جراء عودة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد من صنعاء دون أن يحقق نتائج ملموسة في مشاوراته مع الحوثيين وصالح وفي مقدمتها قضية فك الحصار عن مدينة تعز والافراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين.
وفسّر العديد من المراقبين قيام قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بإسقاط شحنات جوية عبر المروحيات العسكرية من العلاجات والمستلزمات الطبية إلى مدينة تعز قبل ثلاثة أيام بأنه جاء نتيجة لليأس من استجابة الحوثيين وصالح للنداءات الانسانية المحلية والاقليمية والدولية ولمساعي الأمم المتحدة لفك الحصار عن تعز.
وذكروا أن إرسال هذه الشحنات العاجلة من الأدوية لانقاذ مدينة تعز المحاصرة من المواد الغذائية والأدوية ومن كافة الخدمات منذ 9 أشهر وأن هذه الخطوة من قوات التحالف ربما تعطي مؤشرا بأن موضوع الحصار على تعز قد يطول، كما أن العمليات العسكرية لتحريرها لن تكون قريبة، حيث لا زالت مدينة تعز ليست ضمن الأولوية الراهنة لقوات التحالف العربي في اليمن.
وقال مصدر في إحدى المنظمات الانسانية العاملة في اليمن لـ(القدس العربي) ان الحوثيين يراهنون على مواصلة الحصار على تعز في ممارسة الضغط الانساني الدولي على دول التحالف من أجل إجبارها على الوقف النهائي للقصف الجوي على مواقعهم في المحافظات الشمالية وأنه كلما زادت الحالة الانسانية سوءا في تعز كلما ارتفعت وتيرة هذه الضغوط بحيث يتم في الأخير مقايضة رفع الحصار الحوثي على تعز بوقف الضربات الجوية عليهم.
وأرجع أسباب عدم استجابة الحوثيين وصالح لكافة النداءات لفك الحصار عن تعز إلى «أنهم يعتبرونها ورقة الضغط الرابحة التي سيحققون من خلالها العديد من الأهداف في وقت واحد»، دون أن يحدد هذه الأهداف لكن مصادر أخرى أكدت أن من ضمن أهدافهم الانتقام من أبناء تعز الذين تزعموا ثورة الربيع العربي في اليمن في 2011 وأطاحوا بالرئيس السابق علي صالح، بالاضافة إلى أنهم كانوا ضمن المحافظات التي أعلنت وقوفها في وجه التمدد الحوثي جنوبا.
في غضون ذلك أكدت مصادر ميدانية أن طيران التحالف العربي شن غارات جوية كثيفة خلال اليومين الماضيين المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء والتي لا زالت ميليشيا الحوثي وصالح تتمركز فيها وتشكل حزاما أمنيا لحماية العاصمة صنعاء من التقدم العسكري لقوات الجيش الوطني والمقاومة التي تتقدم بشكل مضطرد من قبل المحافظات الشرقية وفي مقدمتها محافظة مأرب.
واستهدفت الغارات الجوية للتحالف العربي مواقع عديدة للمتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مناطق قبائل نهم، شرق صنعاء، وبلاد الروس جنوبا ومناطق في بني حشيش، شمالي شرق صنعاء، بالاضافة إلى غارات أخرى استهدفت مناطق في قبيلة سنحان، جنوب شرق العاصمة صنعاء، التي ينتمي اليها صالح.
وذكر مصدر عسكري لـ(القدس العربي) ان العديد من هذه الغارات الجوية لقوات التحالف وبالذات التي تركزت على المناطق الشرقية كانت بمثابة الغطاء الجوي لتسهيل تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة في مناطق قبيلة نهم المحاذية لقبيلة بني حشيش.
وقال «ان قوات الجيش الوطني والمقاومة تخوض مواجهات عنيفة ضد الانقلابيين من ميليشيا الحوثي وصالح منذ عدة أسابيع سعيا، من قواتنا إلى فرض حصار عسكري على العاصمة صنعاء من كافة الاتجاهات عبر حشر ميليشيا الانقلابيين في زوايا ضيقة، لاجبارهم على تسليم العاصمة لقوات الشرعية الموالية للرئيس هادي دون قتال، لتفادي سقوط ضحايا من المدنبين فيها».
مشيرا إلى أن «هذه الخطة العسكرية يتم تنفيذها بشكل تدريجي بالتعاون الوثيق من قبل القبائل المحيطو بالعاصمة صنعاء الموالية للشرعية الدستورية بقيادة الرئيس هادي».
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، إنها لا تزال عاجزة عن إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى جميع أنحاء اليمن، رغم المناشدات المتكررة للسماح بالوصول الفوري للمساعدات الطبية لتلبية الاحتياجات الصحية الملحة هناك.
وأوضحت المنظمة فى بيان لها أمس الجمعة، أن قضية تلبية الاحتياجات الصحية للسكان في مدينة تعز اليمنية أمر مثير للقلق بصورة خاصة، فمنذ 14 كانون الأول/ديسمبر 2015، يستمر منع دخول شاحنات المساعدات التابعة لمنظمة الصحة العالمية والتي تحمل مواداً لازمة لعلاج الإصابات وأدوية لعلاج حالات الإسهال، إضافة لمستلزمات طبية أخرى، بما فيها 500 أسطوانة أكسجين، حيث تحتاج 6 مستشفيات عامة داخل المدينة لهذه المساعدات بصورة عاجلة.
وأشارت المنظمة، أن عدم وصول المساعدات يؤثر على ما يقرب من 250 ألف شخص في مدينة تعز، مضيفة أنها حاولت إيجاد بدائل أخرى لإيصال المساعدات الطبية من مناطق أخرى مجاورة مثل محافظتي عدن ولحج، غير أن المخاوف والأوضاع الأمنية حالت دون ذلك.
وقال الدكتور علاء العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، «من هذا المنطلق، فإني أدعو كافة الأطراف لتسهيل الممرات الآمنة والفورية للمستلزمات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية الأخرى لمدينة تعز وجميع المناطق اليمنية التي يحتاج سكانها إلى الدعم بشكل عاجل».- حول دقة الأرقام المذكورة.
تجدر الإشارة أن المسلحين الحوثيين وقوات صالح، يحاصرون مدينة تعز منذ شهور، من جميع المنافذ، ويمنعون وصول الإمدادات الطبية والغذائية إلى الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة المقاومة.
وفي سياق آخر، قال مسؤول يمني إن انفجارا أصاب خطوط أنابيب النفط المتصلة بصهاريج التخزين في ميناء عدن بجنوب اليمن ومصفاة عدن البالغة طاقتها 150 ألف برميل يوميا بما أدى إلى اشتعال حريق صباح أمس الجمعة (15 يناير كانون الثاني).
وقال ناصر شايف المتحدث باسم مصفاة عدن إن قنبلة زرعت بالقرب من خطوط الأنابيب انفجرت في ساعة مبكرة صباح أمس لكن تم إخماد الحريق بعد ساعتين دون حدوث أي أضرار للمصفاة أو خطوط الأنابيب التي تمد السوق المحلية بالمنتجات النفطية.
وأضاف أن المصفاة لا تعمل نظرا لعدم وجود كميات كافية من النفط الخام لمعالجتها لكنه أضاف أن خطوط الأنابيب التي تمد السوق المحلية بالمنتجات النفطية التي تستوردها البلاد لم تتأثر وما زالت تعمل.
القوات الموالية للشرعية تحقق مكاسب باتجاه العاصمة والحوثيون ينتقمون من المدنيين في تعز
(مندب برس - القدس العربي - خالد الحمادي)