اشتدت حدة المعارك أمس في مناطق جنوب شرق تعز، حيث أحبطت قوات الشرعية اليمنية محاولة توغل لمتمردي الحوثي وصالح في المناطق الحدودية مع محافظة لحج المحررة. وقال المتحدث باسم فصائل المقاومة قايد نصر لـ«الاتحاد» «إن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والصواريخ تركزت في بلدة حيفان وبعض مناطق بلدة القبيطة المجاورة». نافيا بشدة أكاذيب المتمردين بالسيطرة على قرى في منطقة «الشريجة» التي تعد معبراً برياً رئيسياً يؤدي من تعز إلى لحج، مؤكداً إفشال محاولة تقدمهم وتكبيدهم خسائر كبيرة، وقيامهم بقصف منازل المدنيين عشوائيا في منطقة «كرش» بصواريخ الكاتيوشا الأمر الذي دفع عشرات الأسر إلى النزوح من المنطقة.
وأضاف نصر «الحوثيون يكذبون..لم يتقدموا ولم يسيطروا على أي منطقة مطلة على لحج، والمقاومة شرعت في إعادة ترتيب صفوفها للزحف شمالا لتحرير مناطق شمالية». وأكدت المقاومة في بيان مقتل 35 متمردا باشتباكات «الشريجة» المجاورة لمدينة كرش، وأضافت أن طيران التحالف العربي قصف مواقع للمتمردين في المنطقة ما أسفر عن مصرع العديد منهم وتدمير عدد كبير من آلياتهم العسكرية.
وأكد مصدر في قوات الشرعية وقوع اشتباكات عنيفة بين المقاومة والمتمردين في جبل الريامي والخرص وظبي ببلدة «حيفان»، وأشار إلى مقتل 3 متمردين باشتباكات في منطقة «نقيل حده» ببلدة «المسراخ»، جنوب غرب تعز. كما تحدث عن مقتل 5 حوثيين بمواجهات اندلعت في حي الدعوة شرق تعز، واعتقال مسلح حوثي بلباس نسائي في سوق دي لوكس وسط المدينة وضبط أسلحة قنص بحوزته. فيما ارتفع عدد الوفيات جراء انعدام الأوكسجين في مستشفيات المدينة بسبب حصار المتمردين ليصل إلى 17 شخصا بينهم ثلاثة رضع.
وتواصلت المواجهات بين المقاومة والمتمردين في بلدة ذي ناعم بمحافظة البيضاء حيث تحدثت مصادر عن مقتل حوثيين في موقع الجماجم. كما قتل حوثي بهجوم للمقاومة في حارة الزبارية بمدينة الحديدة الساحلية حيث اختطف المتمردون مسؤولا تربويا ونجله بعد أن داهموا منزله في المدينة التي شهدت غارات لطيران التحالف العربي على مواقع تابعة لمعسكر الدفاع الجوي، ومخازن أسلحة وذخائر للمتمردين في معسكر الجبانة.
وكثف التحالف العربي أمس لليوم الثاني على التوالي ضرباته الجوية على مواقع وتجمعات لمتمردي الحوثي وصالح في صنعاء ومحيطها. وأصابت غارتان قاعدة الديلمي الجوية، واستهدفت 6 غارات تجمعات في بلدة همدان دمرت مخابئ أسلحة وذخائر. كما استهدفت غارات مواقع للمتمردين في منطقة عصر غرب العاصمة. وطال القصف الجوي أيضاً منطقة عمد في بلدة سنحان مسقط رأس المخلوع.
وفي عدن، تمكنت أجهزة الأمن اليمنية من فرض سيطرتها على البوابة الغربية لميناء المعلا عقب مواجهات عنيفة مع عدد من المسلحين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» استمرت لساعات خلفت قتلى وجرحى. وقال مصدر أمني في الميناء لـ«الاتحاد» إن أجهزة الأمن تمكنت من فرض سيطرتها الكاملة على الميناء عقب المواجهات التي قادها مدير الأمن العميد شلال علي شائع. لافتا إلى أن القوات تمكنت من القبض على عدد من المسلحين.
وأكد محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي أن الملف الأمني يحتل الأولوية في المدينة، وسيتم حل الإشكاليات في هذا الملف خلال الأيام المقبلة من خلال التعامل الحازم مع كل العناصر المسلحة الخارجة عن القانون بشكل عام. وقال «إن الأجهزة الأمنية تعاملت مع العناصر المهاجمة وأجبرتهم على التراجع وتمكنت من اعتقال آخرين»، مؤكدا أنه لن يكون هناك تهاون مع أية عناصر خارجة عن النظام والقانون. داعيا كافة أهالي عدن إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة أي أعمال هدفها الأضرار بالصالح العام سواء في الميناء والمؤسسات الحكومية أو الخاصة وأن هذه المصالح العامة ستكون تحت سيطرة الدولة وليس أي طرف من الأطراف.
وأكد مدير أمن عدن أن القوات والأجهزة الأمنية لن تسمح بتعطيل حياة الناس والتطاول على مؤسسات الدولة، ولن تسمح باستخدام الدين لإرهاب الناس، فعدن مدينة يتعايش فيها الجميع دون إكراه، مضيفا أنه سيتم بسط الأمن في كل مناطق المدينة دون استثناء. وأضاف «أن الدعم الإماراتي السخي ساهم بشكل كبير في انتشال الوضع الكارثي وتعزيز الأمن في مواجهة خفافيش الظلام».وقال المتحدث باسم المقاومة علي شائف الحريري لـ«الاتحاد» إن القوات الأمنية في عدن لن تتهاون مع كل العناصر التي تحاول زعزعة السكينة العامة وستضرب بيد من حديد، وأضاف هناك تعزيزات إضافية للقوات الأمنية المدربة ستصل إلى عدن لحماية كل المؤسسات الحيوية وتطبيع الحياة العامة. مشددا على محاسبة واعتقال كل من يعمل على زعزعة الأمن واستقراره حتى يكون عبرة لكل من تسول نفسه له بث الرعب بين الناس.