دعت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في ملابسات الانقسام، وتقديم توصيات تضمن عدم تكرار هذه الأزمة مستقبلاً، وتحميل أي جهة تسعى إلى تفتيت الشركة المسؤولية الكاملة عن أي أضرار مادية أو معنوية أو إنسانية قد تنجم عن ذلك. واعتبرت في بيان، الأربعاء، أن إنقاذ شركة الخطوط الجوية اليمنية "واجب وطني، يتطلب الوقوف صفاً واحداً خلف مؤسسة ينبغي أن تظل ملكاً لجميع اليمنيين، بعيداً عن صراعات النخب ومشاريع التمزيق".
ووصف رئيس النقابة، هاني القرشي، هذا الانقسام، في حديث لـ"العربي الجديد"، بـ"الأمر الضار والمؤثر والخطير"، مؤكداً ضرورة أن "يعمل الجميع بشكل موحد للحفاظ على الخطوط الجوية اليمنية ناقلاً وطنياً لكل أبناء الجمهورية اليمنية"، لافتاً إلى أن شركة الخطوط الجوية اليمنية "ليست مجرد مؤسسة خدمية، بل هي رمز وطني سيادي، وواجهة للدولة اليمنية في المحافل الدولية، ومؤسسة حيوية لربط اليمن بالعالم الخارجي. وكما يعرف الجميع، فإن أي انقسام داخل الشركة، سواء من الناحية الفنية أو التجارية أو الإدارية أو المالية، سيؤدي إلى شلل في عملها وتوقف خدماتها، ما سينعكس بشكل مباشر على ملايين المواطنين الذين يعتمدون عليها في السفر والعلاج والتعليم والعودة إلى الوطن".
وأضاف القرشي أن "جميع اليمنيين يستفيدون من الخطوط الجوية اليمنية التي تمر بظروف صعبة وحرجة تتطلب النظر بمسؤولية لوضعية الناقل الوطني الذي فاقم الانقسام من وضعيته الصعبة، فالوقت قد حان لتوحيد الجهود لإنقاذ الخطوط الجوية اليمنية لتستعيد قدراتها التشغيلية الكاملة للقيام بخدمة جميع اليمنيين في كل المناطق دون استثناء". وكان العدوان الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
وفاقم العدوان الإسرائيلي من معاناة اليمنيين بعد استهداف الطائرة الرابعة وتوقف رحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية وعبر وجهة واحدة للخطوط الجوية اليمنية بين مطار صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان. في حين، يواجه المشغل الوطني الوحيد صعوبات بالغة بعد فقدان نحو 4 طائرات، وتبقي ثلاث طائرات يقتصر عملها فقط على المطارات الواقعة في مدن ومناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، حيث خرجت مؤخراً إحدى الطائرات عن الخدمة منذ 22 يونيو/ حزيران الماضي، بسبب تعرضها لحادث أثناء عمليات المناولة الأرضية في مطار عدن تسبب بفقدانها أحد أجنحتها، قبل أن تعود إلى الجاهزية التشغيلية الكاملة في 2 يوليو/ تموز 2025.
وقالت النقابة في البيان: "نتابع بقلق بالغ ما آلت إليه أوضاع الشركة من تدهور منذ مارس/ آذار 2023، بسبب التدخلات السياسية والصراعات غير المسؤولة، التي تهدد كيان الشركة ووحدتها ونشاطها المؤسسي الخدمي، وتعرض مستقبلها واستمرارية خدماتها الحيوية لخطر حقيقي ينعكس سلباً على حياة ملايين اليمنيين، خاصة في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني". ويرى نقابيون وموظفون في الهيئة العامة للطيران المدني، والخطوط الجوية اليمنية، أن الأمر يتطلب سعى كل العقلاء إلى محاولة رأب الصدع وتجاوز الأزمة وتقديم العديد من المبادرات والحلول لإرجاع الوضع كما كان في الاتجاه الصحيح، ومع كل ذلك كان هناك طرف لا يريد العودة للصواب والاستقرار للشركة لأهداف شخصية ذاتية.
وقال القرشي: "اليوم، وبعد كل هذه التجاذبات والصراع السياسي على الشركة، والذي أدى إلى انقسامها وتدمير أسطولها ومحاولة تمزيق موظفيها الذين لا يزالون موحدين وعلى قلب رجل واحد، رافضين كل هذه التدخلات السياسية التدميرية، سواء في عدن أو في صنعاء". وشددت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية على أن "الظرف الراهن يستدعي وقفة جادة من المعنيين للضغط على جميع الأطراف للتدخل العاجل لإعادة توحيد إدارة الشركة وتغيير المتسببين في هذا الانقسام والصراع الحاصل، بعيداً عن الانتماءات السياسية والمناطقية، والتزام جميع الأطراف بعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية خارج القانون والنظام الأساسي للشركة".