فيما تتضارب التقييمات لمسار مفاوضات السلام اليمنية في سويسرا بين مؤكد أنها باتت تقاوم الفشل وآخر يبدي تفاؤلاً حذراً، قلبت القوات المشتركة المدافعة عن الشرعية المعادلة الميدانية في المحافظات الشمالية وأصبحت على بعد من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وكثف الجيش الوطني ومقاتلو المقاومة الشعبية من التحركات العسكرية في المناطق القبلية المحيطة بصنعاء، في إطار التحضيرات الجارية للتقدم باتجاه العاصمة اليمنية، وخوض معركة الحسم ضد ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح. وتزامن تقدم المقاومة والجيش نحو المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، من جهتي الشمال والشرق، مع سيطرة المقاومة المسنودة من التحالف العربي، على معسكر اللبنات الاستراتيجي في الجوف، وتوغلها باتجاه آخر معاقل الحوثيين.
وبعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرقي العاصمة، فرضت قوات الشرعية مدعومة من قبائل المنطقة حصاراً على قاعدة فرضة العسكرية في نهم شمال شرقي العاصمة. كما استكملت السيطرة على جبال صلب بنهم التابعة لمحافظة صنعاء، وهي منطقة تطل على جبال بني حشيش في ضواحي العاصمة. وأعلنت مصادر عسكرية وقبلية أن 68 مقاتلاً على الأقل لقوا حتفهم أمس في معارك بين القوات الحكومية والمتمردين. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن بين القتلى 28 من القوات الموالية للحكومة، فيما أفادت مصادر قبلية بسقوط 40 متمرداً من الحوثيين.
وأشاد محافظ الجوف حسين العواضي بالدور المحوري الذي أسهمت به قوات التحالف العربي وعلى رأسها القوات المسلحة الإماراتية في تحقيق الانتصارات الأخيرة في جبهة الجوف، معتبراً أن الإمارات قدمت الكثير من التضحيات القيمة لليمن. وأشار العواضي إلى أن الطريق إلى صعدة أصبح سالكاً وأن تحرير الجوف سيسهم بشكل فاعل في التسريع بتحقيق الحسم العسكري وطي صفحة الانقلابيين.
وغرباً، استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عدداً من المواقع في عدد من الجبهات القتالية بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، في حين شنت الأخيرة، أمس السبت، قصفاً عشوائياً على عدد من الأحياء السكنية ومناطق متفرقة في مدينة تعز.
وفي وقت متأخر أمس، تحدثت مصادر في سويسرا عن انفراجة حصلت في المفاوضات اليمنية، وذلك بعدما تم الإعلان عن اتفاق على تشكيل غرفة عمليات لمراقبة وقف إطلاق النار. وقال عضو في الوفد الحكومي للمفاوضات: «هناك توافق على إنشاء لجنة عسكرية محايدة تكلف بمراقبة وقف إطلاق النار».
وفي أثناء ذلك، قال مشاركان في محادثات السلام إن الحوثيين وافقوا على إطلاق سراح خمسة سجناء رفيعي المستوى، بينهم شقيق الرئيس ووزير الدفاع، في إشارة إلى حسن النية. وقال المصدران، بحسب وكالة «أسوشيتد برس»، إن وزير الدفاع محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي، سوف يتم تسليمهما إلى الصليب الأحمر مع ثلاثة سجناء آخرين في وقت لاحق.