الرئيسية > اخبار وتقارير > محادثات السلام بين تعنت الإنقلابيين والحسم العسكري(تقرير خاص)

محادثات السلام بين تعنت الإنقلابيين والحسم العسكري(تقرير خاص)

محادثات السلام بين تعنت الإنقلابيين والحسم العسكري(تقرير خاص)

استأنف المبعوث الأممي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، السبت، محادثات السلام اليمنية بحضور وفدي الشرعية والانقلابيين في مدينة بييل السويسرية، وذلك بعد رفض وفد الانقلابيين "الحوثي وصالح" حضور جلسة الجمعة بحجة التطورات العسكرية على الأرض وإصدار المبعوث الأممي لبيان تضمن نقاطاً غير النقاط التي تم التشاور حولها معهم.

 

ولم تحقق جلسة محادثات السلام، السبت، أي نتائج إيجابية تذكر كحال الجلسات السابقة التي شهدت تعنت الإنقلابيين ورفضهم التوصل إلى أي نقاط تسوية في مختلف الملفات، حيث انطلقت افتتاحية محادثات السلام ظهر الثلاثاء الماضي وكان من المقرر أن تشهد اليمن هدنة ووقفاً لإطلاق النار في جميع الجبهات لمدة 7 أيام إلا أن الساعات الأولى من بدء سريان عملية وقف إطلاق النار شهدت عشرات الخروقات من قبل مليشيات الحوثي وصالح في مختلف الجبهات.

 

كما شهدت جلسة الأربعاء تعنت ورفض وفد الإنقلابيين لصيغة تسوية تقدم بها المبعوث الأممي حول إطلاق المعتقلين، ليواصل وفد الإنقلابيين، في جلسة الخميس، الإصرار على رفضه للتسوية حول ملف المعتقلين والمخفيين قسرياً رافضاً في الوقت ذاته تقديم أي معلومات عن مصيرهم ووضعهم الحالي، وبالرغم من إعلان الأمم المتحدة الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز إلى أن الواقع يشهد مزيداً من تضييق الحصار والخناق المفروض من قبل المليشيات الحوثية للمدينة، وقد نفى ائتلاف الإغاثة في مدينة تعز الأنباء والتقارير التي تحدثت عن وصول مساعدات إنسانية للمحافظة.

 

وبينما يترقب اليمنيون نتائج محادثات السلام وتعنت الإنقلابيين خلال جلسات المحادثات، استمرت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في عملياتها العسكرية على الأرض، بعد خرق مليشيات الحوثي وصالح للهدنة واتفاق وقف إطلاق النار، وقد تمكنت قوات المقاومة الشعبية من تحقيق انتصارات ملموسة وتقدم كبير على الأرض، حيث سيطرت على مديرية "الحزم" مركز محافظة الجوف ومعظم مديريات المحافظة، كما سيطرت على أجزاء من محافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى سيطرتها على معسكر "ماس" الاستراتيجي في محافظة مأرب وتقدمها باتجاه العاصمة صنعاء وسيطرتها على مرتفعات جبلية في مديرية نهم التابعة للعاصمة.

 

لا علاقة لوفد الإنقلابيين بعملية السلام

وحول سير محادثات السلام يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان أن تحالف "الحوثي وصالح" ذهب لمشاورات السلام وهو يمهد لجولة محادثات سويسرية أخرى، مؤكداً أنه لا علاقة للسلام وإيجاد تسوية بذهابهم وأن لقاءات التسوية مجرد تسويق لهم بأنهم يحملون خيارات السلام ويرغبون به وفي نفس الوقت يمتصون الضغط الدولي عليهم قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن بشأن اليمن في الـ22 من ديسمبر الجاري.

 

وخلال حديثه لـ"مندب برس"، لفت الدكتور شمسان إلى وجود خطأ مقصود يتمثل بتعميم الحوثيين والمخلوع صالح كطرف من أطراف النزاع وليس جماعة انقلابية، موضحاً أن المسائل المتناولة لا تتعلق بالفعل الرئيس المتمثل بالانقلاب والأفعال الناتجة عن الانقلاب مثل الانتهاكات ووقف إطلاق النار.

 

وأضاف الدكتور عبدالباقي: إذا ما سارت المشاورات على هذه الشاكلة فإن الانقلابيين سيفلتون من العقوبات وسيصبحون طرفاً من أطراف النزاع، ومن هنا سوف يتركز الحديث حول وقف إطلاق النار وإرسال لجان مراقبة الأمر الذي يعني إيقاف استعادة الدولة والمؤسسات وتثبيت أمر لجغرافيا رخوة وطنياً ومذهبياَ، حيث أنه لا ضمانات لتسليم السلاح او التزام الانقلابين بالقرار الأممي ????، وفي الوقت ذاته تحاصر تعز في عملية توصف بالإبادة الجماعية ويعامل المختطفين والأسراء مثل الرهائن عند العصابات فهم كورقة ضغط.

 

وأكد شمسان أن أفضل مسار لاستعادة الدولة ومؤسساتها هو أن تعمل السلطة ودول التحالف على المسار العسكري بسرعة تسعين بالمائة وما تبقى للمشاورات بهدف امتصاص الضغط الدولي.

رد قاسي يمنع الاستغلال

من جهته يرى عبدالسلام محمد رئيس مركز "أبعاد" للدراسات والأبحاث أن الحوثيون يريدون من خلال محادثات السلام استعادة انفاسهم وإعادة ترتيب أوراقهم العسكرية، مشيراً إلى أن الرد الشديد والقاسي للمقاومة والجيش الوطني على خروقاتهم للهدنة، والتي أدت لفقدانهم كثير من الأراضي في الجوف ومأرب وحجة، سيمنع الحوثيين من استغلال مشاورات السلام وإعادة ترتيب وضعهم العسكري الذي يعني مزيدا من الدماء والفوضى في اليمن.

 

وحول رفض وفد الإنقلابيين حضور جلسة مباحثات السلام يوم الجمعة، أوضح عبدالسلام، خلال حديثه لـ"مندب برس"، أن الإنقلابيين لا يريدون تنفيذ القرار الأممي وبالتالي يبحثون عن مبررات لتضييع الوقت، لكنهم اصطدموا بتغير الواقع على الأرض.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)