أثار إعلان رئيس دولة غامبيا “يحيى جامع” مساء أمس الجمعة أن بلاده باتت “جمهورية إسلامية”؛ جدلا واسعا في كافة وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشادت وكالات الأنباء العالمية بخطاب جامع المتلفز، الذي وعد فيه بأن كل من يعتنقون ديانات أخرى في “غامبيا” سيستمرون بممارسة شعائرهم بحرية، من دون أي تدخل من الدولة، أو أي ممارسات عنصرية تمارس بحقهم.
وقال جامع في خطابه: “تماشيا مع الهوية والقيم الدينية للبلد، فأنا أعلن غامبيا دولة إسلامية؛ لأن المسلمين يشكلون أغلبية هذه البلد، كما أننا لا يمكن أن نستمر ونواصل المضي بسياسات الإرث الاستعماري”.
وكانت بريطانيا تحتل غامبيا حتى عام 1965، ولكنها انضمت إلى ما أطلق عليه دول “الكومنولث”، إلى أن أعلن جامع انسحاب بلاده من التحالف البريطاني عام 2013، واصفا إليه بالاستعمار الجديد.
ويحكم جامع دولة غامبيا منذ أكثر من 21 عاما، ومنح منذ توليه الحكم المسلمين عدد من حقوقهم المسلوبة منذ عهود الاستعمار الإنجليزي، الذي غير ديانة الدولة إلى المسيحية، وسلب عدد كبير من حقوق المسلمين، الذين يشكلون 95% من إجمال سكان غامبيا، البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.
واتهم الرئيس الغامبي الدول الغربية بمحاولة تكبيل بلاده؛ بسبب انفصال غامبيا، أصغر دولة في البر الرئيسي للقارة السمراء، عن تحالف “الكومنولث”، بسبب تعليق الاتحاد الأوروبي العام الماضي بصورة مؤقتة أي مساعدات مقدمة لغامبيا؛ بداعي سوء سلجها في مجال حقوق الإنسان.
ومن جانب آخر، اتهم وزير الخارجية السابق “سيدي سانيه”، الذي فر هاربا إلى أمريكا وبات معارضا، الرئيس الغامبي بأنه نفذ تلك الخطوة؛ سعا وراء أموال التنمية من دول العالم العربي، وبالأخص الدول النفطية، بعد توقف المساعدات الأوروبية.
يذكر أن الرئيس الغامبي يشتهر كثيرا بقراراته المفاجئة للجميع؛ حتى المقربين منه، حيث كان قرار انفصاله عن تحالف “الكومنولث” مفاجئا للجميع؛ خاصة وأنه يعمق دوما العلاقات التجارية والسياحية بينه وبين بريطانيا، حيث يفضل السياح البريطانيين دوما الذهاب والاستمتاع برمال غامبيا البيضاء، على حد قول “الديلي تليجراف” البريطانية.
كانت غامبيا، واحدة من أقدم الديمقراطيات المتعددة الأحزاب في قارة إفريقيا، منذ استقلالها عام 1965، وحتى عام 1992، إلى أن صعد حزب الشعب التقدمي إلى السلطة وسيطر على البلاد لنحو 30 عاما، وقاد البلاد إلى الاستقلال التام عن بريطانيا، ولم يظهر له أي منافس حقيقي على الساحة السياسية.