اكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي على المضي قدما في مساعيهم لإقامة منظومة دفاعية خليجية مشتركة تقودها قيادة عسكرية موحدة «لتحقيق التكامل الدفاعي المنشود» (في اشارة إلى الحلف العسكري الذي يجري تشكيله على غرار حلف شمال الاطلسي – الناتو -).
جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال القمة الخليجية السادسة والثلاثين التي أنهت أعمالها في الرياض ظهر امس،
وعبر فيه القادة الخليجيون عن « ارتياحهم وتقديرهم للإنجازات والخطوات التي تحققت لإنشاء القيادة العسكرية الموحدة، ووجهوا بأهمية الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة لتفعيلها، وتكثيف الجهود وتسريعها لتحقيق التكامل الدفاعي المنشود بين دول المجلس في مختلف المجالات».
وهذا يعني تعبيرعن الارتياح للتحالف العسكري الخليجي في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن (والتي تشارك فيها قوات من دول مجلس التعاون – عدا سلطنة عمان – كل على حسب قدراتها العسكرية ).
ويذكر ان قمة الدوحة الخليجية قبل عام اقرت مشاريع وبرامج لاقامة الحلف العسكري الخليجي والذي يسميه الخليجيون «المنظومة الدفاعية المشتركة «واقيم لهذا الغرض غرفة قيادة عمليات مشتركة في الرياض».
وأشار القادة الخليجيون في بيانهم السياسي إلى استمرار خوضهم الحرب في اليمن حين اكد البيان على «استمرار الدعم والمساندة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية ومواصلة العمل لإعادة الأمن والاستقرار لكافة ربوع اليمن الشقيق «.
ولكن الدول الخليجية ابدت تاييدا لحل سياسي للازمة اليمنية من خلال تاكيد القمة على «أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216
كما رحبوا بالمفاوضات التي ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل تحت رعاية الأمم المتحدة بين الجكومة اليمنية والمتمردين.
ودعت دول مجلس التعاون إلى الإعداد لمؤتمردولي لإعادة اعمار اليمن بعد توصل الأطراف اليمنية إلى الحل السياسي المنشود، ووضع برنامج عملي لتأهيل الاقتصاد اليمني لتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي».
وعلى صعيد الأوضاع في سوريا لوحظ ان البيان الختامي للقمة الخليجية بدا اقل تشددا من الموقف السعودي الداعي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد حيث ان البيان الخليجي رحب بنتائج محادثات فيينا التي عقدت بتاريخ الشهر الماضي مستندا على بيان جنيف (1)، وبما يلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق ويضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة».
وفي مؤتمر صحافي عقب اختتام القمة الخليجية لأعمالها عاود وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التأكيد على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قائلا «الأسد امام خيارين اما الرحيل بالقوة، أو بالمفاوضات وهذا الاسهل والأفضل»، واضاف «ان الشعب السوري مصر على بناء دولة مدنية جديدة تحفظ حقوق ابناؤه بمختلف اطيافهم وفئاتهم». واعتبر هذا اشارة للمناقشات التي تجري بين قوى وحركات المعارضة السورية التي تستضيفها الرياض منذ يومين، وقد اشادت القمة الخليجية باستضافة السعودية للمؤتمر.
وزير الخارجية السعودي واصل مهاجمته للسياسة الإيرانية في المنطقة ،وكشف عن انه بالفعل التقى بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماع فيينا الأخير الشهر الماضي نافيا انه اجتمع به مطولا او لساعات، ولكنه اوضح ان اللقاء كان قصيرا ولدقائق معدودة، ولكن الوزير السعودي اوضح انه «لازال لدينا مشاكل مع إيران ،واستمرارلعب إيران دورا سلبيا بمعظم قضايا المنطقة وهذا لا يساعد على بناء علاقات ايجابية معها».
القمة الخليجية أعربت عن رفضها التام «لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة»، وطالب القادة الخليجيون إيران « بالالتزام التام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية المبنية على مبدأ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. واعربوا عن رفضهم لتصريحات بعض المسؤولين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضد دول المجلس والتدخل في شؤونها الداخلية، ومحاولة بث الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها.
كما أيد البيان الختامي للقمة الخليجية حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ورفض الإجراءات القمعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس، ورفضه لكل أشكال الإرهاب، وأن محاربته مسؤولية مشتركة
وأكدت دول المجلس على مواقفها الثابتة حيال القضايا العربية والدولية، وعزمها على الاستمرار في مد يد العون للأشقاء لاستعادة أمنهم واستقرارهم ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات.
وأكدت دول المجلس أن على دول العالم مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أيا كان مصدره، لافتة أن الإرهاب لا دين له، وأن ديننا الحنيف يرفضه، فهو دين الوسطية والاعتدال والتسامح».
وفي تطور نوعي في مسيرة مجلس التعاون، أشار «اعلان الرياض»الذي صدر عن القمة إلى أن قادة دول المجلس أقروا رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن «إمكانية الاتفاق بين عدد من الدول الأعضاء على إجراءات تكاملية تراها في إطار المجلس على أن تتبعها بقية الدول متى كان الوقت مناسب لها».
ووصف مراقبون قمة الرياض بانها قمة «سهلة» عقدت في ظروف صعبة تمر بها المنطقة وهذا مايشير اليه انالقادة الخليجيون ـ كما هي العادة ـ عقدوا جلسة عمل واحدة ليلة اول امس استغرقت نحو ساعتين اقروا خلالها بدون جدل مشاريع القرارات والبيان السياسي واعلان الرياض التي عرضت عليهم بعد ان كان وزراء خارجيتهم قد عملوا على اعدادها لهم ،بالاضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية.
ورغم انه كان من المقرر ان تستضيف الامارات القمة الخليجية العام المقبل ـ على حسب الترتيب الدوري ـ إلا ان ابوظبي كما يبدو اعتذرت، ربما لأسباب تتعلق بصحة رئيس دولة الامارات غير القادر على ممارسة مهامه لمرضه، فأعلن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن استضافته للقمة.
لاستكمال إقامة الحلف العسكري والإعلان عن تأييد الحل السياسي في اليمن وسوريا
(مندب برس- القدس العربي)