أعلنت مؤسستان حقوقيتان تعنيان بشؤون الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن مواصلة ثلاثة أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال، وهم أسيرة فلسطينية، وصحافي فلسطيني، وكذلك أسير أردني.
وقال مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، في بيان له، إن "الأسيرة إحسان دبابسة (27 عاماً) من قرية نوبا بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ خمسة أيام رفضاً لنقلها من سجن هشارون المخصص للأسيرات الفلسطينيات إلى سجن الدامون مع عشر أسيرات أخريات، بسبب ارتفاع أعداد الأسيرات والاكتظاظ في سجن هشارون".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يحول أسيرة من الخليل إلى الاعتقال الإداري
وترفض الأسيرة دبابسة قرار النقل وتصر على الإضراب عن الطعام رفضاً لذلك، حيث أشارت عائلتها إلى أن ابنتهم الأسيرة تمر بحالة صعبة نتيجة للنقل، بينما تشكو الأسيرة من عدم اهتمام المحامي الخاص بها في قضيتها، مطالبة إياه بالتدخل، في حين ناشدت العائلة كافة المؤسسات الحقوقية بالاهتمام بابنتهم، وتسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات.
والأسيرة إحسان دبابسة معتقلة منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ولا تزال تخضع للمحاكم العسكرية الإسرائيلية، وهي أسيرة محررة أمضت عامين في الأسر وتحررت عام 2009، وهي خطيبة الأسير أسامة الحروب من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ويواصل الأسير الصحافي (محمد أديب) أحمد القيق (33 عاماً) من الخليل، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي، بعد أربعة أيام على اعتقاله في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفقاً لبيان أحرار.
ويخوض الصحافي القيق، والذي يعمل مراسلاً لقناة المجد الفضائية، إضرابه عن الطعام بسبب المعاملة القاسية التي يتعرض لها أثناء التحقيق معه في مركز تحقيق الجلمة، ومنعه من لقاء المحامي، بينما يرفض الاحتلال الإفصاح عن وضعه الصحي خلال الإضراب، وتعمد كذلك إخفاء نبأ إضرابه منذ البداية، إلا حينما أبلغ الأسير القيق قاضي المحكمة.
وفي السياق ذاته، قال محامي نادي الأسير الفلسطيني صالح أيوب، اليوم الأربعاء، في تصريح له، إنه "تمكن من زيارة القيق، بعدما منعت سلطات الاحتلال محاميه من لقائه منذ اعتقاله"، مؤكداً أن الأسير القيق مستمر في إضرابه عن الطعام وأن علامات الإرهاق والتعب ظاهرة عليه.
في هذه الأثناء، ذكر مركز "أحرار" أن الأسير الأردني عبد الله نوح أبو جابر (38 عاماً) من مخيم البقعة في العاصمة الأردنية عمّان، يواصل إضراباً مفتوحاً عن الطعام للشهر الثاني على التوالي، وذلك للمطالبة بنقله للأردن، وإكمال ما تبقى من حكمه في السجون الأردنية.
ونقل "أحرار" عن عائلة الأسير أبو جابر أن عبد الله يقبع حالياً في ما يعرف بـ"مستشفى سجن الرملة"، بعد خوضه الإضراب، في الوقت الذي لا تعلم فيه العائلة طبيعة وضعه الصحي الحالي، بسبب عدم القدرة على التواصل مع ابنها.
ويطالب الأسير أبو جابر بأن يعرض على محكمة ثلثي المدة "الشليش"، والتي يستطيع من خلالها أي أسير داخل المعتقلات الإسرائيلية مضى على اعتقاله ثلثي مدة الحكم أن يعرض على محكمة خاصة للنظر بالإفراج عنه، وهو ما يسعى له الأسير أبو جابر من خلال إضرابه عن الطعام، إضافة لمطالبته بالإفراج عنه في حال عدم حصوله على تلك المحكمة، ليقضي ما تبقى من حكمه داخل السجون الأردنية، كما تقول العائلة.
والأسير أبو جابر معتقل منذ 15 عاماً ويقضي حكماً بالسجن 20 عاماً، بسبب تنفيذه لعملية تفجير حافلة إسرائيلية في "تل أبيب" عام 2000، في حين كان قد أضرب قبل عدة أشهر لمدة 19 يوماً للمطالبة بضرورة زيارة السفير الأردني له داخل المعتقل، وقد أنهى إضرابه حينها بعد الحصول على طلبه.
وتطالب عائلة الأسير الأردني عبر "أحرار" بضرورة أن تولي الحكومة الأردنية ووزارة الخارجية الأردنية اهتماماً كافياً بقضية ابنهم المضرب عن الطعام، والنظر في مطالبه والاهتمام بقضيته باعتباره مواطناً أردنياً.
وأوضح مدير "أحرار" فؤاد الخفش، أن ما يسمى بمحكمة ثلثي المدة "الشليش" ما هي إلا أحد الأساليب التي يحاول الاحتلال من خلالها إظهار نفسه بالديمقراطي والمحافظ على حقوق الأسرى والمعتقلين لديه.
*العربي الجديد