يقف المواطن اليمني محمد باداس، من قرية "جعلة" في محافظة شبوة، بجنوب شرق اليمن، على أطلال منزله المدمر جراء إعصار شابالا الذي ضرب أجزاء كبيرة من المناطق اليمنية، ويقول إنه "لم يعد لدي وعائلتي مسكن ولا مأوى، أصبحنا مشردين في العراء بعد أن جرفت سيول الإعصار منزلنا".
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أنهم لا يملكون طعاما أو ماء للشرب منذ يومين "كل ما لدينا فواكه البطيخ التي جرفتها مياه الأمطار، بعدما أتى الإعصار على الأخضر واليابس".
وتحولت قرية "جعلة" إلى أطلال وأكوام من الحجارة والطين، وشوهدت معظم المنازل الطينية في القرية أمس خاوية على عروشها بعد أن جرفتها فيضانات السيول، إضافة لنفوق عدد كبير من المواشي التي كانت تطفو على سطح مياه السيول.
نفوق المواشي
وأعلنت السلطات المحلية بمحافظة شبوة الثلاثاء الماضي "جعلة" منطقة منكوبة، ضمن قرى ومناطق في السواحل اليمني أدى إعصار شابالا إلى نزوح سكانها وتهدم أغلب المنازل فيها وجرف الكثير من الممتلكات ونفوق مواشيها.
وتبعد قرية جعلة نحو ثلاثة كيلومترات عن ميناء "بلحاف" النفطي المخصص لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو من أكبر المشاريع الاستثمارية باليمن. وهي تضم 150 منزلا غمرتها السيول بشكل كامل ما أدى -طبقا لإحصائيات محلية وردت من المنطقة- لتدمير أكثر من ستين منزلا بشكل كامل وعشرات أخرى بشكل جزئي.
ولايزال اثنان من أهالي القرية في عداد المفقودين بعد أن عثرت فرق الإنقاذ في المنطقة على شخص ثالث عالق وسط الأشجار الشوكية التي تنتشر في القرية، بينما نزح بقية السكان إلى قرى مجاورة قبل وصول الإعصار.
ويتراوح عدد سكان هذه القرية ما بين ستمئة وثمانمئة نسمة، يعملون في صيد الأسماك وجميعهم من ذوي الدخل المحدود.
بعض سكان القرية يعزون الأضرار التي لحقت بهم لحاجز ترابي أقامته الشركة اليمنية للغاز المسال (الجزيرة)
الأكثر تضررا
وقال الإعلامي في إذاعة عتق المحلية، عدنان المنصوري، إن أضرار هذا الإعصار في محافظة شبوة وحدها تركزت بشكل كبير في مديريتي ميفعة ورضوم الواقعتين جنوب المحافظة، حيث تعرضت عشرات المنازل والأراضي الزراعية لعمليات جرف واسعة، ولم يعرف بعد إن كانت هناك خسائر بشرية.
وأشار، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن قرية "جعلة" كانت من بين أكثر مناطق شبوة تضررا بالإعصار بسبب حجم الدمار الذي لحق بها، موضحاً أن القرية تشهد وضعاً كارثياً للغاية وأن سكانها لا يزالون في العراء بمناطق النزوح، وطالب المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدات بشكل عاجل.
وأضاف "بعض سكان هذه القرية يعزون هذه الأضرار التي لحقت بهم إلى حاجز ترابي أقامته الشركة اليمنية للغاز المسال يقوم بحجز مياه السيول من التدفق نحو ميناء بلحاف الذي يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن القرية المنكوبة، وأن هذا الحاجز ضاعف من حجم الكارثة وحوّل السيول باتجاه القرية ما أدى إلى غرقها بالكامل".
وكان الإعصار الذي تشكل فوق بحر العرب، الاثنين الماضي، قد أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات في جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي، قبل أن يأخذ طريقه في اليوم الثاني باتجاه قرى ومناطق في حضرموت وشبوة والمهرة.