قدره أن يكون عسكرياً فطناً يوماً ما وجد الأربعيني عبدالله عبده الصبيحي  العقيد بالجيش اليمني نفسه عسكرياً يقف منتصباً بميدان القتال يلوح بيمناه تحية عسكرية والنجوم من على مناكبه تتلألأ بمدينة صعدة شمالي اليمن.

  كعادةِ العسكريين ظل متنقلاً بين الثغور ؛ فأتت التوجيهات العليا بـ2007م بنقل اللواء 105 مشاه والذي كان الصبيحي أحد أفراده من باب المندب إلى محافظة صعدة وذلك من أجل فك الحصار عن اللواء 17مشاه (الكائن بجبل مرآن) والذي تحاصره جماعة الحوثي _آنذاك_ بهدف السيطرة عليه.

  كان العقيد الصبيحي حينها قائد لكتيبة المدفعية والذي كان يرى بأن قتال الحوثيين واجب مقدس فرضه القسم العسكري والمبدأ الوطني ؛ فما إن حدثت خيانة بقيادة لواء 17 مشاه عمل العقيد بمعية ضباطاً أخرين على استبدال محمد عبدالله الصياغي القائد السابق للواء والموالي للحوثيين بالعميد صالح مسعد الصباري.

   أشترك العقيد الركن عبدالله عبده الأغبري (الصبيحي) بالحرب ضد الحوثيين إلى جانب نخبة من الجيش اليمني بأربعة حروب  ليكملها بحربين لكنه يرى "أن خيانة قصور صنعاء هي من سهلت للحوثيين هزيمة الجيش اليمني بنهاية المطاف ؛ بل وسلمت لهم كل مقومات القوات العسكرية التي بُنيت على مدى السنين الماضية".

  وظل الرجل بصعدة  قرابة الثمان سنوات من (2007م ــــــ2015م) وما إن توترات الأخبار عن اجتياح جماعة الحوثي للجنوب بتاريخ 25مارس/اذار الماضي  اصطنع الصبيحي حيلة للإفلات من الحوثيين وسرعان ما نجح بالخروج من صعدة لينضم بعدها إلى اللواء الثاني حزم بقيادة العميد عبدالله الصبيحي.

  ومع انطلاق عملية السهم الذهبي بـ17يوليو/تموز ودخول عشرات المدرعات الإماراتية ميناء الزيت بالبريقة وبمشاركة الإسناد الجوي لطيران التحالف العربي انخرط العميد الصبيحي بعملية تحرير مدينة عدن ؛ وبدأ بتكرار قتاله المحموم ضد عدوه السابق والذي قتل من زملاءه العسكريين زهاء الـستين ألف باعتراف الحوثيين أنفسهم.

  وفور الإعلان رسمياً عن تحرير مدينة عدن شهد معارك تحرير محافظات مجاورة كـ(لحج وأبين) ليشترك مؤخراً بمعارك صد مسلحي الحوثي بجبال المضاربة الحدودية مع مديرية الوازعية ؛ ألتقاه "مندب برس" برابية جبل الخُزم وسلاحه الشخص لا يكاد ينفك عن يديه ممسكاً بمنتصفه وسبابته على الزناد متحدثاً بأنه لن يدع جماعة ولدت من رحم الدم ان تجتاح ارض قبيلته العريقة والتي لا تعرف الركوع للطغاة" حسب وصفه.

  ويواصل مقاتلو قبائل الصبيحة مجتمعين بصد توغل الحوثيين _لليوم الأربعين على التوالي_ باتجاه المضاربة الطريق  الأقرب  إلى عدن بأسلحتهم الشخصية ؛ حيث ولم يتلقى مقاتلو القبائل أي دعماً حكومي مقارنة بسلاح الحوثي المتطور.